عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 08-11-2003, 06:22 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

سألت عن والده
فقالوا أنه ذهب الى الشرطة ...
كان هناك بعض الأقارب فسألتهم كيف حدث ذلك ...
قالوا : شجار بسيط تحول الى جريمة ... والمقتول هو (فلان) وهو في إسعاف مستشفى الشميسى الآن ...
أعرفه ... رحمه الله ليس لي به علاقة ...
كان رجلاً يكبرنا ... له زوجة وثلاثة أطفال أصغرهم عمره سنه واحدة ...
كان مشاكسا ً في معظم الأحيان ويملك متجراً ولا يتنازل عن حقه أبداً
دخلت قسم الإسعاف وحاولت أن أستطلع الخبر ...
لم يكن هناك تنظيم كما هو الآن ...
وتشاء الصدف أن أدخل الى أحدى الغرف وكانت مكتباً ...
وعلى أحد الطاولات ملفان ...
كتب على الأول ... إسم القاتل ... نعم وبهذا اللفظ وكان فهد ...
وعلى الثاني : إسم المقتول ...
أيقنت أن هناك خطبٌ جلل فأحسست ثقلاً بدأ يسري في ساقـّي
وحالاً ...
اتجهت الى قسم الشرطة ...
وجدت أبا فهد حائراً لا يدري ماذا يفعل ...
وسألت عن فهد ... وبعد إصرار وترجي وبعد أن أخذوا هويتي ...
وكانت تلك الهوية دفتراً صغيراً أزرقاً يسمى تابعية) ...
أوقفوني أمامه ... بيني وبينه باب حديدي به بعض الفتحات تكفي بأن تدخل يدك ويمسكها من هو خلف هذا الباب ليشعر بطمأنينة مؤقتة
تسمرت عيناي بعينيه ...
لم أرمش ... لا أدري ما أقول ...
فبادرني بالسؤال قائلاً :
هل مات فلان ؟ ...
فوكزته بسؤالي وقلت : ما الذي حصل؟ ...
قال : أردت استبدال سلعة فرفض ...
فدخلت الى متجره وتلفظت عليه فصفعني ...
ثم تناولت مفكاً صغيراً وضربته في صدره ...
لا لأقتله ... ولكن لأنتقم للصفعة ...
وأعاد علـّي السؤال : هل مات ؟ ...
قلت وبكل صعوبة (نعم) ...
قال : لا أصدق ...
قلت : ليس وقت التصديق الآن ... دعني أذهب لأقف مع أهله ...
ونحاول أن نصل إلى شيء إيجابي ...
وقبل أن أودعه سألته : هل تريد شيئاً ؟ ...
قال : أمي وأبي أمانة في عنقك ...
فقلت له : وهل توصيني بأمي وأبي يا فهد... لا عليك سوف أطلب منهم الإكثار من الدعاء وأخبر والدتك بأنك بصحة جيدة وسوف نحاول إعادتك الى المنزل !!
ذهبت الى عائلة المقتول ...
لم أجد ترحيباً ... كان كل شخص يحاول التهرب مني ...
أيقنت أن الوقت ليس مناسباً لوجودي ...
في اليوم التالي وفي الجامع الكبير صلينا على القتيل وذهبنا الى منزله لتقديم العزاء وبقيت طوال اليوم واليومين التاليين ...
كنا نتحدث عن كل شيء وكنت أتطرق كثيراً إلى قصص القضاء والقدر ...
وانتهت أيام العزاء فذهبت إلى والدي وطلبت منه أن يتدخل ...
وشرحت له القضية ...
كان يفهمها أكثر مني رحمه الله ...
وبدأت المساومات ... هم يريدون القصاص ...
ونحن نريد العفو ...
كان كل يوم يمر كأنه الدهر فمصير فهد مجهول وتدخل كبار القوم وعرضوا المبالغ ...
فكان جوابهم دائماً ...
نعطيكم ضعفها وأعيدوا لنا إبننا ...
وهذه كلمة بحد ذاتها قاتلة !!

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس