عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 09-11-2003, 03:32 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

صدر الحكم الشرعي بالقصاص من فهد ...
على أن يؤجل حتى يبلغ الورثة ويعاد طلب العفو ...
نقل فهد الى السجن العام وهو أكبر سجن بالرياض في ذلك الوقت
ووضع في عنبر الدم وهو العنبر الأحمر المخيف ...
كيف لا وعزرائيل يتجول داخل أروقته ...
كيف لا ونزلائه لا يعرفون طعم النوم ...
وخصوصاً ليلة الجمعة ...
حيث يقضونها جالسين ... صامتين ... لا يقوون على إخراج الكلمة ...
فقط عيونهم شاخصة ويتنفسون وبلا صوت !
إقترب موعد الدراسة والعودة الى الجامعة في أمريكا ...
كنا نذهب الى بيروت وثم الى لندن وبعدها إلى نيويورك ...
أوصيت أبي بالقضية فنهرني رحمه الله بأن لا أوصيه على واجب يقوم به ...
ذهبت إلى هناك وجمعت كل متعلقات فهد واحتفظت بها لأعود بها في السنة القادمة
لم تقف محاولات والده ووالدي ومحاولات الآخرين من كبار القوم وصغارهم ...
كل شخص يحاول ولكن الشريعة السماوية هي التي تحكم
كانت الرسائل تصلني من والدي وكنت أكتب لفهد ...
أوصيه بالصبر وبالأمل ...
لم أعد في إجازة العام 1972م محاولة مني بتقليص مدة الدراسة ...
وفي العام 1973م عدت متخرجاً ...
من هناك أحمل شهادتي وثلاثة حقائب ... إثنتان لي وواحدة لفهد بها متعلقاته الشخصية ... لازلت أحتفظ بها حتى هذا اليوم
وبعد خمس سنوات توفي والد فهد وهو يمنى نفسه برؤية ابنه حراً طليقاً ...
توفي أبوه و ترك أماً مكلومة تصارع الزمن ووحيدة حطمت قلب كل من عرفها
انقضت السبعة عشر عاماً ...
وها هم أبناء القتيل قد تجاوزوا العشرين
والإبن الأصغر يتم الثامنة عشرة ونذهب إلى المحكمة ...
ويسألهم الشيخ بعد أن أحضروا فهداً وأنا ووالدي ...
كان فهد تجاوز الأربعين من عمره وقد أطال لحيته وبدأ الشعر الأبيض الكثيف يزاحم الشعر الأسود وبدأ العمر يزاحم المصير
سأل الشيخ الفتيان الثلاثة ...
وكانت نظراته تتجه صوب الفتى ذو الثمانية عشر عاماً
وهو يؤشر على فهد قائلاً : قبل سبعة عشر عاماً هذا الرجل قتل والدكم
وصدر حكم في حينه يقضي بإنزال الحكم الشرعي عليه وهو القصاص ...
وتلا آية القصاص ..
قال الله تعالى : (ولكم في القصاص حياة يا أؤلي الألباب) صدق الله لعظيم
وأضاف الشيخ :
لقد تأجل الحكم لقصوركم باتخاذ قرار القصاص أو العفو
وأريد منكم الآن أن تنطقوا بما اتفقتم عليه أو اختلفتم عليه
وذكر لهم الشيخ عدداً من قصص العفو التي حدثت داخل هذه المحكمة
وسألهم : هل تعفون على من قتل والدكم ؟
أريد أن أسمع رأي كل واحدٍ منكم على حده
وصمت الشيخ ..!!

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس