عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 21-06-2006, 04:36 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

فعندما تكون أمريكا قد تقمصتها الرغبة المقدسة فى توزيع الحرية على شعوب الأرض، وبتكليف "الهي" لا فكاك منه، فان "المتطوعين لقاء أجور" لا يمكن وصمهم "بالخيانة"، إذ كيف يمكن أن يكون خائفا من يعمل على منح شعبه حصته من الحرية الأمريكية!؟ ان من حق شخص من هذا النوع أن يصنّف فى أعداد أبطال التحرير الذين يستحقون المكافأة كأن يتم اختيارهم لأعلى المناصب الادارية كرئاسة الجمهورية أو الوزارة، أو ـ بالقليل القليل ـ على منصب "وزير" من نوع ما، لا أن يتم دمغهم بالخيانة كما تصّر عليه بعض القطاعات الشعبية التى لازالت متشبثة بمفاهيم وقيم غاية فى التخلف قد أكل عليها الدهر وشرب. ولكن ـ وعلى كل حال ـ فان "الديمقراطية" لا بد لها من التسليم بان قطاعات واسعة من الجماهير، وخصوصا فى بعض الاقطار العربية لازالت ترزح تحت وطأة التخلف، وبالتالى فانه لا مفر من الاستيعاب والصبر والتعامل مع تلك المفاهيم والقيم على أنها مجرد "وجهات نظر"، قد تكون سلبية ومعرقلة للمسيرة الديمقراطية الحقيقية التى تقبل باحترام "الرأى الآخر" على أمل أن تنجح وسائل التثقيف الاعلامى باقناع تلك القطاعات المتخلفة بالقفز فوق الفجوة واللحاق بالحضارة الجديدة. وبناء على كل ما تقدم فان كل من دخل العراق مع الدبابة الامريكية، وكل من وضع نفسه فى خدمة المحتل، وفى تثبيت اقدامه، هو ـ فى واقع الأمر ـ واحد من أبطال التحرير. أما أولئك المتخلفون فان الواجب "الديمقراطي" ينبغى سحبهم الى واحد من المنابر الاعلامية التى اختيرت برامجها بعناية فائقة من أجل توعية الجماهير وتصحيح مفاهيمها. ولقد أصبح أمرا عاديا أن نشاهد عبر الشاشات العربية الفضائية، وفى فترات آخذة فى التقارب، واحدا من مثقفى "التخلف" الحضاري، وقد دخل فى حوار ساخن مع آخر من موزعى الحرية الامريكية على الشعوب. ولابد من الاعتراف هنا بأن الخدمات التى تقدمها تلك المحطات الى الادارة الأمريكية تفوق الملايين من الدولارات المدفوعة اليها بمراحل. اذ مما لاشك فيه ان مواصلة مشاهدة حلقات الحوار بين الطرفين: "الوطني" و"العميل" لابد وأن يترك بعض الآثار فى نفوس المشاهدين، خصوصا الضعيفة أو المريضة بـ "الطائفية" البغيضة.