عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 21-06-2006, 04:57 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

غير أننا نعلم يقينا، بحكم منطق الأشياء، بأنه لا سبيل ولا طريق أمام الشعب لتحقيق ذاته وحريته سوى المقاومة الوطنية المسلحة. وان كل ما داهم الجماهير من كوارث وعلى كافة الأصعدة، هى من صنع العملاء من هذا الصنف أو ذاك. وليس لنا أى خيار آخر سوى الاستمرار بالمقاومة الى أن يتم طرد آخر جندى أجنبى عن أراضينا.

لا طريق غير طريق المقاومة

ولعل فى ذلك الخطأ الفادح الذى وقعت فيه حركة "حماس" البرهان القاطع على صحة القول بطريق المقاومة الذى لا طريق آخر غيره: ـ انخرطت، بكل ثقلها، فى العملية السياسية معلنة تعليق عملياتها العسكرية بشكل مؤقت. الأسباب المبررة لمثل هذا التوجه لا زالت مجهولة لدينا.. ربما باستطاعتنا التخمين ثم الاستنتاج.
الا أن استنتاجا يبنى على مجرد الحدس والتخمين سيكون، فى أحسن الأحوال، مفتقرا الى الواقعية العلمية، هذا إن لم يكن ظالما ومتجنيا. سنعبر فوقه ـ اذا ـ مخلفين إياه وراءنا كى نواصل الحديث قائلين.. خاضت حماس الانتخابات التشريعية محققة فوزا كبيرا ضمن لها الأغلبية البرلمانية التى أباحت لها تشكيل الحكومة الا أننا نعلم، كما تعلم هى قبلنا بكل تأكيد، بأن كافة مفاتيح الأبواب المشرفة على الساحة السياسية الفلسطينية هى فى يد المحتل الاسرائيلى والمستند بظهرة على المجتمع الدولى برمته. وما كادت "حماس" تخطو أولى خطواتها فوق الساحة السياسية حتى وجدت نفسها "مهروسة".. أجل مهروسة. الأبواب كلها مغلقة.. أى باب تناشد فتحه يطلب منها أن تدفع الثمن. والثمن دائما متشابه، وهو التنازل عن واحد من الثوابت الوطنية وصولا الى مسخها الى مجرد حركة سياسية تركض لاهثة وراء أمريكا علّها تلتقط شيئا من الفتاة الذى تلفظه أحذيتها. وسريعا جدا، ستجد نفسها مضطرة للاختيار الحاسم: السير فى طريق التنازلات حتى نهايته، أو التخلى عن العملية السياسية والعودة الى الأصالة فى خنادق الجهاد التى لا تسمع فيها سوى حديث البنادق. ولكن.. الم تكن "حماس" واعية، وبشكل مسبق، بأنها لا بد واصلة الى نهاية الطريق المفتوح على واحد من الخيارين؟! نستبعد مسألة الجهل التى لا وجود لها فى علم السياسة خصوصا بالنسبة لاناس سبحوا فى بحوره على مدار عشرات السنين وخبروا كافة أسراره وخفاياه كالشعب الفلسطيني. واذا..؟! نوع من التكتيك الذكى للبرهنة على إيمان الشعب الفلسطينى باستراتيجية المقاومة المسلحة والتى تمثل حركة "حماس" محورا أساسيا فيها؟! تعرية الآخرين المنخرطين فى العملية السياسية وفضح حقيقة نواياهم وتوجهاتهم؟! لو صح ذلك فاننى أرفع قبعتى احتراما واعجابا وسعادة؟ فهل هناك من أمل؟!