عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 12-11-2006, 10:48 AM
ابودجانه المصري ابودجانه المصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
المشاركات: 111
Lightbulb

(اعلم أخي وفقنا الله وإياكَ لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاتهِ ، إن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتـقصيهم معلومة ، لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمرٌ عظيم ، والتناول لأعراضهم بالزورِ والافتراء مرتعٌ وخيم.)

الطاعنون في علمائنا لا يضرون إلا أنفسهم ، وهم يستجلبون بفعلتهم الذِلَةَ والصغار إذ الله يدافع عن الذين أمنوا ، وهو جلَ وعلا لا يصلح عمل المفسدين .

قال الإمام أحمد إمام أهل السنة رضي الله عنه وأرضاه ( لُحوم العلماء مسمومة من شمها مَرِض ، ومن أكلها مات ). وقال الحافظ ابن عساكر :

( من أطلق لسانه في العلماء بالسب أو الثلب ابتلاه الله قبل موته بموتِ القلب ). الطاعنون في علماء التوحيد والسنة أهل مكرٍ وخديعةٍ إن لم يقدروا على التصريح لمحوا ، فتنبهوا يا عباد الله لألا تُخدَعُوا)

فوالله لو كان أحدهم يعرف قدر نفسه أو مبلغ علمه ما تجرأ على تكفيرِ الأمة والأئمة، ولكنه الجهل بما عليه أهل السنة في معاملة الحكام ، والعجب أن هؤلاء يتحرجون من الإفتاء في دم الحيض والنفاس ثم يتجرءون على الإفتاء في دماء الأمة وعلى مسائل يتحرج منها كبار العلماء . فالله المستعان وعليه التكلان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ).
اتهام العلماء بمولاة الكفار لا لشيء إلا أنه أفتى بما يراهُ الحق في مسألةٍ فقهيةٍ تتعلق بجهاد الكفار ، فترى بعضهم يصدرون ويصدرون البيانات والمذكرات والنشرات بتكفير المسلمين ، واتهامهم بمولاة المشركين، فمن لا يعجبهم فهو موالي للكفار مرتد عن دين الله جل وعلا ،فتطاولوا على العلماء والأخيار ، ولبسوا على المسلمين دينهم وحكموا أنفسهم في أمةِ محمد صلى الله عليه وسلم . فلا إله إلا الله ، لا إله إلا الله إذا كان علماؤنا موالين للمشركين فما حكمنا نحن إذاً ،

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن والقول في دينك بلا علم ، ومنها تناقض بعضهم فتراه يوقرُ رموز الجماعات الحركية المحدثة ، ويتستر على بدعه ، وأما علماء السنة والتوحيد فحديثه عنهم دائر بين القدح واللمز والتشكيك ، ثم يزعم أنه على منهج السلف الصالح

وتناقض آخر عجيب ترى بعضهم يتحدث عن مآسي المسلمين وجراحاتهم ويملأ الدنيا عويلاً وتبجحاً ، وما هي إلا لحظات وإذا به يهجم على علمائنا ويقدح وجُرحُ الأمة من هذا أشد مضاضةً وألماً ومنها تضخيم أخطاء العلماء ، يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له :

( أسال الله أن يعين العلماء على ما يناله من السنة السفهاء ، لأن العلماء ينالهم أشياء كثيرة ).

أن الطعن في علماء السنة فيه مشابهة للذين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء . ومنها : الجناية على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بصرفها عن علمائنا الربانيين لأن القدح فيهم يشكك الأمة في علمهم وأمانتهم فينصرفون إلى رؤوسِ الجهال ؛ فيفتون بغير علم فَيُضِلُون ويُضَلُون ، وفي هذا أيضاً جناية على الشريعة وتجفيف لينابيع الخير والهدى شاء ذلك الطاعنون أم أبوا . وفي الطعن فيهم إسقاطٌ لهيبتهم عند السلاطين، فالله المستعان. ومن آثار الطعن في العلماء شد أزر علماء البدع ودُعاتُها ، وكم يفرحون بطعن الأغرار في علماء السنة لأن الذي يصد أهل البدع ويردهم علماء السنة الأخيار فتنبهوا يا أولي الأبصار. وفي الطعن في العلماء أيضاً تقوية للعلمانيين وخدمة لهم فإنهم يسعون من قديم للحط من قدر العلماء وقد وجدوا من يكفيهم ذلك دون مقابل .
فاللهم احفظ علمائنا من كيد الكائدين ، وحسد الحاسدين ، وافتراء المبطلين يا ارحم الراحمين .


منقول من محاضره لشيخ سلطان العيد حظه الله

جزاكم الله خيراً اخواني ( الطاوس والوافي)