عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 08-01-2007, 04:32 PM
الصديق11 الصديق11 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 199
إفتراضي للظلم جولة وللحق جولات والسيف ياْخذ هذا وذاك !

للظلم جولة وللحق جولات والسيف ياْخذ هذا وذاك !

عندما يسود العدل والأمن في مجتمع ما ، ويسمو الحق وتتساوى الفرص في المنافسة الشريفة ، لتضع الشخص المناسب في الموقع الذي يمكنه القيام بواجبه بكفاءة واقتدار ، كونها ضمن اختصاصه ، بغض النظر عن المحسوبية
والمنسوبية والدين او المذهب او القومية او الطائفة ، فالمجتمع سيتقدم خطوات واثقة الى الامام ، ويتبوأ المكانة التي
تليق به ، من سؤدد ورفعة .
بيد ان لسوء طالع شعوب العالم الثالث عموما والعربية خصوصا ، ان الانظمة الشمولية المسيطرة عليها دون وجه حق ، والكل يعلم انها انظمة توريثية رجعية او راديكالية ثورية ، جاءت عن طريق الانقلابات المتكررة ، وليست منتخبة ديمقراطيا ، فتشابكت مصالحها وانصبت انانيتها ظلما على رؤوس محكوميها ، فتمخضت عن
مآسي واجحافات ، ولا تزال تعاني وتقاسي الوان ذلك الظلم ، على الرغم من تمترس تلك الانظمة تحت الشعارات
البراقة ، لأحزاب لم تستطع تقديم الحلول الناجعة لمشاكل شعوبها ، كالاحزاب القومية والاشتراكية والاصولية ..
وكانت شعاراتها حبرا على ورق ، اجترّت على مدار الساعة ، ولم تطبق على ارض الواقع ، ولم تمارس بنزاهة
، فكانت بمثابة التلاعب بالالفاظ ( بياعين كلام ) ، فالحكام ومرتزقتهم هم القانون ، بل فوق القانون ولا يزالوا .
ولنأخذ النظام العراقي السابق نموذجا ، حيث ان الظلم الذي صله على رأس العراقيين ، يحتاج الى مجلدات
لشرح ابعاده وتداعياته المعروفة للقاصي والداني ، ولكن بعد ان تنفس الشعب الصعداء بعد زواله ، لم يطيب
لدول الجوار ولا لايتام صدام ، ان ينعم العراقيون بالأمن والحرية ، لانها بالمحصلة ليست منصبة في مصلحتها ،
فوضعوا العصي بين الدواليب لأعاقة المسيرة ، وافشال النظام المنتخب الحالي من قبل الشعب ، ليتسنى لهم
واهمين العودة على انقاض الوطن المهدّم الجريح ، ولكن هيهات ، فالشعوب ليست كالافراد، فاذا مات الشخص
لأي سبب كان ، فالشعوب لا تموت ، فاذا كان للسيف جولة في قتل الابرياء ، فللشعب جولات وصولات لقطع
الايادي المجرمة كالزرقاوي ومن لفّ لفّه ، وكل من ايده ، يكون قد اسوّد وجهه في الدنيا والآخرة ، فالسيف
الذي نحر الابرياء ، ارتّد على فاعليه ، وسيرتد على كل من تسوّل له نفسه سلوك نفس طريق الاجرام ، وعندها
لاينفع الندم .
وثبت لكل مراقب بان الاعمال الارهابية بعد سقوط النظام المذكور ، لم تستند على مبادئ ، فلا يمكن ان يصدقها
العراقيون ، فالغايات الشريفة ، يجب سلوك وسائل شريفة لبلوغها ، اما تفجير الذات ، والعبوات الناسفة ، والسيارات
المفخخة ، التي لا تميزبين شيخ وامرأة وطفل ، فالموت ياخذ هذا وذاك ، كما ان اختطاف ابناء الميسورين وبناتهم
والاعتداءات الجنسية عليهم ، وطلب مبالغ طائلة لإطلاق سراحهم ، فانها منتهى الخزي وقمة العار ان يطلق على
مثل هؤلاء الاوغاد مقاومة ، وان ينعت السفاحون بشهداء الامة ، فلا خير في امة يكون السفاحون ابطالها ، كما
فعلت حماس ، حينما وصفت الزرقاوي بشهيد الامة ، والسؤال هو : من خوّلها ان تتكلم بأسم الامة ، ولم تحترم
مشاعير الاف الدماء البريئة التي سالت بفعل اجرام الزرقاوي وجماعته ، فهل رخص الدم العراقي لهذا الحد؟
رغم تضحيات العارقيين من اجل فلسطين ، ولا تزال رفات العراقيين هناك ، في الجليل والمطلة والخيام والزقورة
وكفر قاسم وصفد وروساب محمود وبنت جبيل وجبل الشيخ ونهر الاردن والقنيطرة والضفة الغربية ... كلها تشهد
للعراقيين مواقفهم الشجاعة والشريفة والمبدأية ، فهل هكذا يكون رّد الجميل ؟
ايها العراقيون الابطال ، ليس امامكم الا ان تكونوا صفا واحدا وراء حكومة المالكي المنتخبة ، لاصلاح ذات
البين ،وحل الخلافات بالحوار الاخوي الديمقراطي ، وبالتنازل عن بعض المطالب ، وان تكون مصلحة الوطن
فوق كل اعتبار، ونقول : ايها العراقيون اتحدوا ، ولتراب الوطن مجدّوا ، ودابر الخونة والمجرمين اقطعوا ،
وجراح الوطن ضمّدوا ، وصرحا للاْجيال القادمة شيّدوا، وبمجد الباري سبّحوا وحدّثوا ، اما تمجيد الاشخاص
فالأشخاص زائلة والوطن باق ، فالأخلاص للوطن هو مقياس الوطنية الحقة ، ومن يخون شعبه يكون مصيره
مزبلة التاريخ ، والعار كل العار لمن يؤيده ويتباكى على الجلادين والمجرمين والدكتاتوريين ، رغم علمه
ويقينه بالحقائق الدامغة والأدلة المادية الملموسة ، فالى متى يستمر هذا النفاق ودفن الرؤؤس في الرمال ؟
الم يحن الآوان لتقولوا الحق ولو على انفسكم ؟ .
بقلم – الصــــديق11:
New1: