عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 16-12-2002, 03:54 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

السلام عليكم

السرقة مصطلح أدبي لا يعني بالضبط ما وضع اللفظ له، وإلا لما كان هناك سرقة حسنة وسرقة قبيحة كما يقول النقاد، وأعتقد أن المعنى الأدق للسرقة الأدبية هي الأخذ، ومن ثم يكون الأخذ (السرقة) إما حسنة أو قبيحة.

كتب ومجلدات ألفت في سرقات المتنبي، وقيل أن في شعره أكثر من 500 بيت مسروق، وبعلمي أن ديوان المتنبي فيه مئتي قصيدة، فهل يعقل أن يكون كل هذا من السرقات القبيحة؟ بل إن منها ما هو من صميم الأدب وعبقرية الشاعر.

اختلف تقسيم السرقات بحسب الناقد ولكن بشكل عام، كل باب من أبواب السرقة القبيحة يقابله باب من أبواب السرقة المستحسنة.

والكل يجمع على أن الآخذ (السارق) إذا أتى بالمعنى ذاته، بمنبى أفضل من قائل البيت فإن ذلك يكون من السرقات الحسنة، وكذلك إذا أتى باللفظ نفسه ولكن بمعنى أعمق فإنه يكون من السرقات الحسنة، ولكن أن يقصر السارق عن المسروق منه فهذا من أقبح السرقة.

ولم ينج كبار الشعراء من قبيح السرقة، فقد سرق طرفة بيت امرئ القيس الذي يقول فيه:

وقوفا بها صحبي علي مطيهم
.............. يقولون لا تهلك أسى وتجمل

فقال طرفة:

وقوفا بها صحبي علي مطيهم
.............. يقولون لا تهلك أسى وتجلد

ونرى هنا أنه سرق اللفظ والمعنى، بل لم يغير في البيت إلى كلمة بسبب القافية لا لسبب آخر.
الرد مع إقتباس