عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 25-05-2006, 02:02 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي هم بنو إسرائيل ... فبنو من نحن؟؟ -(( محمد الغزالي))

إن اليهود يعرفون كما نعرف أن فلسطين لم تكن خالية من سكانها يوم دخلوها فاتحين باسم التوراة ! كان الكنعانيون يحيون فى هذه الربوع التى فاضت عليهم سمنا وعسلا ، وكانوا أصحاب تفوق مدنى وعسكرى أغراهم بالترف والعبث والجبروت، وكانوا مرهوبين يخشى الناس بطشهم، ووجلون من التعرض لهم !



أصغيت بانتباه إلى إذاعات عربية كثيرة شاركت فى الاحتفال "بيوم الأرض" ، وهو يوم حزين يخرج فيه عرب فلسطين المحتلة ليحيوا ذكرى شهدائهم الذين قاوموا الاغتصاب اليهودى لترابهم الوطنى، هذا اإغتصاب الذى تحول إلى إجتياح مسعور بعد هزيمة سنة 1967 ...


وشعرت بالسخط وأنا أسمع ما قيل من شعر ونثر ، إذ كان المتحدثون يؤكون عروبة فلسطين لأن الكنعانين هم أصحابها الأوائل، والكنعانيون والعدنانيون والقحطانيون جميعا عرب، أما بنو اسرائيل فهم طارئون غرباء..
وحاولت أن أتسمع معنى آخر يربطنا بأرضنا فلم أرجع بطائل!!


ما تحدث أحد عن الله ورسوله، ما تحدث أحد عن عمر بن الخطاب وتسلمه الأرض من النصارى لا من اليهود ، ما تحدث أحد عن أصلنا الدينى وتاريخنا الاسلامى ، ما تحدث أحد عن انتهاء الدور الروحى والحضارى لليهود وبزوغ رسالة أخرى بعيدة عن الأثرة والحقد ، ما تحدث أحد عن أن وظيفة الهيكل وبناءه مسكنا للرب قد ألغت وأن الوظيفة الجديدة هى لمسجد يصيح فى أرجاء العالمين: الله أكبر !!
كان التنادى بالعودة إلأى الأرض، وحق أبناء كنعان ، فى وراثتها!!


إن دوران المعركة على هذا المحور هدف استعمارى انزلق إليه العرب فى محنتهم النفسية والعسكرية ،ولن ينالوا من ورائه خيرا..!
فبنو إسرائيل يديرون المعركة على أساس دينى بحت ، ويستقدمون أتباع التوراة من المشرق والمغرب قائلينك تعالوا إلى أرض الميعاد، تعالوا إلى الأرض التى كتبها الله لأبيكم إبراهيم كما أكد العهد القديم ..


مستوطنون باسم التوراة فى تقرير " لفرانس برس " نشرته صحيفة الراية القطرية 2/5/1982 تحت عنوان" مستوطنون باسم التوراة" التقى الكاتب بنفر من اليهود فى المستعمرات التى أنشأوها، وتحدث معهم ليستكشف سرائرهم وأسباب مجيئهم ، ومدى حرصهم على البقاء مع المقاومة العربية المتصلة.


"قال هارون الذى يقيم فى مستعمرة "اوفرا" من خمس سنين: إننى أمتلك ما لدى التوراة !! واعتراضات العرب لاوزن لها.. ويبلغ هارون من العمر 40 سنة ، وهو يضع مسدسا فى حزامه ، ويوالى حركة " جوش أمونيم" كتلة الإيمان الدينية المتطرفة. والواقع الذى يمثله هو الغالب على جمهور المستوطنين الاسرائليين...


وفى "كيريات أربع" وهى مستعمرة بجوار مدينة بجوار مدينة الخليل يؤكد شالوم – وعمره 33 عاما – ما ينتويه فيقول :" غن اهتمامى الرئيسى منصب على عودة الشعب اليهودى للاقامة بأرضه.. وإذا كان العرب لا يرون أن نصوص التوراة ليست سببا كافيا لحق الملكية فهذه ليست مشكلتى!! ، وتقول "مريم لوينجز" وهى قرينة حاخام يهودى مشهور: إن علينا أن نطيع أوامر الله الذى طلب منا العودة إلى الأرض المقدسة! وهى تقيم مع احد عشر ابنا لها وسط مدينة الخليل العربية على أنقاض معبد قديم!!


ويقول هارون وشالوم ومريم جميعا : غن أمام العرب الفلسطينين متسعا فى الدول العربية المجاورة فليهاجروا إليها ويقول كاتب التقرير ان حدود اسرائيل كما يرسمها هؤلاء أبعد من الحدود الحالية، فاسرائيل المذكورة فى التوراة تشمل جانبا كبيرا من لبنان، ودولة الأردن كلها ، وشبه جزيرة سيناء حتى قناة السويس..
المستوطنون مسلحون جميعا بالمسدسات أو المدفع الرشاشة،ولهم فرق حراسة تدور حول المستعمرات ليلا ونهارا.


وختم الكاتب تقريره بهذه العبارات على لسان " هارون" : لقد صاح وهو يطل من النافذة ويشير إلى مزارع الفاكهة: هذا البلد ملك لنا ، عندما وصلنا هنا لم تكن توجد إلا تلال وحجارة! لقد خضرنا الصحراء، ولقد ساعدنا الله منذ ألفى عام ولن يمتنع عن ذلك فجأة،بل سوف يساعدنا على مشكلاتنا مع العرب!!


أرأيت أيها الأخ فلسفة القادمين الجدد، وأحاديثهم السرية والعلنية؟ الله ومواعيده لشعبه المختار! والتوراة والحدود التى رسمتها!


وما يقوله رجل الشارع العادى هو ما يردده رئيس الوزراء المسئول ...
فكيف برب الأرض والسماء يصرخ القوم بانتمائهم، وننسلخ نحن من هذا الانتماء مؤثرين عليه انتماء عرقا لايقدم ولا يؤخر...؟؟!
وعندما يتكلم السياسى اليهودى رافعا بيمينه كتابه المقدس، فهل يسكته سياسى عربى، يستحى من كتابه، ولايذكره لا فى محراب ولا فى ميدان؟؟
ولنعد إلأى طيب الذكر كنعان الذى ايقظناه من سباته وقلنا له نحن أولادك! من هو ؟ وماتاريخه؟..


إن اليهود يعرفون كما نعرف أن فلسطين لم تكن خالية من سكانها يوم دخلوها فاتحين باسم التوراة ! كان الكنعانيون يحيون فى هذه الربوع التى فاضت عليهم سمنا وعسلا ، وكانوا أصحاب تفوق مدنى وعسكرى أغراهم بالترف والعبث والجبروت، وكانوا مرهوبين يخشى الناس بطشهم، ووجلون من التعرض لهم !


فلما خرج موسى وقومه من مصر، واحتوتهم سيناء، قيل لهم: ادخلوا فلسطين ، فسيناء معبر إليها، ففزع اليهود من هذا التكليف وخشوا مقاتلة أهلها يوم غذ، وقالوا ياموسى " ان فيها قوما جبارين ،وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فان يخرجوا منها فانا داخلون"


وهذا الرد يقطر جبنا ، فان الكلاب والقطط تدخل بلدا خرج منه اهله، أى شجاعة فى هذا الموقف ؟ وحاول موسى وبعض الصالحين تشجيع بنى اسرائيل على الهجوم فقالوا فى إصرار: " إنا لن ندخها أبدا ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"(المائدة-24)
وعمت الأقدار على بنى اسرائيل أرض سيناء فظلوا يتيهون فيها أربعين سنة ، هلكت خلالها الأجيال الجبانة، ونبت جيل أنظف، ولكن بعدما مات موسى، وقاد القوم يوشع الذى دخل فلسطين بعد قتال شديد مع جبارتها الأولين.


وتحكى كتبنا أن يوشع فى إحدى معاركه طلب من الله أن يتم له النصر قبل غروب الشمس، فأخر الله الغروب، وكانت الشمس قد آذنت به حتى تم له ماأراد.
و إلى هذا يشير " شوقى" فى رثائه لسعد زغلول بعد ثورته الوطنية
شيعوا الشمس ،ومالوا بضحاها ... وانحنى الشرق عليها فبكاها!
ليتنى فى الركب لما أفلت... يوشع. همت ، فنادى، فثناها!


ودخل اليهود فلسطين ، وأقاموا لهم دولة مكثت قرابة قرنين فماذا فعلوا ؟ أضحوا شرا من سلفهم الذاهب ، وملأوا الأرجاء خبثا وسفكا وفتكا ، وقتلوا الأنبياء المختارين والأئمة المقسطين فحكم الله عليهم بالطرد والذل ، وتوار الأقوياء نبذهم وتشريدهم.{وأشرق الاسلام فى القدس}وأشرق الاسلام فى القدسفلما دخل المسلمون بيت المقدس فى الشروق الاسلامى الأول ، كانت العاصمة العتيقة فى أيدى الرومان ، وكان دخولها محرما على اليهود ، وأقبل أمير المؤمنين عمر من جوف الصحراء يتألق جبينه بشعاع الوحى الخاتم ، وتمشى فى خطاه معالم التوحيد الحق


قال التاريخ: كان التواضع المذهل يكسو موكبه الساذج ، وكان الرجل الذى قوض الدولتين العظيمتين فى العالم يتحرك مطرق الطرف خاشعا لله ، فوق رحل رث وبين حاشية مستكينة، يقول بصوت رهيب: كنا نحن العرب أذل الناس حتى أعزنا الله بالاسلام، فمهما أبتغينا العز فى غيره أذلنا الله.


ولم يقل عمر: الويل للمغلوب! بل آمن النصارى على كنيستهم ، وقررحرية العبادة، ثم شرع يرسى قواعد الدولة الجديدة على التقوى والعدالة والمرحمة، شرف العروبة فى هذه الدولة ذوبانها فى إعلاء كلمة الله...! مهزلة الفصل بين العروبة والاسلام}مهزلة الفصل بين العروبة والاسلامحتى جاءت هذه الايام النحسات،فاذا ناس من العرب ينسون عمر، والاسلام ، والتاريخ كله، ويقولون : نحن أبناء كنعان!! مسحورين بالاستعمار العالمى الذى ألغى الدين وجعل مكنه الوطنية أو القومية!!
وبقى ان يقول العرب فى جنوب الجزيرة نحن أبناء عاد ، ويقول العرب فى شمال الجزيرة نحن ابناء ثمود!
وفى الوقت الذى يتعرى العرب فيه عن دينهم ويحيون مكشوفى السوأة وأولاد الأنبياء، نحن بنو إسرائيل...!


ونمضى فى مهزلة فصل العوبة عن النسل الاسلامى فى الميدان الدولى والتربوى على سواء ، فنلحظ بقدر من الدهشة ان مسئولين فى المؤتمر الاسلامى أحزنهم بطش اليهود بالعرب داخل اسرائيل ففزعوا إلى بابا الفاتيكان" يسألونه النجدة لاخوانهم! لقد سألوه باسم الانسانية التى تجمع الكل ، وماأحسبهم سألوه باسم " الوحى" الذى يشمل الأديان الثلاثة ...


وجاء الجواب... قالت الصحف: خطب البابا فى مائة ألف مصل احتشدوا فى الكنيسة لتحية ذكرى دخول المسيح القدس! فقال:إنه لايسعنا الا أن نفكر فى أرض المسيح! أرض فلسطين ،حيث علم المسيح المحبة ومات كى تتصالح الانسانية.
ثم أعرب عن أمله فى مجيىء اليوم الذى يوافق فيه شعبا هذه الأرض على وجود وحقيقة كل منهما، حتى يعيش الطرفان- يعنى العرب واليهود- فى سلام..!
وكتبت مجلة " الراية" القطرية فى 5/4/1982 تحت عنوان " تمخض الجبل.."


أخيرا وجد قداسة البابا وقتا كى يكرم الأرض المحتلة بكلمة، فحظيت فلسطين بموعظة منه بعد طول انتظار! وحق لنا أن نقول لقداسته :صح النوم...
قال كاتب التعليق: اذا تدبرنا موضوع الموعظة نرى أن ما جادت به قريحة البابا يستحق الاستغراب ، لقد استكث قداسته ذكر العرب- وهم الشعب المضطهد فى الأرض المحتلة – وخلط فى حديثه بين القاتل وهم والمقتول . وأعجب من ذلك انه ساوى بين حق الشعب الفلسطينى فى أرضه، وبين باطل الصهاينة المستعمرين، وشاء الله أن يسمى شذاذ الآفاق شعبا ينافس العرب على أرضهم ...الخ


وأقول : إن الذى يرتقب غير هذا الوعظ من بابا روما مخطئ ولايعرف حقيقة النصرانية
وقد وقع فى هذا الخطأ عرب آخرون استنجدوا بمجلس الأمن ثم عادوا بخفى حنين!


".