[النسري]

أخوتي وأحبتي في الله ... أرجو أن تكونوا عرفتوا من الصورتين السابقتين أنني سوف أتحدث الآن عن البتراء ...

تشتهر مدينة البتراء التاريخية بهندستها المعمارية المحفورة في سفوح الجبال الصخرية الوردية‚ ومن ابرز معالمها الخزنة والدير والسيج التي تبدو بكامل الأبهة والروعة‚ عندما تغمرها اضواء الشموع ليلا‚وتتميز البتراء بكونها معلما سياحيا جذابا حيث يفد الكثيرون اليها لانتهاز الفرصة لمشاهدة المدينة الوردية المنحوتة في الصخر‚ لا سيما في الليل حيث تكون اكثر اشراقا‚وفي ممر ضيق بين سفوح الجبال المؤدية للمدينة الوردية عبر الصخور‚ يكون ممكنا اكتشاف المعالم الموغلة في القدم‚ وسط مبان حديثة كالفنادق وحمامات السباحة التي يتم التحكم بمياهها آليا‚وترافق الجولات الليلة على ضوء الشموع‚ موسيقى اردنية تقليدية مصحوبة بالقصص والحكايات التي تروي للسائحين عن المدينة التي عاشت عصرها الذهبي في القرن الثالث كعاصمة تجارية غنية لامبراطورية الانباط‚
تعتبر مدينة "بترا" واحدة من عجائب الدنيا، فهي مدينة متفردة في نوعها بين جميع أعمال الجنس البشري لأنها تقع في مكان عال خطير مثل أعشاش النسور (عوبديا 4) في وسط جبل نائي منعزل من الصعب الوصول إليه. فالطريق الوحيد للوصول إلى هذه المدينة من خلال شق صخري عميق يصل طوله إلى أكثر من ميل، وعلى كل من جانبيه منحدر صخري شاهق يصل ارتفاعه إلى 700 قدم. وبهذا التكوين الطبيعي كانت المدينة قادرة على صد أي هجوم خارجي من الأعداء مما أصاب أهلها بالغرور والكبرياء.

وقد كان بهذه المدينة حوالي ألف هيكل وثني كانت محفورة في الصخرة الوردية المكونة لمنحدراتها الصخرية. كما كان سكانها من سكان الكهوف المنحوتة في الصخور الحمراء المكونة من الحجر الرملي في أماكن يصعب الاعتقاد بأن من الممكن أن تتسلق لها قدم إنسان.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته