عرض مشاركة مفردة
  #40  
قديم 07-09-2007, 06:27 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وعند صدور مشروع تقسيم فلسطين الذي أقرته لجنة بيل قال الملك عبد العزيز مخاطبا الوزير المفوض البريطاني في جدة في الثاني عشر من شهر شوال عام 1356هـ/1937م: لا يوجد عربي صادق يوافق على التقسيم، وإذا قيل لكم: إن أفرادا في بلد عربي يوافقون على التقسيم فثقوا أن أغلبية ذلك البلد لن توافق عليه.
وأمر الوزير المفوض أن ينقل لحكومته تحذيرا من أن تقوم بعمل يكون مضرا بعرب فلسطين.

وأعلن الملك عبد العزيز عن رفضه للمشروع وبذل جهوداً كبيرة على المستوى العربي و الدولي لمنع هذا المشروع.

وكلف الملك عبد العزيز ابنه الأمير فيصل لتكوين لجان شعبية في أنحاء المملكة العربية السعودية لجمع التبرعات لإنقاذ فلسطين وشعبها وخاطب أمراء المناطق ليحثوا أبناء المملكة على الاحتجاج ضد قرار التقسيم.

وأصبحت وزارة الخارجية السعودية بمثابة الهيئة الدبلوماسية لفلسطين تتابع المحاولات السياسية لحل القضية الفلسطينية وتتصل بالحكومات وتوضح الحقائق.

وقد وصف ونستون تشرشل الملك عبد العزيز بأنه «أصلب وأعند حليف لنا يعارضنا بالنسبة للقضية الفلسطينية».

وقال الملك عبد العزيز مخاطبا الساسة البريطانيين: أنا لا أستطيع أن أنصح العرب والفلسطينيين بأن يكونوا هادئين بعد هذا كله.

وفي اجتماع تم بين الملك عبد العزيز واللورد بلهافين وستنتون، والسير ريدر بولارد في الثالث عشر من ذي القعدة سنة 1356هـ/1938م قال الملك عبد العزيز: إن مشروع تقسيم فلسطين يحسب بحق نكبة عظيمة على العرب والمسلمين، ولذلك يجب أن يصرف عنه النظر بتاتا وأن يسار إلى خطة أخرى.

وفي ما يتعلق بالهجرة اليهودية وجهود الملك عبد العزيز في مكافحتها فإن القلق الذي أحدثته الهجرة اليهودية إلى فلسطين والمواقف الصلبة التي اتخذها لوقف هذه الهجرة جعلت بن غوريون الزعيم الصهيوني يعرض على سينت جون فلبي عام 1355هـ/1937م اقتراحا لعرضه على الملك عبد العزيز مفاده إنهاء حكم الانتداب البريطاني على فلسطين وإقامة وحدة بين فلسطين وشرقي الأردن والمملكة العربية السعودية شريطة أن تفتح أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين وشرقي الأردن، لكن الملك عبد العزيز رفض هذا المقترح رفضا قاطعا.

ويروي فلبي في كتابه اليوبيل العربي أنه في عام 1358هـ/1939م قابل الزعيم الصهيوني الدكتور حاييم وايزمن الذي طلب مساعدته في توسط فلبي لدى الملك عبد العزيز أن تعطى فلسطين لليهود وأن يجلى العرب منها ويوطنوا في مكان آخر ويضع اليهود مقابل ذلك عشرين مليون جنيه إسترليني تحت تصرف الملك ابن سعود لهذه الغاية (وللقارئ الكريم أن يتصور هذا الرقم المالي في عام 1358هـ/1939م والظروف المالية التي تمر بها المملكة العربية السعودية آنذاك).

وحين وصل إلى الرياض في يوليو من عام 1362هـ/1943م المستر هاري هوسكنز، مندوب الرئيس روزفلت الشخصي، يحمل للملك عبد العزيز رسالة شفوية تضمن رد الملك عبد العزيز على رسالة الرئيس الأمريكي موضوع وساطة فلبي بقوله لهوسكنز: أبلغتموني سعادتكم تفضل فخامة الرئيس روزفلت بسؤاله عن رأينا ورأي العرب، في مشكلة فلسطين التي زادت أهميتها في اِلأشهر الأخيرة. ونحن إذ نشكر لفخامته هذا الاعتناء المهم، وإيفاده مندوبا لبقا مثل سعادتكم، للاستفسار عن رأينا في قضية فلسطين، نذكر لفخامته أن رأينا في هذه القضية لم يتغير. وقد ذكرناه لفخامته، بكل وضوح، في كتابينا اللذين أرسلناهما إلى فخامته بتاريخ 22 ذي القعدة 1362هـ الموافق 19 نوفمبر (1938) وتاريخ 24 ربيع ثاني 1362هـ الموافق 30 أبريل 1943م، وكل ما نريد في الأمر هو أن لا يهضم حق العرب الصريح الذي هو مثل الشمس، بمغالطات تاريخية ونظريات اجتماعية واقتصادية من قبل اليهود الصهيونيين.
ثم إننا نؤيد كل ما أتينا به في كتابينا المشار إليهما. ونرجو كذلك ألا تقترن أعمال من يريد العدل ونصرة الإنسانية ـ التي لا نشك بأن أميركا لم تدخل هذه الحرب الضروس إلا لتأييدها ـ بعمل غير إنساني، يقضي على حقوق العرب في فلسطين، لعدم الوقوف على الحقيقة. فتكون بذلك مأساة وضربة للعرب لم يأت التاريخ بمثلها. ونحن إذ تسرنا الوعود الكريمة بالنظر في هذه القضية، بوجه الحق والإنصاف، بعد اندحار المحور، فيمكننا أن نرجو من فخامته تطبيق أحكام الكتاب الأبيض على الأقل في مدة هذه الحرب.
لأن في عدم تطبيق أحكامه، وعدم وقف الهجرة التي تجاوزت الحد المعين، خرقا كبيراً لحرمة العهود والمواثيق. وإن ذلك في صالح اليهود وضد العرب بصورة لا تقبل الشك والتأويل. أما دخولي في مذكرات لحل قضية فلسطين بصورة علمية، غير إبداء الرأي والنصائح، فذلك غير ممكن، ولا أستطيع أن أعمل أي عمل إلا بعد استطلاع أفكار ذوي العلاقة الذين في أيديهم الحل والعقد في هذه القضية.
وبذلك يمكن توجيه الآراء لحل المشكلات، على ضوء هذه الأفكار. فإذا رأى فخامته أن نقوم بمراجعة العرب، للاستفسار عن آرائهم، فنحن نقوم بذلك إن شاء الله. وأما ما ذكر فخامته، من جهة مقابلتي للدكتور حاييم وايزمن، فأحب أن يعلم فخامة الرئيس بأننا نقابل كل من يأتي إلينا، من جميع الأديان، بكل ترحاب. مع القيام بالواجب لهم حسبما يقتضيه مقامهم من الإكرام. أما اليهود بصورة خاصة فلا يخفى على فخامته ما بيننا وبينهم من عداوة سابقة ولاحقة. وهي معلومة ومذكورة في كتبنا التي بين أيدينا، ومتأصلة من أول الزمان. فمن هذا يظهر جلياً أننا لا نأمن غدر اليهود، ولا يمكننا البحث معهم أو الوثوق بوعودهم، أولاً: لأننا نعرف نواياهم نحو العرب والمسلمين، وثانياً: لأننا لم نتصل بالعرب لنعرف رأيهم. وكما ذكرنا فيما تقدم إذا رغب فخامته أن نقوم باستمزاجهم واستطلاع رأيهم، فنحن نقوم بتحقيق تلك الرغبة حينئذ. أما الشخص الذي هو الدكتور وايزمن. فهذا الشخص، بيني وبينه عداوة خاصة. وذلك لما قام به نحو شخصي من جرأة مجرمة بتوجيهه إلي، من دون جميع العرب والإسلام، تكليفاً دنيئاً، لأكون خائناً لديني وبلادي، الأمر الذي يزيد البغض له ولمن ينتسب إليه. وهذا التكليف قد حدث في أول سنة من هذه الحرب. إذ أرسل إلي شخصاً أوربياً معروفاً يطلب مني أن أترك مسألة فلسطين وتأييد حقوق العرب والمسلمين فيها، ويسلم إلي عشرين مليون جنيه مقابل ذلك. وأن يكون هذا المبلغ مكفولاً من طرف فخامة الرئيس روزفلت نفسه. فهل من جرأة أو دناءة أكبر من هذه؟ وهل من جريمة أكبر من هذه الجريمة يتجرأ عليها هذا الشخص بمثل هذا التكليف ويجعل فخامة الرئيس كفيلاً لمثل هذا العمل الوضيع. إني لا أشك بأن فخامة الرئيس روزفلت لا يقبل هذا، لا في حقي ولا في حقه. فهذه من جملة الأسباب التي أريد أن تعرضوها على فخامة الرئيس، حتى يرى إلى أي حد يتجرأ اليهود للوصول إلى غاياتهم الباطلة، وينظر برأيه السديد في هذه الأعمال التي يغني بيانها عن وصفها.



.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }