عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 27-07-2006, 03:55 AM
مغربي مغربي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 215
إفتراضي

كرامة جندي إسرائيلي وهوان أمة
المصريون ـ د. أحمد دراج


تشن إسرائيل منذ ايام حرب إبادة جماعية حية بالطائرات والدبابات والجرافات على الفلسطينيين العزل في قطاع غزة بسبب اختطاف أحد فصائل المقاومة جنديا إسرائيليا واحدا لمبادلته مع الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال المعتقلين في السجون الإسرائلية منذ عدة أعوام، لقد أقام الصهاينة وأنصارهم الدنيا وقلبوها رأسا علي عقب فوق رأس كل فلسطيني الأطفال الرضع قبل النساء والكهول والعجزة قبل الشباب وطال القصف الإسرائيلي البنية التحتية كالكباري ومحطة كهرباء غزة التي دمرت تماما ولن يعاد تشغيلها قبل حوالي ستة أشهر، وبم يعاد بناؤها والشعب يتضور جوعا بسبب الحصار العربي قبل الغربي ؟

إلى هنا وليس في الصلف والغرور الإسرائيلي والتأييد الأمريكي للنازية الصهيونية ما يدعو للتعجب والدهشة لأنها رأس حربتهم الموجه إلى صدور العرب والمسلمين، ولكن من واجبنا بل فرض عين علينا أن نسأل أنظمة الخزي والتواطؤ في العالم العربي وعلى رأسهم النظام المصري وكتائب كتاب المارينز عن مواقفهم المهينة والمتماهية مع الموقف الأمريكي الصهيوني لدفن الحق المشروع للشعب الفلسطيني.

إن الصهاينة يقتلون الأبرياء على مدار الساعة كل يوم على مرأى ومسمع من حكومات الهيمنة الهمجية وفي معيتهم الحكومات العربية الحليفة، ولم يعد في مكنة الشعوب العربية- التي أدمنت الاستكانة والخنوع وفقدت حواس الإخوة في الدين والوطن والإنسانية- غير تعليق الجرس برقاب الحكومات المستبدة على شعوبها والمستسلمة لأحلام الأمريكية والإسرائيلية.

تري ما السائل الذي يسري في عروقنا غير الدم ؟، وما الأوهام التي تدور في عقولنا غير الخوف من السلطة وجحافل الاستبداد ؟ وماهي أفاق أحلامنا غير البطنة ( داء امتلاء البطون ) وامتلاء الكروش ؟ وما الذي تتناقله أعيننا وتتقاذفه آذاننا غير الرذيلة والعار ؟ وما الذي ينخر في عقول حكامنا غير استعمار الكراسي واستحمار الشعوب وسباق التطبيع ؟

منذ أشهر معدودة اختطف جنود الاحتلال الصهيوني المناضل الكبير أحمد سعادات الأمين العام للجبهة الشعبية ورفاقه من سجن رام الله بتآمر وخديعة أمريكية بريطانية خسيسة وفي ظل صمت عربي يرشح منه التواطؤ الخفي والانتهازية السياسية، فماذا فعلت الحكومات والشعوب العربية وقتها ؟ ألم يكن أقواها الشجب والإدانة ذرا للرماد في العيون ؟.

ياسادة لا تلقوا باللائمة على الحكام فالشعوب هي من فرط والحكام هم من ساوم وخضع.
وهل تكفي بعض الأصوات الوطنية هنا أو هناك حيث تتفرق دماؤهم علي أيدي الحكام المرتعشة ؟ أين الملايين التي تصوت للمطربين وتتاجر في العري أم أننا غثاء كغثاء السيل ؟ أيستبد بنا الخوف عن مساندة أخوة لنا في الدين والجوار والوطن والإنسانية، والله لتكونن ميتة الكلاب في العراء فرادى خير لنا الحياة أذلاء قريري العيون وملأى البطون.

ألم يقتل الجنود الصهاينة في سيناء قبل بضعة أيام- فقط - جنديي شرطة مصريين على الحدود في ظل صمت شبه شعبي مصري وعربي مخجل ( عدا استجواب من كتلة المعارضة للحكومة في مجلس الشعب المصري ) قوبل من ممثل السلطة الذي يتربع على المنصة بالشجب والتمرير، لقد ظننت وبعض الظن ليس إثما أن شوارع وميادين مصر ستمتليء عن بكرة أبيها بالمطالبين بدم الشهيدين ولكن هيهات هيهات لقد خاب الظن وسقط الرهان، بل استقبل رئيس وزراء القتلة بالحفاوة وبالاحضان من قبل النظام المصري .

كيف وصل الحال بالأمتين العربية والإسلامية إلى هذا الدرك الأسفل من الصمت والمهانة ؟ كيف يترك الفلسطينيون وحدهم يواجهون أعتي الجيوش وأقوى الأسلحة وأحط أشكال الاستعمار والاحتلال ببطون خاوية وإرادة صلبة لا ينال منها إلا خيانة الأخ وتخلي الصديق ؟ ألا ترون -معي- أننا ليست تلك الأمة التي قال عنها المولي عز وجل ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )

دلوني أو ابحثوا معي عن عنوان لهذه الأمة ؟ وفي أي جب سحيق سقطت تلك الخيرية ؟ وكيف تمكنت منها براثن الادعاء والمظهرية والتواكل ؟ وفيم إذن، يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

وإذا لم تنتفض تلك الأمة لنصرة الشعب الفلسطيني اليوم بعد تشريده وتجويعه وقتله جماعيا على يد صهاينة العالم الغربي وبمشاركة حكامنا فمتي - بالله عليكم- يا شيوخ السلطان يكون المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ؟
ألا يجب علينا يا سادة بدل أن ندفن رؤسنا في الرمال خوفا وطمعا، أن نئدها في مقابر المذلة والخضوع؟
إن العصابات التي لا تفرط في حق جندي واحد من جنودها أولي وأحق بالحياة من الشعوب التي تفرط في كرامة وحياة العشرات والمئات بل والملايين من أبنائها كل يوم