عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-04-2007, 09:56 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي خطابات متبادلة بين المودودى ويهودية أسلمت..خطاب "14"..يتبع !!!

الخطاب (14)

لاهور فى 24 أكتوبر 1961

أختى العزيزة فى الإسلام
السلام عليكم

أشكرك على خطابك المؤرخ فى التاسع من أكتوبر ، ومخطوطة خطبتك .
وصفك للطلبة المسلمين الذين قابلتيهم بجامعة كولومبيا ، هو بالضبط كتوقعاتى . لقد قمت بدراسة عميقة لنظم التعليم للجيل الصاعد الجديد هنا وفى الدول العربية . النتائج الحتمية لهذا النظام يؤدى إلى تحامل شديد ضد الإسلام من هؤلاء الطلبة وتراثه التاريخى وثقافته المتوارثة . وفى أول فرصة هم حريصون على تمزيق شكله وتشويه روحه . هم متخلفون عقليا ومسلوبون أخلاقيا . حينما يعودون لأوطانهم يتقلدون المناصب الممرموقة ، وهذا هو السبب فى الفجوة الكبيرة بين الحكام والمحكومين . ولكن أؤكد لك أن هناك جانب آخر مشرق ، ومن نفس هذه المدارس والكليات والجامعات ، يوجد طلاب يتوقون بعمق إلى النظام الإسلامى . نفس هذا الوضع موجود فى العالم العربى ، تركيا ، وأندونسيا ، وكل البلاد الإسلامية . مثل هؤلاء الطلبة ، وبالذات الذين ينتسبون "لجمعية الطلاب" كانوا على صلة وثيقة بى وعندى آمال كبار فيهم . ولسوء الحظ فمثل هؤلاء الطلاب لديهم فرص ضئيلة للذهاب إلى أمريكا والغرب لقصور المعونات التى تجعل هذه الزيارات صعبة لهم ، وقصرها على الأبناء الفاسدين . ذلك هو السبب فى أنك لم تقابلى مثل هؤلاء الطلبة فى نيويورك .
كنت أريد المسارعة فى طبع قصتك عن "أحمد خليل" لصالحك ، ولكن لشدة الأسف فإن "ميان توفيل محمد" مدير إدارة المنشورات الإسلامية قد أعتقل ، وهو الآن فى السجن بموجب قانون"السلامة العامة" ، وهذا القانون من مخلفات الإحتلال البريطانى بحيث يجرى إعتقال من يريدون دون محاكمة . تعتقله السلطات وتضعه خلف القضبان للمدة التى تراها هى . لقد كان مساعدا مقربا منى لمدة العشرين سنة الماضية . وكنتيجة لاحتجازه فذلك يتيح لهم الجرأة على نشر كتيب يهاجم نظام الأسرة ، كما صودرت كل النشرات الإسلامية للأبد .
لقد درست خطبتك ليوم الجمعة بدقة ، وأؤكد لك أن ما ذكرتيه هو نفس ما كنت أردده لمدة ثلاثون عاما باستمرار . وذلك هو السبب فى أن المحدثين يخافونى كخطر عليهم . وأنا أتعجب كيف تسنى لبنت ولدت ونشأت بأمريكا أن تكون قادرة على استيعاب المشكلة بهذا العمق ؟؟؟ . ما ذكرتيه فى خطبتك لا يثير فى نفسى إلا التقدير العميق ، داعيا الله أن يزودك بالحكمة والثبات على توضيح وتعزيز قضية الإسلام .

مع تحياتى وتمنياتى الطيبة
أخوك فى الإسلام
أبو الأعلى



يتبع