عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 08-10-2000, 01:36 PM
sha3ir sha3ir غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 74
Post علم فلسطين في الكويت

عمر العزبي @ االوقت: 21:33

ما لا يعرفه رئيس حكومة اسرائيل ايهودا باراك، وجنرالات الحرب الذين لا يقاتلون الا في بروج محصنة أو من وراء جدر، أن آلاف الشباب العربي من فلسطينيين وخليجيين وعرب الذين خرجوا في مسيرات نصرة الأقصى والشعب الفلسطيني، لم يولدوا في فلسطين، وربما لم يروها، وانما خرجوا في قيظ صحراء الخليج هاتفين لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، يربطهم بفلسطين رابط الدين والعروبة ..
مسيرة أبوظبي يوم الجمعة وقبلها مسيرات في كل الامارات العربية ، قادها وهتف بها شباب وزهرات في عمر الورد، أبناء لمواطنين اماراتيين ما زاروا فلسطين ولم يشاهدوها الا عبر شاشات التلفاز، و للاجئين طردتهم وأرعبتهم عصابات الـ "شتيرن" و"الهاجاناه" ، وخرجوا بحثاً عن الأمان بانتظار العودة، وبانتظار جيوش العرب التي صدأت معداتها العسكرية في المخازن ..

حتى في الكويت، الدولة الخليجية التي مازالت تتخذ موقفاً غير مبرر من القيادة الفلسطينية بسبب موقفها في حرب الخليج الثانية، رغم أنها أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع دول عربية تشابهت في مواقفها مع منظمة التحرير الفلسطينية كالأردن، واليمن، والسودان... حتى الكويت خرج طلابها يرفعون علم فلسطين لأول مرة منذ عشر سنوات، بعد أن كانوا يرفعون قبل سنوات علم أميركا!!.. وفي السعودية وسلطنة عمان والبحرين وقطر واليمن ... مسيرات الغضب والتأييد والنصرة لفلسطين ولشعبها الأعزل من السلاح .

الكويتيون تجرعوا مرارة الاحتلال، لكنهم أصروا بعد ذلك على محاولة معاقبة الفلسطينيين الذين هللوا للصواريخ العراقية تدك اسرائيل... وللشروط العراقية آنذاك بربط انسحابه من الكويت بالانسحاب الاسرائيلي من فلسطين .. وقتها امتزج الحلم الفلسطيني بالتحرير وبوجود دولة عربية قادرة على ضرب اسرائيل، بالألم الكويتي باحتلال أرضه .. وكان لا بد للفلسطيني أن ينحاز لمن يضرب اسرائيل سواء أكان العراق أم كوبا أم جزر الواق واق ...ولكن الكويتيين أوجدوا لأنفسهم مقولة: من ليس معي فهو ضدي..

اليوم ..يرفع الكويتيون علم فلسطين، ويهتفون للأقصى الجريح ..لأن الدم العربي لا يمكن أن يكون ماءً أو نفطاً... ولأن الكويتيين لن ينحازوا في النهاية الا لعروبتهم وأمتهم مهما كان تعلقهم بواشنطن كبيراً..واليوم تفتح مستشفيات الخليج العربي في الامارات والسعودية وقطر والبحرين لاستقبال الجرحى، واقامة جسر جوي لإرسال المواد الطبية .

ما حدث في الكويت وغيرها هو تعبير صادق وعفوي عن رغبة شعوب الخليج في تعزيز المشاركة الشعبية في قضية العرب الأولى، وهي رسالة أخرى لا بد للأميركان أن التقطوا مضامينها السياسية جيداً في منطقة قلما تشهد مسيرات ومظاهرات من هذا النوع على الرغم من تصريحات ريتشارد ميرفي التي اعتبر فيها مسيرات الخليج العربي أمراً طبيعياً لأن اهل الخليج عرب ومن الطبيعي ان يتعاطفوا مع الفلسطينيين ؟.

الخليج العربي بخير، وشعبه بألف خير، ولأنني مؤمن بدروس التاريخ، فالتاريخ يخبرنا أن غضب أبناء الصحراء هو مقدمة لغضب الصحراء الذي سيفوق في حدته "عاصفة الصحراء" المشهورة، وقد ينقلب على ثعلب الصحراء القادم بأسطوله البحري وبارجاته وطائراته ..وهي رسالة واضحة جداً لإسرائيل، وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية بأن الخليج وأهله الطيبون هم جناح العروبة الذي لا يمكن ان تلوثه سفارة اسرائيلية هنا، أو مكتب تجاري اسرائيلي هناك.

(نقلا عن الجريدة الإماراتية)