ما حدث في الكويت وغيرها هو تعبير صادق وعفوي عن رغبة شعوب الخليج في تعزيز المشاركة الشعبية في قضية العرب الأولى، وهي رسالة أخرى لا بد للأميركان أن التقطوا مضامينها السياسية جيداً في منطقة قلما تشهد مسيرات ومظاهرات من هذا النوع على الرغم من تصريحات ريتشارد ميرفي التي اعتبر فيها مسيرات الخليج العربي أمراً طبيعياً لأن اهل الخليج عرب ومن الطبيعي ان يتعاطفوا مع الفلسطينيين ؟.
لا نريد ننجر الى مواضيع خلافية في هذا الوقت العصيب ، ولكن للتوضيح فقط أقول أن الكويت لم تتخذ موقفاً غير مبرر من القيادة الفلسطينية لأن القيادة الفلسطينية ببساطة هي من أخذت زمام المبادرة بمعاداة الكويت وكان الجنودها يدنسون الأرض الكويتية جنباً الى جنب مع الالجنود العراقيين ، وإنما الموقف الذي اتخذته الكويت من القيادة الفلسطسنية هي ردة فعل مشروعة ، فإذا كانت الكويت هي من رعى واحتضن هذه القيادة منذ البداية ، واذا كانت معاناة الكويتيين وقتها مشابهة لما يعانيه الفلسطينيين كان الأجدر والأولى أن تكون هذه القيادة في صف الكويت منذ اللحظة الأولى وهذا هو بالضبط الفرق بينها وبين الدول الأخرى .
كما أن الوضع لم يتغير حتى الأن ، فموقف الكويت الرسمي والشعبي هو ضد توجهات هذه القيادة ، ولكنها كانت وعلى طول الخط مع الشعب العربي الفلسطيني في كفاحه ضد اليهود وهي التي لم ولن تنجس يديها بمصافحة الصهاينة ، ونحن نتفهم أن يكون الشعب الفلسطيني يعتقد أن النظام في العراق يسعى لتحريره لأن الغريق يتعلق بقشة ، وظاهر هذا النظام واعلامه المضلل يوحي بهذا .
أود أن أذكر أخيراً أن المساعدات الكويتية المادية والمعنوية لم تتوقف خلال الزمة ولا بعدها ، ولكنها هذه المرة لم تمر من طريق قيادة المنظمة ، كما أن آلف الفلسطينيين الموجودين في الكويت شاركوا الكويتيين في الهتاف ضد رئيس السلطة ومعاهداته الاستسلامية .
|