عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 05-02-2002, 02:39 AM
سلوى سلوى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 1,873
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه :-
يقول العلامة الشيخ بن باز رحمه الله تعالى ورفع قدره .
ولما كان تعظيم الآثار الإسلامية بالوسائل التي ذكرها الكاتب يخالف الأدلة الشرعية وما درج عليه سلف الأمة وأئمتها من عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى أن مضت القرون المفضلة ويترتب عليه مشابهة الكفار في تعظيم آثار عظمائهم.

وغلو الجهال في هذه الآثار وإنفاق الأموال في غير وجهها ظنا من المنفق أن زيارة هذه الآثار من الأمور الشرعية وهي في الحقيقة من البدع المحدثة، ومن وسائل الشرك، ومن مشابهة اليهود والنصارى في تعظيم آثار أنبيائهم وصالحيهم واتخاذها معابد ومزارات، رأيت أن أعلق على هذا المقال بما يوضح الحق ويكشف اللبس بالأدلة الشرعية والآثار السلفية، وأن أفصل القول فيما يحتاج إلى تفصيل لأن التفصيل في مقام الاشتباه من أهم المهمات ومن خير الوسائل لإيضاح الحق، عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم- ( الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم ) فأقول والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به: قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه الشيخان وفي لفظ لمسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: ( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهذه الآثار التي ذكرها الكاتب كغار حراء وغار ثور وبيت النبي صلى الله عليه وسلم ودار الأرقم ابن أبي الأرقم ومحل بيعة الرضوان وأشباهها إذا عظمت وعبدت طرقها وعملت لها المصاعد واللوحات لا تزار كما تزار آثار الفراعنة وآثار عظماء الكفرة وإنما تزار للتعبد والتقرب إلى الله بذلك.

وبذلك نكون بهذه الإجراءات قد أحدثنا في الدين ما ليس منه، وشرعنا للناس ما لم يأذن به الله وهذا هو نفس المنكر الذي حذر الله عز وجل منه في قوله سبحانه: ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) وحذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وبقوله -صلى الله عليه وسلم- : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن )متفق على صحته ولو كان تعظيم الآثار بالوسائل التي ذكرها الكاتب وأشباهها مما يحبه الله ورسوله لأمر به-صلى الله عليه وسلم أو فعله، أو فعله أصحابه الكرام رضي الله عنهم. فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الدين بل هو من المحدثات التي حذر منها النبي -صلى الله عليه وسلم- وحذر منها أصحابه رضي الله عنهم.

وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أنكر تتبع آثار الأنبياء وأمر بقطع الشجرة التي بويع النبي -صلى الله عليه وسلم- تحتها في الحديبية لما قيل له إن بعض الناس يقصدها، حماية لجناب التوحيد وحسما لوسائل الشرك، والبدع والخرافات الجاهلية وأنا أنقل لك أيها القارئ ما ذكره بعض أهل العلم في هذا الباب لتكون على بينة من الأمر.. قال الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي في كتابه (الحوادث والبدع) صفحة (135) فصل في جوامع البدع ثم قال: وقال المعرور بن سويد: خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلقينا مسجدا فجعل الناس يصلون فيه. قال عمر: أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم باتباع مثل هذا حتى اتخذوها بيعا فمن عرضت له فيها صلاة فليصل ومن لم تعرض له صلاة فليمض ثم نقل في صفحة (141) عن محمد بن وضاح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن الناس كانوا يذهبون تحتها فخاف عمر رضي الله عنه الفتنة عليهم.

ثم قال ابن وضاح: وكان مالك وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار التي بالمدينة ما عدا قباء وأحد, ودخل سفيان بيت المقدس وصلى فيه ولم يتبع تلك الآثار، ولا الصلاة فيها وكذلك فعل غيره أيضا ممن يقتدى به, ثم قال ابن وضاح: فكم من أمر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكرا عند من مضى وكم من متحبب إلى الله بما يبغضه الله عليه, ومتقرب إلى الله بما يبعده منه. انتهى كلامه رحمه الله.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في صفحة (133) من جزء (26) من مجموع الفتاوى ما نصه: وأما صعود الجبل الذي بعرفة ويسمى جبل الرحمة فليس سنة, وكذلك القبة التي فوقه التي يقال لها قبة آدم لا يستحب دخولها ولا الصلاة فيها، والطواف بها من الكبائر وكذلك المساجد التي عند الجمرات لا يستحب دخول شيء منها ولا الصلاة فيها, وأما الطواف بها أو بالصخرة أو بحجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وما كان غير البيت العتيق فهو من أعظم البدع المحرمة، وقال في صفحة (144) من الجزء المذكور: وأما زيارة المساجد التي بنيت بمكة غير المسجد الحرام كالمسجد الذي تحت الصفا وما في سفح أبي قبيس ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كمسجد المولد وغيره فليس قصد شيء من ذلك من السنة، ولا استحبه أحد من الأئمة وإنما المشروع إتيان المسجد الحرام خاصة.
والمشاعر عرفة ومزدلفة ومنى والصفا والمروة وكذلك قصد الجبال والبقاع التي حول مكة غير المشاعر عرفة ومزدلفة ومنى.

مثل جبل حراء والجبل الذي عند منى الذي يقال أنه كان فيه قبة الفداء ونحو ذلك فإنه ليس من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيارة شيء من ذلك بل هو بدعة. وكذلك ما يوجد في الطرقات من المساجد المبنية على الآثار والبقاع التي يقال إنها من الآثار لم يشرع
النبي -صلى الله عليه وسلم- زيارة شيء من ذلك
هذا مالزم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

___________________________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
__________________
قال أبو زرعة الرازي :-
اذا رأيت الرجل ينتقص احداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم أنه زنديق ,لأن مؤدى قوله إلى إبطال القرآن والسنه


اللهم ارضى عن أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلي العابد المجاهد .

(اللهم أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم )


ما آن للسرداب أن يلد الذي
كلمتموه بجهلكم ما آنا

فعلى عقولكم العفاء فإنكم
ثلثتم العنقاء والغيلانا


يامنزل الآيات والقرآن
بيني وبينك حرمةالقرآن
اشرح به صدري لمعرفة الهدى
واعصم به قلبي من الشيطان