عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 11-01-2002, 05:10 AM
الأموي الأموي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 8
إفتراضي بل استفادت أميركة كثيراً من تجارب سورية في مكافحة الإرهاب !..

بل استفادت أميركة كثيراً من تجارب سورية في مكافحة الإرهاب !..


بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

خلال استقباله لوفد الكونغرس الأميركي الذي يزور دمشق ، أعلن (بشار الأسد) أنه بإمكان الولايات المتحدة أن تستفيد من تجارب سورية في (مكافحة الإرهاب) !.. ومع أننا لا نجزم بأنّ أميركة ارتقت إلى مستوى التجربة السورية في (مكافحة الإرهاب) بشكلٍ كامل ، فإنه يمكننا الاعتراف بأنها (أي أميركة) قطعت شوطاً طويلاً باتجاه ذلك !.. فهاهي ذي السجون الأميركية بدأت باستقبال زوارها الأبرياء ، تنفيذاً لقانون الطوارئ الجديد !.. وهاهي ذي الإجراءات الأمنية تُحصي على المواطن الأميركيّ أنفاسه ، إذ وصلت خيرات (الحرية الدائمة) ، إلى مكتبه وبيته ومكان عمله ومدرسته وسيارته وحقائبه .. بل ومخدعه .. و .. وهاهي ذي المحاكم العسكرية الأميركية شرعت بعملها الحثيث ، لمحاكمة الأشباح المتّهمين بالإرهاب !.. وهاهي ذي الاعتداءات الأميركية تسير قدماً ، على المراكز الإسلامية والنساء المحجّبات !.. وهاهي ذي طائرات الموت الأميركية تدكّ القرى الآمنة ، وتقلب عالِيها سافِلها ، وتدفن مَن فيها من البشر والشجر والحيوانات الأهلية تحت الأنقاض .. وتدكّ المساجد فوق رؤوس المصلّين ، وكذلك البيوت الآمنة والمستشفيات وغير ذلك من المؤسسات المدنية ، الشبيهة بمثيلاتها في حماة وحلب وحمص ودمشق وإدلب و.. !.. وهاهي ذي مجزرة قلعة (جانجي) بحق مئات المعتقلين الأسرى والمرضى .. تنافس مجزرة سجن تدمر ، بل مجازره المتعددة ، التي حوّلت آلاف المعتَقَلين ممّن كانوا فيه إلى هياكل عظمية ، في مقابر جماعية !.. وهاهي ذي المداهمات والاعتقالات تسير على أكمل وجه ، على الشبهة ، وتنفيذاً لبلاغاتٍ كاذبة .. في أفغانستان وباكستان و.. !.. وهاهي ذي أموال عباد الله وأملاكهم الخاصة ، تُصادَر وتُجَمَّد وتُنهَب !.. وهاهي ذي الملايين من المهجّرين القسريّين ، ينـزحون عن وطنهم (أفغانستان) ، بفضل خيرات القصف الوحشيّ لمدنهم وقراهم ، ونتيجة أعمال التنكيل والملاحقات والمداهمات والاعتقالات !.. وهاهي ذي الأقليات الأفغانية تمسك بزمام الأمور ، وتتسلّط على الأكثرية الكاثرة وتسحقها ، بالدعم الأميركيّ والغربيّ ، وبدأت تستأثر بخيرات البلاد ومواردها الحالية ، فضلاً عن الموارد التي ستأتي بعد حين !.. أما التجارب السورية القليلة الأخرى ، التي - ربما - لم تستفِد منها أميركة ، في (مكافحة الإرهاب) حتى الآن فهي: طريقة تحويل أعضاء الكونغرس إلى أصنام !.. وفنّ تحويل الـ (لا) إلى (نعم) في صناديق الاقتراع !.. وكيفيّة تحويل الوطن إلى حزبٍ حاكِمٍ قائدٍ واحدٍ ، لا يحق للمواطن أن يتنفّس من خارج رئته !.. وأسلوب صناعة الجمهورية الوراثية وحُكْمِها من المهد إلى اللحد !.. وبعض التجارب الهامشية الأخرى من مثل : الأحكام العُرْفيّة ، والقانون رقم 49 لعام 1980م !.. ونأمل أن لا يقلق (بشار الأسد) على أميركة ، التي لم تستفِد بعدُ من مثل هذه التجارب الأخيرة الشكلية التافهة في (مكافحة الإرهاب) !.. فقد تستكملها وتستدركها (أي أميركة) قريباً ، في اليمن والعراق والصومال والباكستان ومصر ودول الخليج العربيّ .. و .. ، فليصبر قليلاً ، إذ ليس بعد الصبر إلا الفرج !..


9 من كانون الثاني 2002م