عرض مشاركة مفردة
  #118  
قديم 22-04-2006, 01:00 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
نعم..جزاكم الله خيرا..نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويجنبنا اتباعه برحمته آمين..

هذا السؤال الأخير للاخت على رسلك تقول:


6-(لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ) ما المقصود من هذا الحديث !!

وجزاكم الله خيرا.

وإياك



الجواب :


وفقك الله لما يُحب ويَرضى

هذا الحديث مُتّفق عليه ، رواه البخاري ومسلم مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ورواه البخاري مِن طريق عكرمة عن ابن عباس .
قال عكرمة : قلت لابن عباس : كيف يُنْزَع الإيمان منه ؟ قال : هكذا ، وشَبّك بين أصابعه ثم أخرجها ، فإن تابَ عَادَ إليه هكذا ، وشَبّك بين أصابعه .

ونَفْي الإيمان الوارد في هذا الحديث مَحمول على أمور :
الأول : نَفْي كمال الإيمان .
قال ابن عبد البرّ : يُريد مُسْتَكْمِل الإيمان ، ولم يُرِد به نَفْي جميع الإيمان عن فاعل ذلك ، بدليل الإجماع على توريث الزاني والسارق وشارب الخمر إذا صَلّوا للقبلة ، وانْتَحَلُوا دعوة الإسلام من قرابتهم المؤمنين الذين آمنوا بتلك الأحوال ، وفي إجماعهم على ذلك مع إجماعهم على أن الكافر لا يَرِث المسلم أوضح الدلائل على صِحّة قولنا : أن مُرتكب الذنوب ناقص الإيمان بِفِعْلِه ذلك وليس بكافر ، كما زَعمت الخوارج في تكفيرهم المذنبين ، وقد جَعل الله في ارتكاب الكبائر حدودًا جعلها كفارة وتطهيرا .
وقال النووي : هذا الحديث مما اخْتَلَف العلماء في معناه ؛ فالقول الصحيح الذي قاله المحققون أن معناه : لا يَفْعَل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان .

الثاني : نَفْي الإيمان حال مواقَعَة الذنب ، فيَرْتَفِع عنه الإيمان ، ويكون كالظُّلّـة ، وهذا تفسير ابن عباس ، كما تقدّم .

الثالث : مَحمول على مُسْتَحِلّ ذلك ، وهذا القول ضعيف .
لأن مستحِل هذه الأشياء كافر بالإجماع ، ولا يُقال في حَقِّـه : ( حين يَفعل كذا ) ، لأن الاستِحْلال مُتعلّق بالاعتقاد أكثر مِن تعلّقه بالعمل .

والمعنى أن المسلم لا يَفعل هذه الجرائم حال كونه مؤمِنا ، وإنما يَفعلها إذا ضعُف إيمانه ، أو ارتفع عنه إيمانه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ونقول هو مؤمن ناقص الإيمان ، أو مؤمن بإيمانه فاسِق بِكَبِيرَتِه ، فلا يُعطى الاسم المطلق ، ولا يُسْلَب مُطْلق الاسم بِكَبْيرَتِه .

والله تعالى أعلم .


...
__________________
الرد مع إقتباس