عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 21-12-2002, 02:21 AM
kurdi91 kurdi91 غير متصل
كاتب وأديب
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 63
إفتراضي أمريكا وإسرائيل والعرب و الأرهاب

أمريكا وإسرائيل والعرب و الأرهاب
قرأت كثيرا و سمعت و شاهدت في أكثر من مكان عن التفاؤل في احتمال قيام أمريكا بتخليصنا من مشاكلنا ومن الدكتاتوريات الفاسدة ووضع أنظمة حكم أخرى جيدة أو أعادة ما يسمى بزمن الانتداب و كذلك أحاديث كثيرة عن الإرهاب الإسلامي و الإرهاب العربي بشكل عام وحول العمليات ضد المدنيين والأطفال

وقيل أن الاستعمار أفضل من الحكومات الوطنية و أن الانتداب الفرنسي على سورية مثلا ترك بنى تحتيه جيدة وخلص سوريا من النظام الملكي الفاسد ومن كثير من القبلية و ترك نظام برلماني لم نفلح في المحافظة عليه وترك أرشيف كبير من الخرائط و المخططات و الفكر و الأهداف الطموحة لتطوير سوريا ، وكذلك فقد ترك الاستعمار التركي أبنية و منشئات و سكة حديد لا تزال حتى اليوم تخدم ونحن في الوقت الحالي لم نستطيع ترميم تلك الشبكة بشكلها الذي كان قبل 200 سنه كل ذلك صحيح تماما .

ولكن من ناحية أخرى الاستعمار الفرنسي والبريطاني فرق الدول العربية و ترك اتفاقية سايكس بيكو وأنشأ دولة إسرائيل و أعطاها المبرر للوجود أما الاستعمار العثماني فقد ترك تركة ثقيلة من التخلف على حساب تطور نوعي لتركيا الدولة المستعمرة، أي أن الاستعمار لا يمكن أن يكون حسن ولو أتى في أي صيغة من الصيغ .

و يمكن تشبيه الأمل بأن يحل لنا الاستعمار مشكلاتنا بالزوج العاجز جنسيا وبدل أن يبحث عن حل لمشكلته فهو يجد أحسن حل لمشكلته بإحضار عشيق لزوجته كي يقوم بمهمته .

أسوق هذا الكلام للأخوه المتحمسين للطرح الأمريكي في الهجوم على العراق بطرحها تغيير القيادة العراقية و بناء عراق ديموقراطي وهذه الرؤيا التفاؤلية للدور الأمريكي المرتقب تستند إلى الإحساس بالهزيمة و الأمل في الحلول الجاهزة وهي رؤية ذات طبيعة إتكالية بشكل واضح

و أذكرهم بأن ابن العلقمي و رجل الدين نصير الدين الطوسي حين تعاونا مع هولاكو على أمل تخليصهم من الظلم المذهبي وتقليدهم مناصب في الحكومة المرتقبة لم يجنيا سوى الخزي و العار من قبل هولاكو ذاته ومن قبل التاريخ .

وقد ساعد العرب الفرنسيين و الإنكليز للتخلص من الحكم العثماني وعبر ظروف مشابهة لما يحصل حاليا في العراق وكانت النتيجة أن فرض الانتداب ومزقت البلدان العربية لكيانات وأنشئت دولة إسرائيل و قد تكررت أحداث مشابه لهذه الأحداث وفي فترات متعاقبة وعبر التاريخ الطويل ومنذ زمن الرومان والبطل الفينيقي هاني بعل وحتى اليوم يبدوا أننا لم نتعلم من أخطائنا و أخطاء قادتنا وأننا ننخدع بسذاجة بشعارات ونظريات ابعد من يقوم بتطبيقها الجلاد ذاته



ما هو المفهوم الحقيقي للإرهاب أو بمعنى أخر ما هو تعريف الإرهاب وهل يمكن أن نصنف الإرهاب في نفس الخانة مع النضال للتحرر الوطني أعتقد أن هنالك خلط واضح بين القتل من اجل نشر أو الدفاع عن فكرة أو فكر معين و بين الدفاع المشروع عن الوطن ، وإذا اتفقنا على الفصل بين الاثنين نكون قد تجاوزنا كثير من المعضلات لكن استمرار الخلط بين النضال للدفاع عن الحقوق المشروعة عن الأرض و بين الإرهاب يعتبر نوع من خلط الأوراق .

وقد نختلف في الفكر عن الذين يمارسوا النضال الوطني لكن هذا لا يمنع أن نستمر في تصنيف النضال و الفرز بينه و بين الإرهاب و في الفترة الأخيرة حصل بعض الخلط بين الدفاع عن الفكر و بين الدفاع عن الأوطان وهذا ما ظهر و واضحا في سياسة القاعدة و ظهر التخبط في اختيار الأهداف المحددة وعلى سبيل المثال فلا يمكن لأحد أن يعتبر ضرب المدمرة كول إلا ضمن تصنيف النضال القومي لكن ما حدث في اندونيسيا وفي أماكن أخرى و حين يضرب معبد ديني أو كنيسة ذلك ما يخلط الأوراق بشكل واضح و الهجوم على المصالح الأميريكية و رغم ذهاب ضحايا من الأبرياء فيعتبر نتيجة حتمية للحرب و يشابه تماما ما يحصل حينما يقررالإسرائيليون اغتيال أحد القادة و يذهب أبرياء مارة في الطريق في الصدفة أو عندما يخطئ الجنود الهدف فيقتلون عجوز أو طفل أو في مذبحة قانا والمذابح الأخرى التي لن كفي عشرات الرسائل لتعدادها و يشابه ذلك تماما الأخطاء الأمريكية في الحرب حينما تقصف عرسا في أفغانستان أو قرية أمنه عن طريق الخطأ أو السفارة الصينية في يوغوسلافيا رغم أن الخطأ الثاني غير مبرر نظرا للقدرة الفائقة على تحديد الهدف عند الأمريكان و في الحرب يذهب الأبرياء مهما كان حكمنا على الحرب عادلة أم غير عادلة ، و خلط الأوراق في النضال الوطني يصب حتما في خانة الإرهاب الحقيقي ، و بالطبع لا يمكن تصنيف استمرار الوجود الأمريكي في الخليج سابقا و لاحقا إلا في خانه الاحتلال العسكري ، وفي خلال أحد عشر عاما من الوجود في المنطقة العربية لم يقوم الأمريكيين في أ ثناء ذلك بمحاولة تحسين حقوق الإنسان في المنطقة أو في أي دور من الأدوار التي يدعون أنهم سوف يقوموا ، فهم ينفذوا سياسة واضحة في إضعاف المنطقة وفي حماية مصالحهم و طالما أنهم لم يقوموا خلال الفترة السابقة بأي عمل جيد فكيف سنظن أنهم سيقوموا به لاحقا فكل ما قاموا به هو مزيد من القتل ونشر التخلف .



ومن ناحية أخرى إسرائيل دولة قامت في الفكرة و التطبيق وحتى المستقبل على أساس قتل وتشريد الشعب الفلسطيني و في حال سلمنا جدلا أن لهم الحق في الحياة بسلام على أرضنا المغتصبة وفي حال سلمنا بالسلام المزعوم فأين هو من الفلسطينيين الموجودين في المخيمات الموزعة في البلاد العربية و أين حقوق هؤلاء البشر و لماذا لم ترجع الجولان المحتل ولماذا دائما تصر في المفاوضات على أنها المنتصرة في الحرب وعليها أن تأخذ أكثر من حقوق الآخرين بمعنى أخر السلام يعني إعطاء كل ذي حق حقه وهذا بغض النظر عن كون إسرائيل قامت على اغتصاب الحقوق والأراضي ورغم ذلك لا تزال حدود إسرائيل غير واضحة المعالم

ولا يمكن في أي حال تصنيف النضال القومي في خانة الإرهاب و سمعنا كثير من العرب يتحدثون عن مقتل الأبرياء من الإسرائيليون و يترحمون عليهم و هم تناسوا في نفس الوقت أن أحد كفتي ميزان القتل راجحة و أن إسرائيل تقتل من الأبرياء أكثر بكثير من ما يقتل لها و أنها كانت البادئة في قتل الأطفال و النساء .

و أن فترة طويلة من المفاوضات مع تلك الدولة لم توصل الفلسطينيون لحل عادل أبدا بل تقلصت المساحات المعطاة عن القرارات الدولية و من ثم تقلصت نحو تلك المسماة بمحميات طبيعية و تتقلص مساحة الدولة الفلسطينية لدواعي أمنية و لدواعي استيطانية و لدواعي السور الواقي و بنفس الوقت لا يزال المنسيون من كافة الحقوق و في المخيمات في الشتات ،

ومن ناحية أخرى هل بإمكان من يدعي و يطالب بعدم قتل الأبرياء في الطرف الإسرائيلي أن يجد الحل السريع لهذه المعضلة و للمتطرفين اليهود و للقتلة من المستوطنين و أن يجد الحلول للمشردين في المخيمات .

و يجب أن لا ننسى أن هؤلاء الأبرياء هم من أنتخب القيادة التي تقوم بالقتل و في قتلهم بعض العدل وذلك كما صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عن وفاة نصف مليون طفل عراقي بسبب الحصار الأمريكي عندما سئلت أن من يدفع ثمن سقوط صدام هو الأطفال و صدام لا يدفع أي ثمن

يا ترى أليس بمقدور الولايات المتحدة الأمريكية قتل صدام بشكل مباشر عبر صاروخ موجه لغرفة نومه بدل أن تزهق أرواح الملايين في سبيل دفعهم لتغيير قيادتهم أم أن قتل أطفالنا و أبريائنا حلال و هم أي الأمريكان و الإسرائيليين على رأسهم ريشة وليسوا إرهابيين



النضال القومي و الوطني نضال مشروع و لا يمكن تصنيفه تحت باب الإرهاب بأي شكل من الأشكال

و يلجأ البعض لتحوير النضال الوطني و تصنيفه ضمن فئة الإرهاب نظرا للخلاف العقائدي في وجهات النظر خاصة تجاه الخوف من الفكر السلفي ومن توجهاته العدائيه للمجتمع المدني و لذلك نرى من يعتبر نضال الشيشانيين أو حماس أو الجهاد الإسلامي إرهاب لأن من قام بهذا النضال هم إسلاميون أو سلفيون و أعتبر أن النضال الوطني بعيد كل البعد عن الإرهاب أي كان من يقوم به أكان إسلامي أم هندوسي أم ملحد

وأستغرب كيف صنفت مذبحة مسرح موسكو كإرهاب في حين لم نسمع تلك الأصوات حين احتل و دمر الروس مدن الشيشان وقراهم وقتلوا الأبرياء و الأطفال و قصفوا الأسواق في ساعة التسوق ، علما أن من قام بقتل الأغلبية في مسرح موسكو هم الروس أنفسهم

عجيب كيف تستطيع أن نظلم الضحية مرتين مرة حين نغتصب حقها ومره حين تقوم بالدفاع عن حقها.



وقد تبنت الحركات السلفية و الإسلامية النضال الوطني كتطبيق عملي لفكرة الجهادو بصورأخرى متقاربة فهي تقوم أحيانا بالخلط في تفسير معنى الجهاد و أهدافه و الأبتعاد عن النضال الوطني و الهجوم على المجتمع المدني وما يعنينا هنا هو الوجه الجيد لتلك الحركات المتمثل في النضال الوطني وإذا كانت قد هاجمت المجتمع المدني فهذا لا يعني من ناحية أخرى أننا يجب أن نصنف النضال على أساس أنه إرهاب

ورغم الخلاف الفكري العميق بيني و بين تلك الحركات إلا أنني اسر جدا حين تهاجم المصالح الأمريكية الإسرائيلية وأشعر بإحساس قوي بالشماته رغم الشعور بالخوف الذي ينتابني نظرا لقيام تلك الحركات بتكفير أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية و نظرا لكثرة أخطائها في انتقاء أهدافها

عمر البحرة
___________________

انا لست الا ناقل للمقال، حيث جائني الى عنواني الالكتروني (kurdi91)