عرض مشاركة مفردة
  #87  
قديم 29-12-2004, 02:10 PM
Almusk Almusk غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الخليج
المشاركات: 3,051
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى ابني الغالي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حفظه الله و سدده

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

لقد فجعت وأذهلني و أقض مظجعي ما علمته عنك يا ولدي من خلل وتمادي في بعض الأمور الخطيرة الملوثة، و لم أكن أتوقع أبدا ولم يخطر ببالي يوما أن أراك في مثل هذه الحال أو أن يصل بك الأمر إلى هذا التفريط وهذا التهور، فأنت في مخيلتي أكبر بكثير من أن تزل بك القدم في مثل هذه المسنقعات وأعظم من أن تحذو حذو المفرطين والبطالين المتهورين أو تستهويك نفسك للرذائل فتستسلم لها فتسقيك من الوحل وتطعمك من القاذورات، والله أنعم عليك بما يغنيك ويكفيك من الخيرات وأعطاك العقل والبرهان وأمد لك في العمر، فتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير!!!! ققد حزنت كثيرا وتألمت لما آل إليه الأمر.

كنت أتطلع يا بني إلى أن أراك جبلا أشم لا تهزه الرياح العاتية مهما طال هبوبها وعصفها. وكنت أسعى وأبذل جهدي وكل ما أستطيع لكي أراك في مقدمة الصفوف من كل ا لنواحي لا في آخرها ، كنت آمل أن أراك من الأوائل في دراستك وكنت أريد أن أراك من الأوائل في خلقك وكنت أرجو أن أراك من الأوائل في فهمك وتفكيرك، كنت أريد أن أفتخر بك بكل معنى الفخر وكنت أريد أن تكون حصنا منيعا من حصون الأمة الذين يذودون عنها هجمات الأعداء المدمرة وخصوصا ما يبوثونه من سموم عبر الإعلام لتحطيم الشباب وتهميش فكرهم وانحطاطهم وانغماسهم في الرذائل و التوافه بأنواعها. أنت يا بني أمل من آمال الأمة فلا تكن في صف الأعداء عليها، فتستجيب لغزوها وتستسلم لهوى النفس، واعلم يا بني أنك ستسأل عن كل شيء، فقد أكرمك الله ومكن لك وأعطاك من الخيرات والأمن والأستقرار والراحة مالم يعطه كثير من الناس ومن الشباب، فماذا قدمت لأمتك وماذا تنوي أن تقدم، واعلم أن العلم النافع والعمل الصالح هو الكنز الذي نريده من شبابنا لإنقاذ أنفسهم وأمتهم من كل المحن والضلالات.

وبقدر ما كنت حزينا لما وصل إليه حالك ولما علمته عنك، كنت سعيدا حين قرأت رسالتك وسمعت من خلالها آهاتك و حروفك الناطقة المتعـقلة، والتي تكشف عن معدنك الأصيل وخلقك النبيل وقلبك النابض بالإيمان ونفسك التواقة إلى ماعند الله، فعلمت أن لك نفسا حية أوابة تخاف الله وتعود إليه كلما ضعفت و أخطأت وكلما حدا بها الحادي إلى المعصية والذنب، فهنيئا لك يا بني هذه النفس الأبية وهذه الروح الزكية. فما أحسن الإستقامة وطيب النفس وتزكيتها بطاعة الله وحسن الخلق ومصحابة الأتقياء.

فلعلنا يا بني أن نفتح صفحة جديدة من العودة والمراجعة والثقة والسير الصحيح، فنلون صفحتنا الجديدة بألوان الزهور ونضيئها بمصابيح الإيمان ونسقيها من أنهار ودموع التائبين والعائدين ونعطرها من سيرة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة صحبة الأكارم وتابعيهم بإحسان رضي الله عنه أجمعين. ولعلنا نحافظ على صفحتنا هذه وعلى ألوانها وأنوارها وعطورها بالأبتعاد عن كل من قد يلوثها علينا ويحرمنا من بريقها ورائحها الزكية. ابني الحبيب أملي بالله ثم بك كبير وثقتي بالله ثم بك أيضا كبيرة، فأرجو أن تفرح قلبي تسعدني بالسير الصحيح والإستقامة والفكر النير وحمل هم الدين وهم نصرة الأمة والعمل على وحدة الصفوف، خصوصا وأنك ترى ما تعانية أمتنا من ضعف وهوان وعدوان.

أرجو وآمل وأتطلع أن تلقى كلماتي هذه عندك القبول ويسعدني ويسرني أن أراها واقعا في حياتك تعيشها، يا بني أنت عضدي وأنت يدي اليمنى بل واليسرى فلا تلوي كلتا يدي وأنا أبوك و محبك، فلا تلويهما باتباع الهوى والشيطان ورفقة السوء. واعلم ولا تنسى يا بني أن طاعة الوالدين من طاعة الله.

أسأل الله لي ولك يا بني الهداية والتوفيق والسلامة من الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن إنه سميع مجيب.

أبوك المحب
الرد مع إقتباس