هنا سؤال فلسفي افتراضي معدل ومغير هو: لماذا عبرت الدجاجة الطريق؟
طرح هذا السؤال على كبار المفكرين والسياسيين فكانت إجاباتهم الافتراضية أيضاً من خلال أطروحاتهم ونظرياتهم وأفكارهم الفلسفية·
الفيلسوف الفرنسي
ديكارت صاحب نظرية الشك ومقولة "أنا أفكر إذن أنا موجود" قال ببساطة: لتذهب إلى الطرف الآخر من الطريق·
أفلاطون الباحث عن الحقيقة وتلميذ سقراط يرى أن الحقيقة بالنسبة للدجاجة موجودة في الطرف الآخر·
أرسطو الذي تتلمذ على يد أفلاطون يرجعها لكونها من طبيعة الدجاج·
لكـــن
كـــارل مـــاركس صاحــب "رأس المال" يعتبرها حتمية تاريخية، نتيجة لصراع طبقــــات الديكـــة·
الكابتن
جيمس كيرك المغامر قال: لتذهب إلى حيث لم تذهب دجاجة من قبل·
أما "أبو الطب"
أبقراط فيرجع السبب إلى فرط إفراز الهرمون الأنثوي الأستروجين·
في حين أن المصلح الأميركي الزنجي
مارتن لوثر كينغ يعزيها إلى حلمه الدائم بالثورة والعدالة الاجتماعية: حلمت دائماً بعالم يستطيع فيه الدجاج عبور الطريق دون حاجة لتبرير هذا الفعل·
الرئيس الأميركي صاحب فضيحة ووتر - جيت
ريتشارد نيكسون يؤكد خطأ هذا الافتراض لأن الدجاجة لم تعبر الطريق·· يكرر الدجاجة لم تعبر الطريق·
ميكافيللي صاحب كتاب الأمير يقول كعادته دائماً سابغاً نظريته "الغاية تبرر الوسيلة": المهم أن الدجاجة عبرت الطريق، وليس المهم أن نعرف لماذا وكيف، فغايتها الوصول إلى الطرف الآخر، وهو ما يبرر فعلتها·
أما المحلل والعالم النفسي
سيغموند فرويد فالسبب لديه معروف، وإن كان كل الناس لا يرونه، لأنه في العقل الباطن، كما يدعي ولذلك يرى أن عبور الدجاجة الطريق يدل على وجود دوافع دفينة·
بــــوذا الفيلســـوف المتنســــك يعتبر أن طـــرح هذا الســــــؤال يعنـــي إنكــــاراً لطبيعــــة وحق الدجاج في عبـــــور الطــــريق·
الزعيم الفرنسي
تشارل ديغول: ربما عبرت الطريق ولكنها لم تعبر الأوتوستراد بعد- ولن تقدر- لذا فشعار فرنسا دائماً هو الديك، وهو وحده القادر على العبور·
أما
اينشتاين صاحب نظرية النسبية، فالمسألة عنده مختلفة ومرتبكة بعض الشيء: إن كانت الدجاجة هي التي عبرت الطريق أو أن الطريق هو الذي تحرك تحت أقدام الدجاجة فهذا يتعلق بنسبية الأشياء·
أما الرئيس الأمريكي
جورج بوش الابن فله رأي يخالف كل الفلاسفة والمفكرين، وهو بالكاد يستطيع أن يتعرف على أحدهم، فغير الرئيس نيكسون من تلك القائمة لا يعرف أحداً، يلخص الرئيس بوش إجابته: بأن مجرد تمكن الدجاجة من عبور الطريق إلى الطرف الآخر دون عقاب رغم قرارات الأمم المتحدة يشكل تحدياً للديموقراطية والحرية والعدالة، الأمر الذي يؤكد لنا أنه كان ينبغي علينا وبشكل لا يقبل النقاش تدمير هذا الطريق منذ زمن بعيد للحفاظ على السلام في هذه المنطقة، وحتى لا تنتهك القيم التي ندافع عنها، ولكي لا يتمكن الإرهاب من التسلل إلى المجتمعات ولو كانت في البداية على شكل دجاجة تعبر الطريق، لذا نحن مصممون على تحريك القوات الأميركية حتى بلا غطاء دولي لتدمير ما يعرف بطريق الدجاج، وهكذا لن تجرؤ أيه دجاجة فيما بعد على عبور أي طريق، وسنتولى بعد ذلك إعادة إعمار ما هدمناه من طريق وفقاً لمقاييس الأمن المعمول بها، ولتمويل مشروع إعادة البناء ستتم السيطرة على عائدات محصول الحبوب في هذه المنطقة لمدة 30 سنة، حيث يمكن أن يستفيد سكان المنطقة من تسعيرة تفضيلية على جزء من هذه العائدات مقابل تعاونهم المطلق معنا، وفي ظل هذا النظام الجديد حيث تسود العدالة والسلام والحرية، نستطيع أن نؤكد وفق تقارير استخباراتنا أنه لن تحاول بعد اليوم أي دجاجة عبور أي طريق، لسبب بسيط هو أية لن يكون هناك طريق أصلاً، ولن تكون هناك أرجل للدجاج لتعبر أي طريق··
منقول