عرض مشاركة مفردة
  #362  
قديم 02-12-2002, 12:31 PM
نمارق نمارق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
المشاركات: 399
إفتراضي إني مسرف على نفسي

أتى رجل إبراهيم بن أدهم رحمه الله فقال: يا أبا إسحاق! إني مسرف على نفسي، فاعرض عليّ ما يكون لها زاجراً ومستنقذاً!.

فقال إبراهيم: إن قبلت خمس خصال، وقدرت عليها لم تضرك المعصية.


قال: هات يا أبا إسحاق!


قال: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصي الله تعالى، فلا تأكل رزقه!.


قال: فمن أين آكل؟! وكل ما في الأرض رزقه؟!


قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل من رزقه وتعصيه؟!


قال: لا، هات الثانية!

قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن في شيئاً من بلاده!


قال: هذا أعظم! فأين أسكن؟!


قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن في بلاده، وتعصيه؟


قال: لا، هات الثالثة!


قال: وإذا أردت أن تعصيه، وأنت تأكل من رزقه، وتسكن بلاده، فانظر موضعاً لا يراك فيه فاعصه فيه!


قال: يا إبراهيم! ما هذا؟ وهو يطلع على ما في السرائر؟!


قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به؟!


قال: لا، هات الرابعة!


قال: فإذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك، فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحاً وأعمل لله صالحاً!


قال: لا يقبل مني!


قال: يا هذا! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟!


قال: هات الخامسة!


قال: إذا جاءك الزبانية يوم القيامة، ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم؟!


قال: إنهم لا يدعوني، ولا يقبلون مني!


قال: فكيف ترجو النجاة إذن؟!


قال: إبراهيم! حسبي، حسبي! أنا أستغفر الله وأتوب إليه.


فكان لتوبته وفياً، فلزم العبادة، واجتنب المعاصي حتى فارق الحياة.
__________________