عرض مشاركة مفردة
  #156  
قديم 24-04-2006, 01:54 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
اللهم آمين..

شيخنا الكريم:

الأسرة..وما أدرانا ما الأسرة..كلمة قصيرة في النطق عظيمة في التأثير.. فعليها يستقيم المجتمع أو يعوج!! للأسف ضيع أركانها الكثيرون..ففسدوا وأفسدوا معهم!!بل وإنه مما يدعى للإستغراب..أننا نجد بعض الناس في ظاهرهم الصلاح في المجتمع لكن حال بيته كحال ذاك الغريق..فما توجيهكم يا شيخنا بارك الله فيكم في هذه المسألة إلى حاملي هذه الأمانة؟؟


الجواب :

وبارك الله فيك

الأُسْرَة إذا صلحت صلح المجتمع ، وإذا فَسدتْ فسَد المجتمع .
الأُسْرَة التي تفكَّكَتْ في الغرب ، وتقطّعتْ أواصِرها ، وتَخلّى كل شخص عن الآخَر ، فاتَّخَذ القوم الكلاب !

وسَعى المفسِدون لِتفكيك الأُسْرَة في الشَّرْق ، كما تفكّكتْ في الغرب ، فغَزَوا الأُسَر في قَعْر بيوتِها ..
واقتَحَمَتْ فضائياتهم كل خِدْر !
وأقْحَمُوا المرأة في كل مَجال !

وشارَك المجتَمَعُ في فساد الأُسْرَة .. حينما اخْتَلّتْ الموازين وتغيَّرتِ المفاهيم .
فبعض الأُسَر لا تُقيم وَزْنًا للدِّين في قَبول الخاطب ، بل ولا لِخُلُقِه ، فالأهمّ عندهم هو المال ، وعند آخَرِين هو الـنَّسَب .
وهذا مشاهَد ملحوظ ..

والمعتَبَر شرْعا هو رِضا الدِّين والْخُلُق .
ولا تلازُم بين كون الإنسان مُتدَيِّنًا وبين كونه خَلُوقًا .
فإنه يُوجَد الشخص الْمُتَدَيِّن وهو سيء الأخلاق ، والعكس ، يُوجَد صاحِب خُلُق ولا يَكون مُتدَيِّنا
ولذلك جَمَع النبي صلى الله عليه وسلم بين الأمرين في قبول الخاطب ، فقال : إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي .

وهذا عند أول خُطوة ، وعند وضْع أوّل لَبِنَة في بناء أسرَة مُسلِمة .
فإذا أُغْفِل هذا الأساس المتين ، قامت الأسَر على شفا جُرُف هارٍ ، تَعصِف بها رِياح الأخلاق السيئة ، وضَعْف الدِّين والتديّن .

ومما أشَرْتِ إليه – وفّقكِ الله – ما يُلحَظ مِن صلاح أرباب بعض الأُسَر مع فسادٍ داخل الأُسْرَة
وهذا في كثير من الأحيان نتيجة انشغال ربّ الأُسْرَة بما يَراه مُهِمّا في دعوته أو عمَلِه ، ويَغفَل عن إصلاح أولاده – بَنين وبَنات – وهذا خَلل في التربية ، بل وخَلل في مُراعاة الأولويات .
فَيَقَع تحت المثل السائر : يَبْنِي قَصْرًا ويَهْدِم مِصْرًا !

ولا رَيب أن فساد بعض أفراد الأُسْرَة قد يكون ابتلاء ، كما ابْتُلِي نوح عليه الصلاة والسلام بِفساد ابنه ، حتى قال الله فيه : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) .

والله تعالى أعلم .
__________________
الرد مع إقتباس