وهذا الجهاد الذي يقدم الرموز قرابين لله تعالى وهم راضون مستبشرون كارهون أن يبقوا في هذه الدنيا الحقيرة ، مؤثرون رضا الله تعالى على كل ما سواه ، جدير بنصر الله تعالى بإذنه.
وهذا الجهاد الذي يسقي شجرة النصر بدماء الشهداء ، لن يوقفه شيء ، وسيبقى شامخا ، ويزداد ، ويعلو ، ويبلغ هدفه ، وتخفق رايات نصره في عواصم الإسلام ،ويوحّد الأمّـة بإمام واحد يحكم شريعة الله تعالى في أرضـه ، ويعيد إلى المسلمين عزتهّم ، ويبني صرح مجدهم عاليا في السماء ، ويحقّق فيهم قوله تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) .
وهذا الوعد قادم لامحالة ، وما نراه اليوم من إرهاصات النهضة الإسلامية العارمة ، على مستوى اختيار الشعوب للإسلام ، وسيطرة الخطاب الإسلامي على عامة الأمة ، وتقديمها رموز الجهاد الإسلامي وحبها للجهاد ، واختيارها طريقه ، كلّ ذلك دليل على أن الزمان قد استدار ، ورياح التغيير هبت .
ولهذا قد رأتها الأرواح بالرؤى المبشرات ، فهي قريبة والله قريبة ،
ولم نعد نحمل هم التغيير نحو الإسلام ، فهو قادم ، لكننا نحمل هم إجتماع الكلمة فيه ، والتسامي عن حظوظ النفوس ، وإيثار مصلحة الأمة على كل ما سواها ،
لكننا نسأل الله تعالى أن يلهم قادة الأمة ، سواء قادة الجهاد ، أو قادة الفكر والعلم والرأي ، أو قادة الدعوة والصحوة ، أن مصير الأمّة يجب أن لايقبل المساومات ، ولا يدخل في حسابات الأشخاص والأحزاب ،
فهي أمّة الله تعالى ، هو سبحانه الذي بعثها رحمة للعالمين ، وهي نعمة لكلّ البشرية ، يتمثل فيها سبيل الهدى ، ويتجلى طريق الحق ، وتترجم حضارة العدل ، والفضائل ، وقد غدت البشرية بأمس الحاجة إلى أن تتولى أمتنا مسؤوليتها الحضارية التاريخية ،
فالواجب اجتماع الكلمة ، وإصلاح ذات البين ، واتحاد فصائل الجهاد ، وجماعات الدعوة ، وتوحّد الأهداف ، والتغاضي عن بنيّات الطريق ، فلنتعاون فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضـا فيما اختلفنا فيه ،
ولنمض أيها الأخوة نحو الهدف فقد اقتربنا منه ، ولنحذر مداخل الشيطان ، ولنضع نصب أعيينا أن نلحق الهزيمة بهذه العدوّ الذي يستهدف أغلى ما لدينا ، رسالة الإسلام الخالدة ،التي استأمننا عليها محمد صلى الله عليه وسلم ، وحملها إلينا أصحابه ،
وعبر الأجيال ،وصلت إلينا لنحملها إلى من بعدنا ،
فلنبذل الغالي والرخيص لنحفظ هذه الأمانة كما وردت إلينا ، ونرفعها عاليا لتمضي في مسيرة التاريخ إلى من بعدنا .
سائلين الله تعالى أن يكتبنا فيمن نصر دينه ، وإلا فهو منصور بنـا أو بغيرنا ، وأن يشرفنا أن نكون ممن وقف في صف أولياءه ، وإلا فهو ماضون إلى ربهم الذي يستعملهم ،
فاللهم استعملنا ولا تستبدلنا ..
وأراني أسمــو بسعيي ووعيي ** عن جزاء من معدن الأرض بخس
حسب نفسي من الجزاء شعوري ** أنني فـي الإله أبذل نفســي
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
|