الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #65  
قديم 04-09-2006, 02:41 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-247-

( قطع رأس الجيش الايراني ) . وتحقق له ما أراد .. فقد قتل الجنرالات الكبار واحدا بعد آخر ، باستثناء الجنرال قره باغي فقد تمكن مهدي بازاركان من إنقاذه .. وأثناء المحاكمة التي سبقت إعدام الجنرال ربيعي رئيس أركان السلاح الجوي الايراني ، سأله المحققون عن الدور الذي لعبه الجنرال هويزر في طهران . فأجاب :
لقد ألقى الجنرال هوزيزر ، بالامبراطور ، خارج هذا البلد ، كما يلقي بالفأر الميت .

وتحت عنوان فتش عن الأمركيين والبريطانيين قال الشاه بأنه اكتشف منذ سنتين أن تصرف الأمريكيين مثير لقلقه فبعضهم كان ينصحني أن أعامل الشعب بأسلوب ديمقراطي، وبعضهم كان يطالبني بالحزم والشدة ، ويركز على دور سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا ، ثم يسرد الشاه القصة التالية :

وهذا التضارب في الآراء لم يكن المفاجئة الوحيدة لي من جانب الحلفاء الذين وقفت الى جانبهم فترة طويلة ..فعندما أحرق المتظاهرون السفارة البريطانية ، أرسلت أحد جنرالاتي لمقابلة الملحق العسكري في السفارة .. فاستقبله الملحق العسكري وهو يصيح في وجهه ( إنكم لم تستوعبوا حتى الآن بأن القضية لا يمكن أن تحل إلا سياسيا ) .

وهذا يعني بصريح العبارة أن بريطانيا كانت تتوقع مني أن أنحني أمام ضغوط المعارضة . وقد أخبرني السيناتور محمد علي مسعودي في نهاية ديسمبر أن ( جورج لامبراسكين ) السكرتير الأول في السفارة الأمريكية في طهران قال له :

-248-

( سيقوم نظام جديد في طهران قريبا ) .
وكان السكرتير على حق .. ففي 11 يناير ، بعد الزيارة الغامضة التي قام بها الجنرال هويزر الى ايران أعلن في واشنطن لا في ايران أنني على وشك مغادرة طهران . وبعد ذلك بخمسة أيام فقط ، طرت بصحبة الامبراطورة الى المنفى"5" .

(5) عن مجلة ( ناو ) البريطانية . ترجمة الصحف العربية 9/12/1979 .

-249-

الوثيقة الثانية :
شهادة شركاء الخميني :
من الحركات السياسية التي لعبت دورا رئيسيا في الاطاحة بالشاه . الجبهة الوطنية _ سنجابي _ وفدائيو خلق ، ومجاهدو خلق .. ثم اختلفوا مع الخميني وأنصاره ، وقامت الصحفية هدى الحسيني بإجراء لقاءات معهم فأدلوا بشهادات مهمة ، وننقل فيما يلي فقرات من هذا التقرير .

قالت هدى الحسيني :
( هؤلاء الثوار الجدد يرفضون ثورة خميني باعتبارها _ في زعمهم _ ثورة بإيحاء أمريكي ، ويعتبرون أن أمريكا كانت وراء خلع الشاه ومجيء الخميني . ويعطون إثباتات على ذلك ! ويبدأون قائلين :
إن أمريكا جيمي كارتر منذ البدء ضد الشاه للأسباب التالية :
_ لقد كان الشاه على خلاف مع الحزب الديمقراطي وأغلبية أعضاء الكونغرس كانت ضده ، لأنه كان يعتبر نفسه صقرا من صقور الأوبيك ، وهو الذي تزعم حملة رفع أسعار البترول . صحيح أن احتياجات أمريكا للنفط الايراني لم تتعد 5% . إنما دول أوروبا الغربية هي التي تتهم أمريكا لأن رفع أسعار البترول يمكن الشيوعيين من احراز انتصارات في الداخل شبيهة بانتصارات الحزب الشيوعي الايطالي .
ويضيف شركاء الخميني : أنه بعد انقلاب الحبشة صارت أمريكا تفكر بإيران وبكيفية أخذ المبادرة للمحافظة على مصالحها بعدما فقدت أكبر قاعدة لها وهي أسمرا . ولأن الشاه صار متقدما في السن وولي العهد ما زال صغيرا جرى تغيير دستورى يجعل الزوجة

-250-

وصية عليه . ( أثناء الثورة كان الكثير من الايرانيين يعتقدون أن الامبراطورة فرح ديبا ستقوم بانقلاب لعزل الشاه بمعاونة أردشير زاهدي ورئيس الحكومة السابق أمير عباس هويدا ) إلا أن تجربة الأرجنتين أثبتت أن امرأة لا تستطيع مواجهة الحكم في بلد كثير المصاعب ، فكان لا بد للأمريكيين أن يفكروا في البحث عن وضع يحافظون فيه على أنفسهم سواء عبر أسرة بهلوى أو دونها المهم مصلحة أمريكا . ثم لاحظ الأمريكيون النشاط الشيوعي الذي بدأ يثبت وجوده عبر أعمال ارهابية منظمة ومتشعبة ووجدوا أن الاتحاد السوفياتي هو المستفيد الوحيد من الوضع للحصول من ايران على كل ما يريد خاصة الغاز . وجاء وضع أفغانستان والقرن الأفريقي واليمن الجنوبية حيث أحكم الحصار حول ايران وجعلها تحت رحمة المد اليساري فكان لا بد من انقاذ الوضع .

_ ويقول الثائرون الجدد على الشاه والخميني وأميركا ، أنه كان أمام الولايات المتحدة عدة حلول :

الانقلاب العسكري لم يكن مرغوبا من جانب الشعب الايراني فكان لا بد أن يتم التغيير على مستوى شعبي في شكل ثورة تعتمد على التيار الغالب وهو التيار الديني وبالتالي كان لا بد من البحث عن شخصية تصلح للقيام بهذا الدور فكان الخميني حاضرا . ثم ان فرنسا لم تقبل إقامة الخميني في أراضيها من تلقاء نفسها انما كان ذلك بعلم الشاه على أساس أن يضعوه باستمرار في الصورة بالنسبة الى تحركات الخميني إلا أن الأمريكيين والفرنسيين أيضا لم يزودوا الشاه سوى بخبر واحد أساء إليه . زودوه بنتيجة الاتصالات بين الخميني وكريم سنجابي وأوعزوا إليه بإلقاء القبض على سنجابي .

-251-

_ جاء قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا الى ايران حيث بقي طوال شهر كانون الثاني ( يناير ) ، بعد تشكيل حكومة شابور بختيار ، ليقنع الشاه بالسفر المؤقت ويقنع الجيش بعدم القيام بانقلاب ، بل بتأييد بختيار ، وتم استخدام بختيار لاخراج الشاه .

_ بعدما كان الأمريكيون يعلنون تأييدهم للشاه حتى آخر لحظة . امتنعوا عن استقباله ، ولم يتصل به كارتر منذ غادر ايران حتى سفره الى جزر البهاماس .

_ عام 1953 أجهض الأمريكيون ثورة مصدق لأنهم كانوا بحاجة الى الشاه ، اليوم كان باستطاعتهم أن يجهضوا هذه الثورة لو أنها ضد مصالحهم .

_ امتناع الأمريكيين من مراقبة ابراهيم يزدي يعني أنه غير محتاج لرقابة ويعني أنهم يعرفون الشخصيات المؤثرة .

_ بمجرد نجاح الثورة أعلن قائد الجيش أنه لا بد من عودة الخبراء الأمريكيين ، وأن النفط سيعود ضخه لدول الغرب بما فيها أميركا . وعندما وقع الهجوم على السفارة الأمريكية انتقل ابراهيم يزدي نفسه لفك الحصار عنها _ قائد الجيش المقصود محمد ولي قرني _ .

_ دفع الخبراء الأمريكيون أجار ثلاثة أشهر مسبقا عن منازلهم لدى مغادرتهم ايران .

_ كان هناك محاولة لسحق حركة الخميني ليل 11 شباط _ فبراير الماضي _ لكن وقعت أمور غير مفهومة حتى الآن أفشلت المحاولة . ثم أعقب ذلك اعلان الجيش الايراني بوقوفه على الحياد .