عرض مشاركة مفردة
  #65  
قديم 20-04-2006, 01:12 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
جزاكم الله خيرا يا شيخنا..والحمد لله على نعمة الإسلام..مكرمون أحياءا وامواتا بإذن الله..

شيخنا الفاضل..كثيرا ما لاحظت تعصب بعض الناس لمذاهبهم..بل إلى درجة أن البعض وصل بهم هذا الأمر إلى الإعتقاد أن لزوم مذهب معين من المذاهب الأربعة..أصبح امر ضروري وإلا فهو يسمى خارج..بمعنى آخر..هناك بعض البلدان الإسلامية مذهبها هو المذهب المالكي أو الشافعي..أو..وهناك اخرى على المذهب الحنبلي أو الحنفي..فيعتقد البعض أنه إذا مثلا اتخذ احد منهم مذهبا آخرا ودرسه غير المذهب الذي عليه بلده بصفة عامة فهو خارج عليهم..ناسين او متناسين أن الدين الذين يدينون به هؤلاء الأئمة الأربعة رحمهم الله هو دين واحد من رسول واحد صلى الله عليه وسلم من رب واحد سبحانه وتعالى..وما اختلافهم إلا في بعض الأمور الفرعية فقط لا في الأصول والله اعلم.. كذلك يا شيخ هناك ظاهرة أخرى ألا وهي التفريق بين العلماء..فهناك من يتعصب لأمر ما لمجرد أن سمع انه قول عالم من تلك المنطقة أو ذلك البلد او او..فسبحان الله..الله سبحانه وتعالى يرسل رحمة بنا رسول خاتم الأنبياء والرسل إلى العالمين ليكون نذيرا وبشيرا..ونحن نفرق بين علمائنا..بقولنا علماؤنا وعلماؤكم..فما كلمتكم يا شيخنا الكريم لهؤلاء الناس بارك الله فيكم؟؟؟وهل الأولى ان نتبع الحق أينما وجد ونكون امة واحدة هدفها واحد ألا وهو نصرة هذا الدين ام ماذا؟؟

وإيّـاكِ

الجواب :

أعانك الله ..

هذا صحيح ..

والتعصّب مذموم ..

واتِّبَاع مذهب واحد إنما يكون في حق عامة الناس ، ومَن لا يُحسِنون البحث والسؤال ..
وهو مُهمّ لِطالِب العلم أن يَتفقّه على مذهب مُعيّن يَعرف مِن خلاله المسائل وتخريجها ..
إلا أنه لا يَتعصّب لمذهب مُعيّن ولا لإمام بِعينه ..
لأن الأئمة كانوا يَنْهَون عن تقليدهم ، ويأمرون بالتمسّك بالسّنة
ولأن مِن لوازِم ذلك حَصْر الحقّ في قول إمام واحد .
وهذا يَلْزَم منه ردّ السنن أو بعض السّنة ؛ لأنه لا يُوجَد عالم – مهما بَلَغ – يُحيط بِجميع العِلْم .

فالأئمة الأربعة قد اتّفَقَتْ كلمتهم على وُجوب اتِّباع السّنة وردّ ما يُخالِف السّنة من أقوالهم .

وكذلك أتْباع تلك المذاهب من المنْصِفين يَدورون مع الحقّ حيثما دار ..
فإن كان الحق مع إمامه فلا إشكال .. وإن كان الحقّ مع غير إمامه قال به اتِّبَاعا للحق ..

وهذا واضِح وكثير في كُتُب أهل العلم لِمن قرأ فيها وتمعّن أقوال أهل العِلم .

قال ابن عبد البر رحمه الله : الحجة عند التنازع السُّـنَّة ؛ فمن أدْلِى بها فقد فَلَج ، ومن استعملها فقد نَجَا .

وابن عبد البر رحمه الله من أئمة المالكية ، وتفقّه على المذهب المالكي ، لكنه لا يَرى غضاضة أن يَقول بِقولٍ يُخالِف قول إمامه رحمه الله .

وكذلك الإمام البيهقي شافعي المذهب ، وهو ممن انْتَصَر لِمذهب الشافعي ، إلا أنه إذا اسْتَبَان له الدليل تَبِعَه وتَرَك قول إمامه .

لأن الإمام الأعظم هو محمد عليه الصلاة والسلام ..
والرَّد إلى سُنّته واجب ..

بل هو دليل على صِدق محبته صلى الله عليه وسلم .

والله تعالى أعلم .
__________________
الرد مع إقتباس