عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 11-12-2003, 09:54 AM
الصقـر الصقـر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 113
إفتراضي

بين الجهاد و الارهاب شعرة, فالمجاهد عندما يصبح غوغائياً و بدون هدف أعلى أو استراتيجية عملية يتحول الى ارهابي.

كبار المجاهدين في تاريخ الأمة كصلاح الدين يرحمه الله و غيره لم يكونوا في يوم من الأيام غوغائيين و بدون أهداف عليا و استرتيجية بل كانوا منظمين يعملون بآلية معينة و يوازنون بين المصالح و المفاسد بكل دقة.

كما يجب أن لا نغفل دور الحكومات العربية في نمو التطرف و الارهاب الاسلامي عبر قمعها و قسوتها في التعامل مع الاسلاميين و هو ما نمى الرغبة في استخدام العنف و الارهاب عند بعض التنظيمات الاسلامية, و سأكتفي بذكر مثالين و هما مصر و الجزائر.

ففي مصر قامت الحكومة المصرية بداية من عهد عبدالناصر و حتى عهد السادات بقمع الاسلاميين و نفذت حملة اعدامات بالجملة في صفوفهم و كانت النتيجة الطبيعية نمو تنظيمات اسلامية مسلحة تنفذ عمليات ارهابية و تستخدم العنف في التعاطي مع السلطة (التي أقصتهم) و توج نشاط هذه الجماعات باغتيال السادات. و بعد اغتيال السادات قامت الحكومة المصرية بحمل أعنف و أشد على الاسلاميين و كانت النتيجة ظهور تنظيمات أعنف و أعنف تهاجم الجميع حتى السياح !! حتى الانتخابات الأخيرة لم تسلم من قمع الحكومة المصرية للاسلاميين حيث تدخلت الحكومة فيها و تلاعبت فيها حتى تضمن عدم تقدم الاسلاميين !! يكفي أن تعرفوا أنه لا يوجد حزب اسلامي واحد معترف به في مصر, حتى حزب الاخوان المسلمين تعتبره الحكومة المصرية حزب غير نظامي و الكثير من المسئولين المصريين يعتبرونه حزب ارهابي و بين الفترة و الأخرى تقوم الحكومة المصرية بحملة اعتقالات عشوائية في صفوف الاخوان و غيرهم من الاسلاميين ناهيك عن ما يرافق هذه الحملة من اهانات و تعذيب للمعتقلين.

في الجزائر الكل يعرف ما حدث في عام 93 عندما تدخل الجيش (العلماني) و ألغى الانتخابات التي انتصر فيها الاسلاميون انتصاراً باهراً و كانت النتيجة نشوء منظمات اسلامية مسلحة و دخول البلد في دوامة حرب أهلية لم تنتهي حتى يومنا هذا.

لتعرف الوضع في الجزائر و غيرها من الدول العربية ما عليك الا أن تقرأ تصريح الشيخ محفوظ نحناح يرحمه الله لاحدى القنوات الفضائية اللبنانية قبل وفاته بأيام قليلة, حيث قال في هذا اللقاء أن هنالك تعليمات خارجية للحكومات العربية بعدم السماح للاسلاميين بتجاوز نسبة ال25% في أي انتخابات. الواقع يثبت ان بعض الحكومات العربية وصلت الى درجة عالية من الاخلاص لأمريكا و خفضت هذه النسبة الى 5% !!

اذاً نستخلص مما تقدم أن هنالك سببين رأيسيين للارهاب في البلدان الاسلامية:
1- غوغائية بعض الجهاديين و الاسلاميين غياب الأهداف العليا و الآليات لديهم و عدم موازنتهم بين المصالح و المفاسد.
2- الاقصائية و القسوة التي تتعامل بها الحكومات العربية مع الاسلاميين و هو ما نمى العنف و الارهاب عند بعض هذه التنظيمات.

و شكراً
__________________