[abunaem]

المسؤول عن كاميرات مراقبة الجمرات يروي لـ «الشرق الاوسط» الحادث: حالة الذعر والخوف ضاعفت من عدد المتوفين و18 كاميرا رصدت بداية سقوط الحجاج
منى : ماجد الكناني
كانت كل الامور تسير نحو نجاح موسم الحج بكل المقاييس، بدأ من يوم التروية، والصعود الى عرفات ومن ثم الى مزدلفة والمبيت فيها والعودة الى منى، ولم يتبق من انتهاء موسم الحج سوى يومين، فجاء الخبر الذي كدر الجميع، حيث توفي أكثر من 244 حاجا ومثلهم مصابين. ومع ان المصاب كبير والاثر بالغ من اعلى سلطة في البلاد، وكل القائمين على اعمال الحج، فقد اعيد ترتيب الامور، وانتظمت خطة الحج لتسير وفق البرنامج المعد له. الا ان وقع الحادثة، والحديث عنها ما زال يتنقل بين الحجاج، ولكن الشاهد الوحيد للحادثة كان يقف على أعلى برج في منى يراقب ويلاحظ ويرصد. «الشرق الأوسط » تواجدت امس على جسر الجمرات داخل غرفة المراقبة الخاصة بمعهد خادم الحرمين الشريفين للبحوث والذي يقع على بعد 20 مترا من موقع حادث يوم امس، وهناك التقينا بالدكتور ثامرحمدان الحربي رئيس لجنة مراقبة جسر الجمرات من معهد خادم الحرمين الذي كان موجودا ساعة وقوع الحادث وروى لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل الحادث الذي وثق من قبل المعهد من خلال كاميرات المراقبة التي نشرت على جميع ارجاء الجسر وسجلت ذلك الحدث مشيرا الى ان المعهد «جهة حيادية مهمتها ان تتابع الوضع وتنشر التحذيرات وتقيم الوضع للاستفادة منه والاهم من ذلك توثيق ما حدث».
* حدثنا عن تفاصيل الحادث الذي وقع امس وكيف بدا ؟ ـ كنا موجودين منذ الساعات الاولى امس وعند الساعة التاسعة صباحا سجلت الكاميرا الشمالية تدافعا كثيفا وواضحا وبدا الحجاج اثناء محاولات الخروج من الموقع الذي حدث فيه التدافع والتساقط يسقطون على بعضهم وخلال هذه المحاولات استطاع الاشخاص الاقوياء والذين لا يحملون امتعة الخروج اما المسنون فقد وقعوا.
* ألم تتمكنوا من رصد التدافع من خلال كاميراتكم الموزعة على الجسر قبل وقوعه؟ ـ بالنسبة للزحام امر عادي في يوم مثل هذا كنا نتابع من اول اليوم وشاهدنا ان هناك زيادة في التجمع في مكان واحد وبدأ الناس يتدافعون بشكل كبير فهناك اشخاص كانوا يودون الخروج وآخرون يودون الدخول وبعضهم يحمل امتعته على كتفه وهنا بدأ يتضح لنا وجود تساقط على بعد أمتار من الجمرة وهنا رصدت الكاميرات بدء تدخل قوات الطوارئ التي طوقت المكان عندما شاهدت الناس يتساقطون وكذلك تدخل رجال الدفاع المدني ورصدت الكاميرات كل هذه اللحظات وسجلت لحظات ايقاف التفويج الى الجمرة في محاولة لاحتواء الموقف.
* لماذا لم يتم رصد الحجاج الحاملين امتعتهم من خلال كاميراتكم مبكرا وايقافهم قبل دخول الجمرات؟ ـ كانت اكثر هذه الامتعة امتعة خفيفة يحملونها معهم وفي ايديهم، اما الامتعة التي تتضح من شنط وغيره والتي يشاهدها رجال الأمن فقد تم ايقاف الذين يحملونها قبل ان يصعدوا الى الجمرات ولم يسمح لهم بالصعود بها حيث ان هناك مكاناً مخصصاً لهذا الغرض.
* حسب رصدكم للحادث كيف تفاقمت المشكلة وكبر حجم الخسائر؟ ـ الكثير من الحجاج كما ذكرت سابقا أصابتهم حالة ذعر وكنا نشاهد بعضا منهم من خلال الكاميرات المتحركة وهو يحاول الخروج من الموقع وهذا ما زاد من حجم الخسائر والضحايا والاصابات.
* ماهو دوركم في هذا المكان وكيف تقيمون حادث امس؟ ـ نحن نقوم برصد وتوثيق اي شيء يحدث من خلال الكاميرات الموجودة واجهزة التسجيل التي تتم دراستها وفحصها والاستفادة منها مستقبلا وقبل كل ذلك تحليلها ومعرفة الاسباب التي وقع اي حادث بسببها وبالتالي الاستفادة منها مستقبلا. واضاف «نحن لا نحابي أحداً من الاجهزة العاملة في الحج» فدورنا هو التوثيق لكل ما يجري.
* هل دوركم اقتصر امس على توثيق الحادث؟ ـ قمنا وقت الحادث باطلاق نداءات للحجاج الموجودين بـ9 لغات من خلال متحديثن لدينا بهذه اللغات طلبنا منهم الهدوء وعدم الارتباك وكان لذلك دور كبير في السيطرة على الموقف.

ملاحظة : نقلا عن الشرق الاوسط اليوم الثلاثاء...