عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 04-01-2007, 05:30 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ما قبل تبوءه مركزا قياديا

لم تكن كراسي السلطة تشكل مطمعا عند البعثيين، فقد كان شرطهم لدخول حكومة (شكري القوتلي) في سوريا، أن تستحدث وزارة اسمها (وزارة الوحدة) فالبعث الذي اشتق اسمه من عملية إعادة عوامل القوة في جسم الأمة وكان في البداية يحمل اسم (الإحياء العربي)، فكان قوام الفكر يستند على تحديث عوامل الرسالة التي حملها الأجداد، فربط الحرية بالتحرر وربط نهوض الأمة بتحرير ثرواتها وصيانتها، وربط كل ذلك بمحور أساسي هو الوحدة. ولذلك كان اسمه بهذا الشكل ولذلك كان شعاره (أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة) .. وثالوثه المعروف وحدة .. حرية .. اشتراكية.

وقد أُعجب البعثيون بجمال عبد الناصر وحركة الضباط الأحرار. وعندما وافق الرئيس (شكري القوتلي) تشكلت وزارة للوحدة كان وزيرها ( عبد الله خضور) فعمل هو ومن معه على تحقيق الحلم العربي، وبعد سفر الوفد السوري لمصر يعرضون مشروع الوحدة على عبد الناصر، تمت الوحدة (والقصة معروفة) ولسنا بصددها. ووافق البعث على حل تنظيماته في سوريا ومصر، مما فسح المجال للعناصر والقوى الكارهة للوحدة أن تتسلل وتتمكن من الانفصال فيما بعد.

في العراق آثر البعث أن يسهم بثورة 14تموز دون أن يٌزاحم من تزاحم على الصدارة، أسوة بعمله السابق واكتفى بمنصب وزير في وزارة عبد الكريم قاسم كان من يشغلها أمين سر قطر العراق لحزب البعث (فؤاد الركابي) .. وعندما حدث ما حدث، كما أسلفنا، كرر التجربة مع (عبد السلام عارف) الذي كان قريبا من جمال عبد الناصر، وبعد أن وصل البعث الى الحكم في 8/2/1963 انقلب عليهم عبد السلام وزجهم في السجون، وهي قصة لها علاقة وثيقة بانفصال وحدة مصر وسوريا، حيث حمل البعث المسؤولية لجمال عبد الناصر، فتبادل الطرفان الهجوم على بعضهما*1، مما جعل عبد الناصر يحرض عارف على الانقلاب على البعثيين.

لقد أدت كل تلك الظروف الى اعتقال الشهيد عدة مرات وخروجه خارج العراق، ومررنا على تلك العجالة للتمهيد للحديث عن النقاط التي ظُلم بها الرئيس الشهيد، من قبل من لا يعرف تفاصيل الأمور، أو أنه عرفها حسب مصادر معادية. ولما كانت الفترة التي تمتد من 17/7/1968 الى يوم اغتياله، تنسب إليه كاملة فعليه لا بد من الرضوخ لتلك النظرة العامة، وهي ليست بمثلبة بقدر ما هي تضاف الى سفره الخالد. ولمَا اختلطت مشاعر المواطنين العرب بين إعجاب وشكوك، فبالإمكان إدراج نقاط الاختلاف و الشكوك بعدة نقاط سنتناولها ببعض التفصيل الموجز وهي :
1ـ علاقته بحزب البعث، وإسقاط الصورة السلبية التي تم زرعها عند الناس عن ذلك الحزب بشكل مشوَه.

2ـ موقفه من الدين والطوائف والأديان ..

3ـ موقفه من القضية الفلسطينية ..

4ـ موقفه من الأحزاب السياسية العراقية ..

5ـ موقفه من مسألة تأميم النفط واستخدامه كسلاح .

6ـ موقفه من القضية الكردية .. واستلام ملفها عندما كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ..

7ـ موقفه من الأقطار العربية وكيفية التعامل معها (خصوصا بعد انعقاد المؤتمر القومي الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي في تشرين الثاني/نوفمبر 1977) ..

8ـ موقفه من العلاقات الدولية ..

9ـ الحرب العراقية الإيرانية ودحض المزاعم في أن العراق هو من أشعلها.

10ـ اجتياح الكويت وما رافقها ..

11ـ الغوغائية التي دفعتها العناصر الصفوية للعبث في أمن العراق.

12ـ مزاعم استخدام العراق للأسلحة الكيميائية في شمال العراق.

13ـ الإنجازات الاقتصادية والعلمية ..

المراجع :
ـــــــــ
*1ـ يا ولدي هذا عمك جمال / محمد أنور السادات
__________________
ابن حوران