عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 24-09-2002, 02:54 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

-فقدان السيطرة على الذات،على الغرائز، تناقض المثل الأعلى مع السلوك،تناقض الهدف مع الوسيلة:

يمكن القول إن الشخص "مستلب" أي هو مغترب عن ذاته، حين تتناقض أهدافه العملية والأخلاقية مع سلوكه شرط أن يكون مؤمناً حقاً بهذه الأهداف ولا يكون التناقض تعبيراً عن نفاق نألفه في بعض حالات السياسة العربية وغير العربية.
والعربي في وقتنا هذا مثال على هذه الحالة.
فهو يريد شيئاً ولكنه يسلك سلوكاً يتناقض مع ما يريده ويهدف إليه.وهو يحس بهذا التناقض ولكنه يجد نفسه عاجزاً،أو هو مقتنع بأنه عاجز عن تبديل سلوكه وإزالة هذا التناقض.
ولو بحثنا في التعبير التحليلي عن هذا الموقف النفسي فسنجد أن الفرد في هذا الوضع قد فقد السيطرة على غرائزه،إذ هي التي تحرك سلوكه المتناقض مع أهدافه التي تبناها "الأنا الأعلى" عنده،إن شئنا أن نطلق على المراقب الأخلاقي المعياري للذات هذا الاسم الذي تبنته مدرسة التحليل النفسي.
وأعني بمصطلح "الغرائز" هنا ما هو أوسع بكثير من معناها الموجود في المدرسة المذكورة، فأنا في هذا المقال سأطابقها مع ما دعوته سابقاً في نظرية الاستلاب "بالدوافع الاستلابية".
ما هي الدوافع التي تدفع العربي في اتجاه يتناقض مع الأهداف الكبرى التي تطرحها المرحلة الراهنة وهي النهضة الشاملة التي تكفل الحياة الكريمة ورد كيد الأعداء والقدرة على مقاومة التحدي المصيري الذي يفرضونه بالجزمة على أنف كل عربي؟
إنها دوافع من نوع:الأنانية ،الميل العربي الذي لا يقاوم إلى تغليب التناقض الثانوي مع الأخ على التناقض الرئيس مع العدو الغريب،الميل الفردي الذي يجعل العربي غير قادر على العمل الجماعي ولا يستطيع القبول بمبدأ تقسيم العمل،ولا يستطيع التنازل ولو قليلاً عن كرامته الزائفة حيال أقل خدش لها جاء من أخيه فيشعلها حرباً طاحنة ( في مقابل استعداد للمساومة المذلة مع العدو الخارجي،وهذا غالباً ،وفي حالات قليلة حين لا تكون هذه المساومة مقبولة نجد العربي لا يقبل توحيد الجهد مع رفقاء الخندق الواحد ويستمر في خوض الحرب معهم في آن واحد مع حربه مع العدو الغريب فتكون النتيجة هزيمة نكراء)
الرد مع إقتباس