عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 19-06-2007, 02:05 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي من (وادي النمل ) لجمال الصليعي !

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة خاتون
وقفت بالأمس حين رأيت الموت يصارع فتى مبتسما مفتوح العينين، وهالني كيف كان ينتحر الموت على أعتاب بنانه، وتعلن الروح أنها لا بد أن ترحل يوما إلى مستقرها وتترك جسده هنا في عالم الجبناء.

كان أكبر من الموت يا أمي، وكنت أصغرٌ في عينيه كلما أقبلت على الحياة. كان يحاكي الموت بأناشيد ساخرة فنسمعه يردد:


احنا مشينا مشينا للحرب
عاشق يدافع من أجل محبوبته .. محبوبته .. واحنا مشينا للحرب
هذا العراقي.. العراقي.. مِن يحب.. يفنى ولا عايل يمس محبوبته .. محبوبته


ويرحل للأقصى منتشيا حالما غاضبا:

نحلف يمين واللي بده يكون يكون... غير الجهاد ما بيحل القضية

أذكر أنه كان ينظر إليك يا أمي وقبل أن يفتح الباب يقبل جبينك المرمري قائلا:

يا نفس إلا تقتلي تموتي ** هذا حمام الموت قد.....

ثم يدندن ولا يكمل مقطعا، كأنه ينسى كل الكلمات إلا كلمة الموت التي كانت تشنف آذانه بأناشيد الحياة.
هل تذكرين يا أمي كيف كنت تزجرينه وهو يرفع صوته عاليا منتشيا بأنغامه غير عابئ برقود جارنا على فراشه القسري؟؟
هل تذكرين كيف كنت تصرين على تعليمه أن يصافح الحياة يوما واحدا، فيبتسم ساخرا: احنا مشينا مشينا للحرب.

غني اليوم يا أمي، أحبك أن تغني وتحدثي شجر الزيتون عنه، واسمعيه من خلف ستار الأيام أهازيجك الجبلية التي حاول جاهدا أن يفك طلاسمها فلم يفلح، لكنه كان يتفنن في اقتلاع ضحكتك من أيامك القاسية.

غني يا أمي للحب، للوطن، للوالد، للشهيد ولأوتار العمر
وارقصي طربا لقطوف تدنو ليلتقطها ابنك من علياء القمر
واسرحي في المروج والمخيمات وامسحي عن حور الحي لمحة الضجر

وعلميني وعلميهم كيف يراقصون الموت ويسخرون من الحَزَن
وابتسمي في وجوهنا علنا نقول يوما بصدق:
صباح الخير يا وطن


تحياتي
خاتون: قابضة على الجمر



تتشقق دائرة الأفق على ......

ألوان....

ضوضاء....

أمم ....

و قوافل ...

نار.....

أفيال ....

أسلحة، وخيول....

تحملها الظلمة
تدفعها رائحة الوادي
تفصل بين توافدها

أزمنة من صمت... وغياب
..... كنت أدوّن في ألواحي

آلاف الأسماء

كنت أرى... تشكيل الظلمة للأشياء !!!

قلت .......

علمنا، على أبوابها ......
منطق الشوق ..
فقالت ..
غنني

قلت يا ليلاي، هذا هدهد
.... ربما ..
قالت بسري ..
غنني

ما عسى يدرك من أشواقنا
غير أوهام ...
فهيا ...
غنني

وتعهدني إذا باعدهم
وهن الصمت بشجو .... الحن

وأرق روحك في أجداثهم
حين لا يورق غير الشجن

وأقم عرشك مصلوبا على
ريبة أمنع من أن تنحني

وتزود بكتابي ... قلق
لغة نجوى وهم مثخن

فلقد تعلم كم يرتادهم
بين موتين خواء الأزمن

... وبعينيها فضاءات المنى
أوشكت توصد لولا مدني

يومها.... رفت تلاوين الهوى
تتنامى أغصنا من أغصن

لم تكن ليلى على علم بنا
أو للاقتنا بباب اليمن

فبها من شوقنا أضعافه
وبنا مما بها ما لا يني

يوم جاوزنا إليها مقفرا
وسعته الريح مما تنثني

صفق البوم على أركانه
يتهادى بين تلك الدمن

قد خلا واديه إلا نملة
لم تعد تعرف أيّ الألسن

دحرجتها الريح عن مسكنها
يالها من نملة لم تسكن..

كان وادي النمل هذا يغتلي
يوم ليلانا، بأعلى مأمن

والمواعيد إلى أيامها
موعد يبني لوعد بين

مشرق الناس ثنايا كفها
ولياليهم سواد الأعين

الهوى يخطو على إيمانها
مشرع الفجر لصبح مذعن

لم نكن جنا ولم نعلم سوى
أننا طرنا بشوق معلن

قيل:"هذا عرشها أم مثله"
قلت: بله ... مثلما يعرفني

فأقرأوا أسماءنا الحسنى به
وتولوا، ريثما يقرأني

أن تكن حرقة أكتمها
ناب وجهي، فهو لا يكتمني

وبقايا لغة، واعدتها
كلما وافيتها، .. .. تحملني

يا نديمي عند واديها، أقم
مجلس الصحو لم ثم ادعني

وأدعهم، حتى إذا ما ازدحموا
واستزادوك هوى فاستسقني

واضربن إذ أجدبوا خيمتنا
عند منهل لها، لم يأجن

لا تمر ثم عن ساقيك، ما
هذه اللجة، إلا متني

أو لم تشهد نداماي بها
يمزجون الليل مما اجتني

وإذا الضليل – إلا ملكه –
واقف يومئ ألا تنسني

قلت أنستني أيامي أنا
حيث لم أعذر وملكي عضني

ليس لي من صاحب يبكي معي
صاحبي ولّى، ودربي ملني

وأتى يلبسني من دائه
جبة جربها في بدني

فتناثرت على خارطتي
مزقاً لملمتها في كفن

وإذا ليلى على إجهادها
جمعت فيها وصايا وطني

عند شمسان نظمنا عقدها
أنجم الحرف بجيد أفتن

أورقت صنعاء في أسمائنا
وتطهرنا بماءي عدن

وأضاء التاج من ليلى على
مفرق الدنيا فقلنا أزيني

وتلونا في خطى حنانها
آية الأيام من ذي يزن

وحكى الدهر على راحتها
كيف طاولنا عناد الزمن

فإذا ما باعد الخطو بنا
تبرق الروح بقلب مرن

وإذا ما أرسلت برقعها
أسفرت فينا بنون اليمن

آه يا ليلاي... لولا هدهد
كنت حدثتك عما هدّني

فاحملي عنا قليلاً همّنا
أنت من تريدين ثقل المحن

وأقرئينا، إنما إغلاقنا
أننا نشدو بلحن شجن

ترجمينا ربما يفهمنا
ذو هوى أودى به أن تحزني

خبئينا بصناديق الهوى
ربّ ميتٍ سرُّه لم يدفن

واحفظينا قبل أن يغتالنا
عسس الموت بليلٍ عَفِن

وأري البحرَ قناني حُبّنا
سكر البحر وماجت سُفُني

وتوزّعنا على شطآنه
عبقاً يوقظ ميت الأزمن

وهبي لي ضوء عينيك سنا
حيثما وليت ضاءت مدني

وأطيلي سفري .. كي تصلي

أرض أسبابي


وبثّي شجني ..


لي عرش عندها .. ربما


غيره !!


بعض ما أجهدني


آه.. كم ..




يشغلني




زمن ..





في زمني ..






كيف أبنيه ؟؟





وبي ..






أزمنة ..

تهدمني .. فيها الهموم !!!



وفضاءات غيوم!!!




كلما يمتد شوقي لبحار لم أجاوزها ..




يمد الليل فوق الكون ..


أطباقاً من الظلمة



والليلُ غشوم





وأنا المشغول بالأيام..... بي

يوم عقيم !!!

تتداعى كل أسبابي

وذا صمت على الأبواب
مصفرّ كظيم







وفي صمتي دم الأقوال يجري


ونزف


الصمت


تجريه


الهموم ...
__________________
]
الرد مع إقتباس