عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 04-12-2004, 05:33 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

أما من كان لا ينتسب إلى دولة من دول التحالف، ولكنه في نفس الوقت متورط في دعم الحربيين، فهو حربي يعامل معاملة الحربيين، إلا أنه لا يجوز مطالبة دولته بفدية أو عمل معين لأنها ليست طرفاً في القتال، وليست هي – أي: دولته – من معسكر الحرب، كما هو حال الإندونيسيات العاملات، مثلاً، في مطابخ الجيش الأمريكي.

وقد وقعت حادثة من هذا الباب، فتم تنبيه المجاهدين على ذلك، فرجعوا إلى الحق من قريب، فتوقفوا عن مطالباتهم لأندونيسيا، وعذروا الأختين الإندونيسيتين لجهلهما، ومنوا عليهما بإطلاق سراحهما. و كذلك الحال مع مارغريت حسن، فالمجاهدون وقافون عند كتاب الله، سريعون في الرجوع إلى الحق، ميالون إلى الرحمة والتسامح، بحمد الله وتوفيقه، بخلاف دولتكم (الدولة المباركة) التي ركبت رأسها، وتولت الكفار، وقاتلت تحت رايتهم، وأظهرت الكفر البواح، وحاربت البنوك الإسلامية بكل عناد وغباوة، وكابرت، وما زالت تعاند وتكابر، حتى هذه الساعة، وها هي تتلاعب بخطابكم المفتوح هذا في محاولة فاشلة - بإذن الله – للحصول على مكاسب سياسية رخيصة من سيدتها: الولايات المتحدة الأمريكية.

ونسارع فنذكر ها هنا مرة أخرى أن الحربيين هم: قوات الاحتلال، وحملة تابعية دول التحالف، والحكومة العميلة المحلية: رجالات الحكم والسلطان فيها من الرؤساء والوزراء والمحافظين، وجيشها، وحرسها الوطني، وأجهزتها الاستخباراتية والأمنية، كما هو مؤصل مفصل في رسالتنا: (قتال الطوائف الممتنعة)، فلتراجع!

ثم انتقل (الخطاب المفتوح) إلى التأكيد على أن (المحافظة على وحدة العراق مطلب حيوي وضروري)، وهذا حق، وإن كان الكلام الوارد بعد ذلك يغلب عليه النفس الصحفي، ولا يظهر فيه التأصيل الشرعي كما ينبغي، مع كثرة الإحالة إلى (المصالح) و(مردود الأعمال ومآلاتها)، ذلك (الطاغوت) الذي سيهدم الشريعة، إن تمادى الناس في الإحالة إليه، بدلاً من الالتزام الصارم بالنصوص الشرعية، وهي بحمد الله كافية شافية، وهي الحاوية، حقاً وصدقاً، للمصالح الحقيقية، وليس تلك الأخيلة الموهومة، والوساوس الشيطانية، التي يزعمها الموقعون.

ولنا أن نتسائل: من هي الجهة التي عملت، وما زالت تعمل، على تفريق المسلمين، وشق عصاهم؟! أليست هي دولتكم (الدولة المباركة)؟! فالدولة السعودية الأولى هي التي خرجت على الخلافة الإسلامية، وساهمت في زلزلة أركانها وإضعافها، والدولة الثالثة بقيادة المنافق الخائن عبد العزيز بن سعود، عميل الإنجليز، هي التي شاركت مشاركة فعالة في هدم الخلافة، وتمزيق بلاد المسلمين.

ثم عاد الموقعون على (الخطاب المفتوح) فقالوا: (إذا استطاع أهل الإسلام عامة والمنتسبون إلى الدعوة خاصة أن يتجهوا إلى الإصلاح والبناء والإعمار المادي والمعنوي والأعمال الإنسانية والتربوية والعلمية والمناشط الحيوية، وكانوا قريبين من نبض الناس ومشاعرهم، متصفين بالحلم والصبر وسعة الصدر، وتركوا خلافاتهم جانباً - إذا استطاعوا ذلك - فسيكون لهم في بناء البلد وإعماره وقيادة مؤسساته تأثير كبير. والبلد الآن في مرحلة تشكل وتكون، والأسبقية مؤثرة، خصوصاً إذا صحبها إتقان لفنون الإدارة والتدريب العملي والعمل الجماعي المؤسسي).

سبحان الله: كيف يتجه الناس إلى (الإصلاح والبناء والإعمار المادي والمعنوي والأعمال الإنسانية والتربوية والعلمية والمناشط الحيوية) والبلد في حالة حرب لم تضع بعد أوزارها، وخيرة أبناء البلد، الذين هم المعنيون في المقام الأول بهذا الخطاب، في كر وفر؟!

أو لعل (أصحاب الفضيلة الفقهاء) يريدون من الناس إلقاء السلاح، والإقبال على (الإصلاح والبناء والإعمار المادي والمعنوي والأعمال الإنسانية والتربوية والعلمية والمناشط الحيوية) بقيادة المرتد إياد علاوي، عميل الاستخبارات المركزية الأمريكية، وتحت راية الأمريكان؟!

ثم اختتم (الخطاب المفتوح) بمناشدة المسلمين أن يدعموا إخوانهم في العراق، فقال: (ونوصي إخواننا المسلمين في العالم بالوقوف إلى جنب إخوانهم في العراق بالدعاء الصادق والتعاطف والتراحم والنصرة قدر الإمكان، ... إلخ).

فنقول: هذا جيد وإن كان بلسان ضعيف، من غير بيان لوجوب النصرة على جميع المسلمين، وخاصة سكان دول الجوار، وأنها على الحكام آكد وأوجب. و هل هذه المناشدة سينبني عليها واقع من طرفكم أم هي فقاعات إعلامية لاستهلاك المحلي، أو لركوب الموجة؟!

ثم قال الموقعون: (ونوصيهم بإعانة إخوانهم بالرأي السديد والنظر الرشيد المتزن البعيد عن التسرع والاستعجال، وأن يكف عن إطلاق الفتاوى المربكة ذات اليمين أو ذات الشمال مما يتسبب في اضطراب الأمر بينهم)، فنقول: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟! خطابكم المفتوح هذا، وما سبق صدوره من بعضكم من الأقاويل، من أبرز أمثلة (الفتاوى المربكة ذات اليمين أو ذات الشمال) التي تسببت (في اضطراب الأمر بينهم).

وفي الختام: من حقنا أن نسأل: كيف استساغ (الأستاذ الدكتور) عوض بن محمد القرني (أستاذ أصول الفقه في جامعة الإمام – سابقا) أن يقول في مداخلته على قناة الجزيرة تعليقا على البيان: (ولا يجوز استهداف العراقيين وان أخطؤوا وتعاونوا مع العدو)؟! تعساً لهذا (الفقه) إن كان هذا هو حال الأستاذ الذي يدرس أصوله! وهل ينتظر الأستاذ العبقري من المجاهدين التوقف عن القتال، وتعليق الكر والفر، ثم (القبض) على هؤلاء المجرمين وإحضارهم إلى (المحكمة الشرعية الكبرى)، بالرياض مثلاً؟! في أي كوكب تعيش أيها الأستاذ؟!

ولنا أن نتسائل أيضاً: في مصلحة من يصب هذا (الخطاب المفتوح)؟! وما لنا لا نجد فيه نصاً صريحاً على أن من يدعم المعتدين وسلطتهم العميلة مرتد خائن لله ولرسوله ولدينه ولأمته، لا فرق بين تاجر وسائق شاحنة. أما الأنظمة والحكومات فلا معنى للاشتغال بهم أصلاً: فكفرهم وخيانتهم لله ورسوله ودينه وأمتهم، بحمد الله، أوضح من أن تحتاج إلى برهان.

لذلك نهتف بكم يا (أصحاب الفضيلة الفقهاء): لقد سقطت مصداقيتكم، وشك الناس فيكم، ولم يعد يعتد بكم إلا طاغوت متكبر، يستخدمكم درعاً لنظامه العفن، ثم يلقي بكم بعد ذلك في مزابل التاريخ، أو جبان بخيل متخاذل متثاقل إلى الأرض، يعتذر بفتاواكم ليفلت من مسؤوليات الجهاد بالنفس والمال، وسيأخذ بخناقكم يوم القيامة، أو جاهل غافل لا يدري ما يدور حوله فإذا وعى وتنبه هجركم ونبذكم.

يا (أصحاب الفضيلة الفقهاء) هل لكم في التوبة، فما زالت أبوابها مفتوحة: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ}، (البقرة؛2 :159 - 162). ماذا تنتظرون: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}، (البقرة؛2 :210)، ألا تعقلون: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}، (محمد؛ 47 :18)؟!


أما أنتم أيها المجاهدون، يا أبطال الإسلام: فلا عليكم من (منافقة القراء)، و(جهلة المشايخ ومغفليهم)، ومن تبعهم ولحق بهم من التافهين والسطحيين: اضربوا الصفح عنهم، وعاملوهم بالشك والحذر، فلا تسمعوا لهم أو تصدقوا دعواهم. إنكم تعرفون العلماء العاملين المجاهدين، وتعرفون أين هم الآن: معذبون في غياهب السجون، أو مطاردون في رؤوس الجبال وأعماق الأودية، أو منفيون من بلاد المسلمين التي يسيطر عليها الطواغيت. أنتم أعلم بميدان المعركة ومتطلباتها، فلا يغرر بكم (المتعالمون) ولا يفت من عضدكم (المرجفون): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، (آل عمران؛3 :200).


تنظيم التجديد الإسلامي

لندن، الأثنين 3 من شوال 1425 هـ، الموافق 15 نوفمبر 2004 م





------------------------------------------------------


abbud


اضع هذا الرد الناقد و انا منحاز اليه كلياً


و كذلك حتى يطلع القاريء على الامر بشكل متكامل و من جميع زواياه فتعم الفائدة كما تريد و نريد


شاكراً لك النقل الموفق



و تقبل تحياتي