الموضوع: يا للغمامة
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 07-07-2003, 10:26 AM
الاشعث النتي الاشعث النتي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 38
إفتراضي

*
يا للغمامة عند الأفق ترتقب
(كأنها سئمتْ مكثـًا فتلتهبُ) (*)
( وبعدَ ذاكَ خفوت ٌ و هْيَ شاحبة ٌ )
.............كما الأمانيّ تبدو ثم تحتجب
وأنت يا بدر عمرٍي لحت لي حلماً
( مع الطيوفِ بوشي ٍ زانهُ القصبُ )
( و صلٌ معَ الطيفِ مثلَ الحقِّ نلمسهُ)
................كم التقينا وما في وصلنا رِيَبُ
وكم مشينا دروباً حفّها زهَرٌ
( و الوردُ و الآسُ و النسرينُ و الضـَّرَبُ)(**)
( و الماءُ رقراقُ فوقَ الأرض ِ أنبتها )
........بساطها حفنا في خضرةٍ عشُبُ
تروي لي الشعر عن ليلى وصاحبها
( عن ِ الأحبةِ و العشاق ِ كمْ سَـغِـبوا )
( و كيفَ قيسٌ لوْ أنّ الحظ َّ أسعفهُ )
........وكيف من عشقوا بالشعر قد طربوا
أفيق من حلُمي لا أنت تحضنني
( و لا لطيفكَ إمّا نِمتُ ينسحبُ )
( حتى إذا فقتُ من نومي فلا مطرٌ )
..................ولا غمامٌ ولا أفقٌ ولا طربُ
تبعثر الحلمُ والأشواق تنثرني
( كأنني الرملُ إذ ْ تلهوا بهِ النـُّـكـُـبْ )
( أو أنني غـُـصُـنٌ و النارُ تجعلني )
..............كما رمادا غدا من حرقه الحطبُ
ولا تلملمني إلا يدٌ حفلت
( بها الحقائقُ لا يلوي بها الكذبُ )
( فتلكَ إنثايَ في حب ٍ مصافية ٌ )
...............بالحب من عانقته خافه الوصبُ
يطوف طعم عناق الحلم في خلدي
( أمّا الحقيقة ُ أمرٌ منهُ أنتحبُ )
( و أذرفُ الدمعَ دفقـًا واكِـفـًا عرمـًا )
..............كأنه ماء غيث الوصل ينسكبُ
لملمت في الحلم أحداقا تحدق بي
( في روعةٍ و حنايا الروح ِ تكتئبُ )
( كادتْ تقولُ و لكنْ ردّها خجلٌ )
..................وخلتها سألتني كيف نقتربُ
أي اقتراب وأنت العمر تسكنني
( و الوردُ و الروْحُ و الريحانُ و العنبُ )
( و لو تجاذبني الأكوانُ كلهمُ )
...................فلست إلا لعمقي فيك أنجذبُُ
يا واحة الفرْحِ كم للهمّ من سببٍ
( حولي و فيَّ وكمْ في قلبيَ الكـُرَبُ )
( كلُّ الأمور ِ على دنيايَ تتعِسُني )
.................وأنت وحدك في سعدي أنا السبب
عامين غبتَ فلا عيني يكحّلها
( و جهُ الحبيبِ و قلبي فيهِ يرتقبُ )
( ظبيٌ إذا هلَّ بالإضواء ِ يقتلني )
...............ومض الجبينِ وسمعي زادُه النّحَبُ
لكن بقيتَ بنبضي رجعَ أغنيةٍ
( فيهِ الكمانُ و فيهِ العودُ و القِـرَبُ )
( و الفرقَ أنكَ في صمتٍ و مبتعِدًا )
................في الروح والجسمِ أنت العزفُ والطّربُ
عشْ فيّ حلماً إذا عزّ اللقاء فإن
( جادَ الزمانُ فذاكَ السعدُ و الطلبُ)
( و إن أبى الدهرُ في حكم ٍ عليكَ بأنْ )
...............غادرتني أنتَ مني الروح تنسحبُ
فأنت وحيُ حروف خطها قلمي
( و ما سواكَ سرابٌ في الهوى خـُـلـَبُ )
( أنت الحروفُ و أنتَ اللحنُ منسكبٌ )
................وما أنا غير سطر منك ينكتبُ
صعدت سلم قلبي ما أعاقك ما
( أعاقَ غيركَ دفعـًا و هو يقتربُ )
( و لنْ يعيقكَ عندي في الوصول كما )
................قد شيد الدهر أسوارا كما النوَبً
أغلقت باب فؤادي لن تغادرهُ
( إلا إذا السبعُ و الآرامُ تصطحبُ )
( و قدْ تركتُ طريقـًا واحدًا فـَهـَـلاً )
................قل " لا أريدُ" محالٌ ها هنا الهربُ
واهنأ به ملكاً يكفيك أنك لي
( مولىً على القلبِ لا تدنوا بهِ الرِّيَـبُ )
( و لنْ أحيدَ و لا حِـنـْـثٌ و لا نـَـكـَـصٌ )
...................هذا قراري ما للغير تنتسبُ
حسبي من الوصل همساتٌ بأمسيةٍ
( مع النسائم ِ و الآهاتُ تلتهبُ )
( هي المرادُ معَ الأحلام ِ أذخرُها )
...................ودون ذاك لغيري الزّي والذّهبُ
في يقظتي وبأحلامي تخالطني
( فها تبيعٌ لهمْ في أينما ذهبوا )
( و لو أحاسبُ نفسي قلتُ في فرَح ٍ )
....................أنت النتيجةُ في دنيايَ والسّببُ
حُـلْمٌ بداخلِ حُلْمٍ خلت من بعدت
( عني تعودُ و من ألطافها تـَـهَـبُ )
( و سوف تخبرني عني و عن حُـلـُم ٍ )
...................عني به حلمت، إذ هدّني التعبُ
بالحلمٍ لذت هروبا من مواجعنا
( و كمْ قدوم ٍ إلى الأعقاب ِ ينقلبُ )
( نحنُ العلوجُ و أعداءٌ لأنفسنا )
..................ألا يقال لنا – في خيبةٍ – عَرَبُ
لنا الحشود بها تزهو مواكبنا
( و كل حشدٍ عظيم ٍ ما لهُ رُكـَبُ )
( لذا جثونا كأخشاب ٍ مُسنـّـدَة ٍ )
............ خيرُ البرايا هي المسنودةُ الخُشُبُ !!

====
(*) ما بينَ قوسين لي
(**) الضرب هو العسلُ
==
أستاذ سلاف
قصيدة جميلة أحببت أن أساهم في تقديرها بتشطيرها
لكم تحياتي

**
===============
الإخو المشرفين
ضاع مني رقم الدخول للأشعث النتي و لا أذكر على أي بريد أرجو تغيير كلمة السر إلى نفس كلمة سر هذا الإشتراك الجديد أو إرسالهاإلى بريدي
لكم تحياتي
*
الرد مع إقتباس