[سلاف]

كلامكِ في نفسي يؤرِّجه الورْدُ
................فلا غرّد الشادي ولا أنشدت هندُ
تقولين هذا موعدٌ، أيُّ موعدٍ ؟
................لأنتِ المنى والسعدُ والحبّ والوعُدُ
أبيع سني عمري بوصلك فاعلمي
....................بأنّ جبال الصبر عندي لتنهدّ
وشطآن بحر الحب من عاصف بها
...................ليوشك بالطوفانِ يجتاحها المدّ
لقد أوشكت نفسي تطير صبابةً
...............وخوفي إذا طارت يضلّ بها القصدُ
أريد أغني في ضياءٍ وكيفَ لي؟
.....................وليلٌ على نفسي من الهمّ مُربَدُّ
إذا نظرت نفسي بمرآة حاضرٍ
......................إلى قادم الأيامِ فالنفس (تنسَدّ)
تسابق سعدٌ نحو نفسي وشِقوةٌ
..................فأدركه الإرهاقُ إذ نشطت تعدو
وحقّك من ورد الصباحِ ندِيُّه
.......................لو انّ يدي في الصبحِ للوردِ تمتدّ
فليسَ مُعاقاً من به نقصُ طرفهِ
..........................ولكنما من في فؤادٍ له قيدُ
فحسبي هنا كفٌّ لمدمعيَ الذي
....................إذا غابَ عنّي ثار نحوي به الوجدُ
وفي القلبِ دمعٌ لا يكفُّ انهماره
..................وإن كنت في فرْحٍ لأجلكِ قد أبدو
وكيفَ اصطباري إذ أعاني مظالماً
...................ويرتعُ فيما غال من ماليَ الوغْدُ
هو الخصم والقاضي وليسَ مكذّباً
....................ومن قال كلا فالجزاءُ له الجلْدُ
أيبني بمالي مسجداً وقصورَهُ
..................وما شيدَ من ظلمٍ فلا شكّ ينهدّ
ويزعم إنفاقَ الحرامِ مكفِّراً
.....................خطاياه، بل دينٌ يزوّره قِردُ؟
له عمرةٌ في كلّ عامٍ كأنما
...................بذاك يُغَشّ الخالقُ الصّمدُ الفرْدُ
وأخشى حديثي أن يُلِمّ بأمةٍ
.............لديها تساوى الذلّ في الطعمِ والشهدُ
ويفتى لها أن الخلافةَ بدعةٌ
........................وفتنتَها أن يمّحي بينها حدُّ
تعادي نصوحاً بالكتابِ ونهجهِ
....................وبالرومِ واسرائيلَ يجمعها الودُّ
أهذا غرامٌ؟؟ بل شجونٌ أبثّها
..........................غرامٌ وعيشٌ أسودٌ لفني نكْدُ
يهوِّن من وقع المصابِ تيقّنٌ
........................بأنّ الورى لله يوما سترتدّ
وأنّ الذي ضاقت عليه فدافدٌ
..............سيكفيه في ما ابيضّ من ملْبَسٍ لحدُ
وأنّ التقى لا غير تنجي من الرّدى
....................بيومٍ عسيرٍ والسراط به الوِرْدُ

[ 06-07-2001: المشاركة عدلت بواسطة: سلاف ]