السلام عليكم
وهذه قصيدة { العطار }
للشاعر الخميس
شيءٌ جميلْ .!
أن نلتقي في ظل هذا الدوحِ ،
يجمعنا معاً هدفٌ نبيلْ .
وقضيةٌ تتوارث الأجيالُ حملَ لوائِها،
ونزيفَها الممتدَّ من جيلٍ لجيلْ .
شيءٌ جميلْ .!
أن نلتقي من غير ميعادٍ ،
كأطيارٍ على شجر النخيلْ .
نشدو بما يحلو لنا ،
شعراً ونثراً علَّنا ،
نُشفي به بعض الغليلْ .
وبه نداوي النفسَ والقلبَ العليلْ .
وكأسرة نتقاسم الأحزانَ والحِمْلَ الثقيلْ .
ومن السعادة نكتفي ،
بلقائنا النوعيِّ ذي الكَمِّ القليلْ .
شيءٌ جميلْ .!
أن نلتقي .. ولمن أتاح لنا اللقاءَ ،
نقدم الشكر الجزيلْ .
مَن نحنُ ؟
عينُ القارئِ الظمآنِ ،
يبحث في بلاد القحط عن ماءٍ ،
وعينٍ سلسبيلْ .
مَن نحنُ ؟
منتفضونَ .. رغم حصارنا ،
في وجه محتلٍ دخيلْ .
مَن نحنُ ؟
منفيون في شتى بقاع الأرضِ ،
نرفض فكرة الوطن البديلْ .
مَن نحنُ ؟
محرومون من حرية التعبيرِ ،
تنقصنا العبارةُ والأداةُ ،
وكل ما يحتاجه الإبداعُ والفنُّ الأصيلْ .
جئنا إلى هذا الفضاءِ الحرِّ ،
نبحث عن ثقافتنا التي ضاعت ،
على شاشاتكم زمناً طويلاً ،
ربما شيئاً فشيئاً ،
يُصلح العطَّارُ ما قد أفسد الزمنُ الطويلْ .!
جئنا هنا لنقولَ : " لا لسخافةِ الإعلامِ ،
لا للكاتب المأجورِ ،
للمفتي المنافقِِ ،
للعميلْ ".
جئنا لكي نرتاح منكم ،
من برامجكم ،
ومن أفلامكم ،
ومسلسلاتكم الغريبةِ ،
من أغانيكم ،
ومما يحرق الأعصاب من هذا القبيلْ .
جئنا بعيداً عن فضائياتكم ،
عن رقصكم ،
عن " غنجكم " ،
عن هزة الأرداف والخصر النحيلْ .
فلتنظروا ..
لقطاع غزةَ أو " جنينَ " ،
و" طول كرمٍ " و" الخليلْ " .
أفلا ترون أمامكم دمنا كشلالٍ يسيلْ ؟
أفلا ترون جلال مشهدنا الجليلْ .؟
من أين تأتي الرغبة الهوجاءُ ،
في التطبيل والتزمير في وقتٍ ،
يناسبه البكاء أو العويلْ .؟
من أين يأتي كل هذا الحبِّ ،
للفيلم المترجم و المدبلج والرذيلْ .؟
أم أنكم لستم أشقاء القتيلْ ؟!
هذا الجنون بعينه والمستحيلْ .!
شعبٌ يموت وأمَّةٌ،
في قاعة " الديسكو " تميلْ .
فلتوقفوا هذا الضجيج ولو قليلاً ،
ريثما ننهي طقوس وداعنا لأحبةٍ رحلوا ،
وما أقسى الرحيلْ .
ماذا نقول لمثلكم ؟
ولكم عجائبكم ، وليس لكم مثيلْ .
إلاَّ الدعاءَ ،
وحسبنا الله الذي هو دائماً ،
نعم الوكيلْ .
__________________
أفضل مدافع عن الحق هو الحقيقة .
|