عرض مشاركة مفردة
  #68  
قديم 02-02-2006, 02:44 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الرجل العملاق من 1 ــــ 4 للشيخ حسين بن محمود حفظه الله

6- وهناك جماعات أخرى صغيرة من التتر وغيرهم ممن يسكنون شمال البلاد وجنوبها وشرقها متفرقين في مجموعات صغيرة على الحدود الأفغانية ، وتكاد نسبتهم لا تذكر ..

تعاقب على حكم أفغانستان عبر التاريخ دول وإمبراطوريات قوية احتلت تلك المنطقة من العالم فأصبحت جزء منها ، ومن الإمبراطوريات والدول المعروفة على مر التاريخ :

1- الحكم الإخميني : واصلهم من بلاد فارس .
2- الإسكندر المقدوني : الذي انتصر على الإخمينيين .
3- الإمبراطورية الكوشانية : وقد حكمت بلاد الأفغان في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد .
4- الحكم الساساني : الفارسي المجوسي .
5- الفتح الإسلامي : بدايته على يد الأحنف بن قيس التميمي سنة (22) للهجرة . وتعاقب على أفغانستان الكثير من الدويلات والإمارات في العهد الإسلامي ، فمنها : الدولة الطاهرية ، والدولة الصُّفّارية ، والدولة السَّامانية ، والدولة الغزنويّة ، والدولة الغورية ، والدولة السّلجوقية ، والدولة الخوارزمية ، والدولة المغولية ، ودولة الأوزبك ، والدولة الصفويّة الرافضية ..
6- أفغانستان الحديثة : تأسست على يد أحمد شاه الأبدالي (ولقب بأحمد شاه الكبير ، وأحمد شاه بابا) ، وهو من قندهار .
7- الحكم الشيوعي : وهؤلاء كانوا مدعومين من قبل السوفييت دخلوا أفغانستان بزعم طلب حاكم أفغانستان الشيوعي منهم ذلك.
8- حكم أمراء الجهاد : الذين حرروا أفغانستان من السوفييت.
9- الإمارة الإسلامية : أو ما عرف بـ "حكومة طالبان" .
10- الحكم الأمريكي : نسأل الله أن يحرر أرض الأفغان الأبية من أيدي الصليبيين والمنافقين .

إن أفغانستان الحديثة هي جزء مما عرف في التاريخ الإسلامي ببلاد خراسان التي فتحها التابعي الجليل "الأحنف بن قيس التميمي" - سيد بني تميم ، ومن سادات المسلمين - دخلها سنة (22) للهجرة في خلافة عمر رضي الله عنه ، وفتح أول ما فتح مدينة "هراة" المحاذية للحدود الإيرانية (والتي يحكمها الآن "إسماعيل خان" الطاجيكي الرافضي) .. كان لخراسان تأثير كبير في التاريخ الإسلامي فمنها خرجت الرايات الخراسانية التي استقرت في العراق لتؤسس دولة الخلافة العباسية ، ومنها الكثير من القادة الكبار والعلماء الأفذاذ (انظر البداية والنهاية لابن كثير) ..

وبلاد الأفغان معروفة منذ القدم بمشاكلها الداخلية لاختلاف الأعراق والمذاهب فيها وقوة رجالها وأنفتهم وتعصبهم ، ولا تستقر هذه البلاد إلا بوجود حكومة مركزية قوية تُحكّم شرع الله .. وقد ذكر ابن بطوطة أفغانستان في رحلته فقال "يكثر فيها القتل وقطع الطريق" ، وقد تعرض هو بذاته للسرقة فأُخذت أمواله وسُلبت ملابسه !! ..

لقد استعصت هذه البلاد على الغزاة من الخارج طوال تاريخها لطبيعتها الجبلية المنيعة حيث تتخللها سلسلة جبلية تشكل معظم أراضيها ، وهي :

1. جبال هندوكش : وهي أبرز مظهر في تضاريس أفغانستان وتلي جبال الهيمالايا في الارتفاع ، وهي بصورة عامة منطقة موحشة إلّا من بعض القرى الجبلية التي يقطنها بعض الرعاة .

2. جبال سليمان : وهي جبال عظيمة الارتفاع وتمتد من هضبة بامير وتتجه جنوبا في سلاسل متقاربة تحتضن بينها أودية عميقة ، وهذه الجبال هي الدرع الواقي والحصن المنيع لأفغانستان عند حدودها الشرقية .
3. هضبة بامير : وهي أعلى هضاب في العالم وأشدها وعورة وأشقها مرتقى ، وتسمى عادة "سقف العالم" .
4. ومن الجبال الأخرى المعروفة في أفغانستان جبال تبريز وجبال تودغر وجبال سين غر .

وهذه الجبال هي التي يتحصن فيها المجاهدون الأفغان والمهاجرون اليوم في حربهم ضد النصارى الكفار الأمريكان ، نسأل الله للمجاهدين النصر والتمكين ..

لم تمتنع أفغانستان من الغزاة بجبالها فقط ، بل امتنعت بصلابة أهلها وقوة شكيمتهم ، فالشعب الأفغاني شعب قوي شديد متمرس على القتال ، وقد وصفهم بعض المؤرخون فقال بأن لهم : وجوهاً من الصخر ، وقلوب أسود ، وعيون صقور ، وسيقان فهود !!
لقد كان البريطانيون يطلقون على الأفغاني لقب "التيس الجبلي" وذلك لإستحالة ترويضه ، وكانت هناك كلمة شائعة في الإمبراطورية البريطانية ، حيث كانوا يقولون : "لقد استطعنا أن نخضع جميع العالم لسطوتنا إلا البدوي في صحراء جزيرة العرب والتيس الجبلي في أفغانستان" !!

لقد كانت أفغانستان مرتعاً للفتن والقلاقل على مر العصور ، ولعل الجهل المتفشي بين العوام مع ما في طبيعتهم من عناد وأنفة بالإضافة إلى تسلحهم الذي يعد من الأعراف المحترمة بينهم ساعد على تكوين هذا الجو المشحون بالتصادم والتناحر ، ولكن الأمر الأهم الذي أوجد مثل هذه الإضطرابات في هذه البلاد هو وجود أقليات طائفية وعرقية متعصبة لمذاهبها الدينية ، فمن هذه المذاهب :

1- المذهب السني (الحنفي) : ويدين به أغلب سكان أفغانستان ، فغالبية البشتون ومعظم الطاجيك والأوزبك وبعض الهزارة من أهل السنة الأحناف ..
2- المذهب الرافضي الجعفري : وهم أكثر قبائل الهزارة والقزلباش وكثير من الطاجيك ، وعلى رأس رافضة الطاجيك اليوم "إسماعيل خان" حاكم هراة .
3- المذهب الإسماعيلي : ومركزهم بغلان وبدخشان ، ولهم نشاط كبير وخطير لتقويض دعائم حياة المجتمع الأفغاني المسلم .
4- الشيوعية : بدأت الشيوعية في أفغانستان في عهد الملك "أمان الله خان" الذي حكم بين (1919- 1928م) ، والشيوعيون أخلاط من شتى القبائل وعقيدتهم في اضمحلال بعد هزيمة السوفييت على أيدي المجاهدين ، ولله الحمد.
5- العلمانية : وهم خليط من العرقيات الأفغانية ، تأثروا بالغرب الكافر وبمدنيته فسقطوا فيما سقط فيه إخوانهم المرتدين في سائر بلاد المسلمين ..
6- الصوفية : تغلب على أكثر سكان أفغانستان المسحة الصوفية لإنتشار الجهل بين عامة الشعب ، وهناك الكثير من غلاة المتصوفة في هذه البلاد.
7- وهناك طائفة يهودية قليلة العدد جداً منبوذة لا تأثير لها على مجريات الأحداث (ولعلها اندثرت).

وهنا يتبين لنا بطلان التعميم الذي يطلقه كثير من الناس على الشعب الأفغاني : فكثير من العوام لا يدركون هذه الخلفية العقدية لبلاد الأفغان ، وعندما يقوم بعض الأفغان بممارسات خارجة عن الشريعة الإسلامية يُطلق هؤلاء الحكم على سائر الأفغان فيرمونهم بالبعد عن الدين وبالكفر والشرك وما إلى ذلك ، وقد استغل أعداء الإسلام - من الكفار والمنافقين - هذا الجهل وأخذوا يخلطون على الناس بهذا التعميم لينفروا المسلمين من إخوانهم في الدين في أفغانستان !!

لا أعرف فترة رخاء أو استقرار مرت في تاريخ أفغانستان القديم أو الحديث إلا في ظل حكم إسلامي قوي يردع الظالم ويأخذ بيد المظلوم ويحكم البلاد بحكم شرعي مدعوم بيد من حديد : كما كان في عهد الإمارة الإسلامية .. وكم هي خاطئة العبارة التي يتداولها الكثير من الكتاب بأن "أفغانستان بلد أنهكتها الحروب على مر (20) عاماً " !! فالحقيقة أن أفغانستان لم تتوقف فيها الحروب منذ قرون كثيرة إلا لفترات إستثنائية قصيرة ، وأهلها قد ألفوا هذه الحروب وعدوها جزء من حياتهم ..
__________________