عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 15-06-2004, 05:40 AM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الأخ الكريم ( الهـــــاديء ) :
إقتباس:
أحياناً يخطئ الإنسان و أنا أخطئت بأني ظننت أنه قد يكون هناك تقارب فى يوم من الأيام بين السنة و الشيعة فيا اخي هذا التقارب محكوم عليه بالإعدام فالخلافات بين السنة و الشيعة ليست خلافات مذهبية كالتي بين أهل السنه بعضهم البعض ولكنها خلافات عقائديه لا يمكن تجاهلها ....
حقيقة أستغرب صدور هذا القول ، من قلم كنت أظنه أكثر تعقلا ، وترفعا عن الخوض في الوحل الطائفي الكريه !
ولكن يبدو ، مع الأسف الشديد ، أنّ عدوى الطائفيين والتكفيريين ومفرّقي صفوف المسلمين ، في هذا المنتدى وغيره .. قد انتقلت اليه ، فصار مريضا مثلهم ، يتكلم بنفس اللغة المقيتة ، التي يسددون بها الى الجسد الأسلامي الواهن ، المزيد من الطعنات الموجعة والخبيثة .

اذا كان اليهود والنصارى بحكم الطائفة الواحدة ،
لأن التوراة تعترف بعيسى ، والأنجيل يعترف بموسى ..
فبالاولى أن تكون السنة والشيعة طائفة واحدة ، حقيقة وواقعا !
لأن كتابهم واحد .. وهو القرآن الكريم ، لا قرآنان !
ونبيهم واحد ، هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، لا محمدان !.
فكيف لا يكون هناك تقارب بين السنة والشيعة ؟
وكيف كفر بعض الفريقين أخوانهم في الدين ؟!!

لو نظرنا الى هذه الآية الكريمة : (( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب )) ، بالمعنى الذي بيناه ، واتفق عليه جميع المفسرين .. ثم قسنا من يرمي بالكفر أخاه المسلم .. لكان أسوا حالا ألف مرة من اليهود والنصارى !! .

لقد كفّر اليهود النصارى ..
وكفّر النصارى اليهود ..
وهم يتلون الكتاب ، أي التوراة والانجيل ، فكيف بالمسلم يكفر أخاه المسلم ، وهو يتلو القران ؟!!

فليتق الله الذين يلوون السنتهم بالكتاب ، وقلوبهم عمي عن معانيه ومراميه !
وها هنا تسكب العبرات ، بما جناه التعصب في الدين على غالب المسلمين من الترامي بالكفر أو الشرك ..
لا بسنة ولا بقرآن ..
ولا لبيان من الله ولا لبرهان ..
بل لما غلت مراجل العصبية في الدين ،
تمكّن الشيطان من تفريق كلمة المسلمين .
مع أنّ الله تعالى أمر بالجماعة والائتلاف ..
ونهى عن الفرقة والاختلاف ..
فقال تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) .
وقال عزّ من قائل : (( ان الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء )) .

ان قضية التقارب بين المذاهب وتوحيد المسلمين ..
أيها الأخ ( الهاديء ) ..
هي مسألة انقاذ المسلمين من التخلف ، والتناحر والفرقة ، الذي يجعلهم يركّزون على مواقع الخلاف ، ولا يركزون على مواقع اللقاء .

كما أن المشكلة الآن هي ، أننا لو عشنا في الواقع الأسلامي على المستوى الثقافي ..
فأننا نجد للأسف ، أن هناك في الواقع المعاصر من السنة ..
من ليس مستعدا أن يتقبل حقيقة أن الشيعة مسلمون !.
وهناك في واقع الشيعة أيضا يوجد للأسف ..
من ليس يتقبل أن السنة مسلمون !.

لأن هناك عقدة في النظر الى الآخر المسلم ..
فنحن يا أخي الكريم نسينا الأسلام ، وجمدناه في وعينا للطائفية العشائرية ..
أي أن هناك عشيرة السنة ، وهناك عشيرة الشيعة !!

علينا أن نعرف اننا نلتقي على الكثير من المشتركات ،
لنتوحد على ما نلتقي عليه ..
ولنتحاور بالتي هي أحسن ..
ولنرد الى الله والرسول ما اختلفنا فيه .
والا فالعصبية التي يتذرع البعض بها ليست دينا !!.

وبعيدا عن كل الذي تفضلت بذكره ..
لماذا نسمح ، يا عزيزي ، للأعداء ، ولذوي النفوس المريضة والنزعات الخبيثة ، أن يلعبوا على المسائل الخلافية ..
ويستغلوها لأثارة النزاعات والأحقاد ، وخرق صفوفنا وشرذمتنا ؟

ثم يأتي من يعلق وحدة هذه الأمة أو التقارب بين مذاهبها على مستحيل !
فيقول على هذا الفريق ، أن يترك قناعاته وعقائده لصالح وحدة الأمة !!
بينما الأمة الأسلامية تعيش الويلات ، وتتجرع الغصص من أعداء حقيقيين ..
لا يقرون بمسلمات هذه الطائفة أو تلك ..
ولا يؤمنون بشيء من معتقدات هذا الفريق أو ذاك ..
ولا يهمهم الا مصالحهم الشخصية ومآربهم الذاتية !.

ان قضية توحيد المسلمين ، لا شك في قدسيتها .
ولا شك بأنها من أهم الأهداف التي يجب علينا أن نسعى لتحقيقها .

نحن نريد لأمتنا الأسلامية ، أن تتوحد على أرض صلبة .
نريد لها ، أن تتوحد على أساس متين لا تؤثر فيه العواصف ، ولا تهزه الزلازل .
نريد للأمة الأسلامية أن تتوحد على أساس ( المشتركات ) ،
التي لا يشك أحد أنها عين الحقيقة ، وهي كثيرة جدا جدا :
أليس الأسلام هو دين الشيعة مثلما هو دين السنة أيضا ؟
أليس القرآن الكريم كتابهم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟
أليس سيد النبيين وخاتم المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم .. نبيهم الذي لا ينطق عن الهوى ، وان فعله وتقديره ، سنتهم ؟
ألا يصلون ؟
ألا يؤدون الفرائض الخمس اليومية ؟
ألا يصومون شهر رمضان المبارك ؟
ألا يؤدون الزكاة ؟
ألا يحجون بيت الله الحرام ؟
أليس الحلال عند الشيعة ، ما أحله الله ورسوله ..
والحرام عندهم ، ما حرمه الله ورسوله ؟
ألا يحتج الشيعة أثناء الحوار والتنازع معهم ، بالأدلة الشرعية من كتاب أو سنة أو اجماع أو عقل ؟
ألا .. ألا ... ألا .. ألا ....... وغيرها كثير .. كثير جدا !!
ألا يمكن أن تكون هذه الأصول الكثيرة والمشتركات ..
قاعدة لتوحيد الأمة الأسلامية ، ودفعها لبناء كيان واحد قوي يحقق عزتها وشرفها ، ويحررها من من القيود التي فرضتها دول الضلال وسلاطين الجور ؟؟؟


تحياتي
مع خالص المحبة والتقدير .

__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )


(( لولا أني عرفت حقيقة الإسلام العظيم .. الإسلام الرحيم .. الإسلام الحكيم .. الإسلام الإنساني .. لكفرت بإسلام لا يعرف إلا القتل .. ولكرهت هذا الإسلام أيما كره ، ولحقدت على أهله أيما حقد ، ولحاربته حربا لا هوادة فيها . ))