[البكري]

السلام عليكم

ظهر (علم الكلام) -وبعضهم سماه علم التوحيد- رداً على أقوال الفلاسفة -اليونان والفرس والهنود- بعد حركة الترجمة التي ابتدأت نواتها أواخر العصر الأموي ونضجت في العصر الذهبي العباسي وبالتحديد عصر الرشيد والمأمون.

فقد تأثر بعض علماء المسلمين بأقوال فلاسفة اليونان، وكانت الجزية -في بعض الأحيان- تفرض على الروم مخطوطات الفلاسفة السابقين من الإغريق.

وظهر -بسبب هذه الترجمات- مصطلحات جديدة لم تكن معروفة من قبل، وفي جملتها ألفاظ ومصطلحات وكلمات في صفات الله تعالى وأسمائه، وجلها يهدف تنزيهه سبحانه عما يصفه به الواصفون.

ومنهج أهل السنة والجماعة أن نصف الله تعالى بما وصف به نفسه.
وأن نثبت له ما أثبته في الكتاب والسنة.
وأن نتجنب الخوض فيما لا علم لنا به من عالم الغيب إلا ماكان محكماً في الكتاب صحيحاً صريحاً من السنة، فلا يجتهد المسلم في تصور الله ولا ذاته ولا حياة البرزخ ولا الجنة ونعيمها ولا النار وأهوالها، وسواها من أمور الغيب.

وعندما أجمع المراقبون في (الخيمة الإسلامية) على تجنب الخوض في الأسماء والصفات لم يقصدوا -لا من قريب ولا من بعيد- تحريم شيء من عندهم، ولا تحليل شيء برأيهم، ولا الحجر على المشاركين وإنما أرادوا تجنب ساحة من ساحات الجدال ملأت (الخيمة الإسلامية) سابقاً بما أدى إلى إيقافها بعدما شحنت النفوس وفرقت الجماعة وبات البعض لاهم له سوى الترصد لما يقوله مخالفوه ثم فتح نيران التجهيل والاستهزاء وأحياناً التكفير على من يخالفه في فهم أو قول.

وما زالت سياستنا في هذا الموضوع قائمة.
ونزولاً عندها سيتم حذف أي كلام في هذا الاتجاه.