[ابن حوران]

لم أسمع يا أختي في تاريخ الحكومات الإسلامية المتتالية ، لا في العهد الأموي ولا في العهد العباسي و لا في كل العهود التي تلت ذلك ، انتهاء الى العهد العثماني ، أن منع الشيعة من الحج الى بيت الله ، بداعي أنهم غير مسلمين .

ولم أدرب نفسي يوما على نعتهم بأي صفة تدلل على التقليل من شأن دينهم ، وحتى عند كبار علماء المسلمين ، قد منعوا من تكفير أي طائفة ، وهذا الشأن لا أحب التعمق فيه لأكثر من سبب ، أهمها أنني لا أزعم بقدرتي على المطاولة في بحث المسائل الفقهية ، رغم ثقافتي الكافية في هذا الشأن والتي تمنعني من الخوض بموضوع الطائفية ..

لقد دارت حرب ثمان سنوات ، بين العراق وإيران ، وكانت معظم معاركها قد حدثت في الجنوب ، حيث الكثرة من أبناء الطائفة الشيعية ، ولو افترضنا تغليب الحالة الطائفية على الحالة الوطنية ، لانحاز سكان جنوب العراق الى جانب إيران ولما كان مسار الحرب كما كان .. ونحن نعلم كم كان قادة عشائر تلك المناطق يكررون أنهم حراس العروبة من الفرس المجوس ..

ونحن نعلم أن تشييع الكثير من السكان قد تم على أنقاض الدولة ( المشعشعية) والتي كانت عاصمتها (الحويزة ) . التي هاجمها القائد الفارسي ( كريم الزند ) .. ونعلم ، من هم الشيعة الذين يغالون في إثارة الفتن ، إنهم أولئك الذين يربضون بإيران ويخططون لإحياء أمجاد ( ساسان ) ..

ونعلم أيضا كم يسرهم أن تخرج أصوات متشددة من العرب السنة في المس من الطائفة الشيعية ، ليجدوا مبررا لإبقاء أجواء الفتنة قائمة ..

ف الله .. الله بأمتنا .. ودعونا نتفكر فيما يقال وفيما يحاك ..

واقبلي احترامي