عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-06-2006, 03:19 PM
الطاوس الطاوس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,090
إفتراضي أهل السنة وسط بين غلو الرافضة وتقصير الخوارج

عند شرح الشيخ محمد خليل هراس - رحمه الله تعالى - لكتاب شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى -" العقيدة الواسطية " (1) - ص 121 / 122 - قال في : قولـه: "وفي أصحاب رسول الله…" إلخ.


المعروف أن الرافضة ـ قبَّحهم الله ـ يسبون الصحابة رضي الله عنهم، ويلعنونهم، وربما كفَّروهم أو كفَّروا بعضهم، والغالبية منهم ـ مع سبهم لكثير من الصحابة والخلفاء ـ يغلون في عليٍّ وأولاده، ويعتقدون فيهم الإلهية.


وقد ظهر هؤلاء في حياة عليٍّ رضي الله عنه بزعامة عبد الله بن سبأ الذي كان يهوديًّا وأسلم وأراد أن يكيد للإسلام وأهله؛ كما كاد اليهود من قبل للنصرانية وأفسدوها على أهلها، وقد حرَّقهم علي بالنار لإطفاء فتنتهم، وروي عنه في ذلك قولـه:


لَمَّا رَأَيْتُ الأَمْرَ أَمْرًا مُنْكَرًا *** أَجَّجْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قَنْبَرًا


وأما الخوارج؛ فقد قابلوا هؤلاء الروافض، فكفَّروا عليًّا ومعاوية ومَن معهما من الصحابة، وقاتلوهم واستحلُّوا دماءهم وأموالهم.


وأما أهل السنة والجماعة؛ فكانوا وسطًا بين غلوِّ هؤلاء وتقصير أولئك، وهداهم الله إلى الاعتراف بفضل أصحاب نبيِّهم، وأنهم أكمل هذه الأمة إيمانًا وإسلامًا وعلمًا وحكمةً، ولكنهم لم يغلوا فيهم، ولم يعتقدوا عصمتهم؛ بل قاموا بحقوقهم، وأحبُّوهم لعظيم سابقتهم وحسن بلائهم في نصرة الإسلام وجهادهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.ا.هـ


قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - في أحد رسائله بعنوان " الخوارج ليسوا من أنصار علي " (2) وهذا جزء منها في ما يهم المقال .


" .... الخوارج ليسوا أنصار علي ، بل هم خصماؤه ، وقد قاتلهم وقتل منهم جما غفيرا ، وقد كفروه واستحلوا دمه رضي الله عنه حتى قتله ابن ملجم وهو منهم . والخوارج طائفة خبيثة يكفرون المسلم بالمعصية ، ويرون خلود العصاة من المسلمين في النار وأنهم لا يخرجون منها كالكفار ، وقد حذر منهم صلى الله عليه وسلم وأخبر أنهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية .."ا.هـ


1) بتحقيق العلامة عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله تعالى -

2) صدر من مكتب سماحته في 19 / 2 / 1411 هـ برقم 516/1 وموجودة على مجموع فتاوى ومقالات الجزء السادس .
__________________
وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى عن قتال الولاة الظلمةابن تيمية
واعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمن تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون، أفّاكون، آثمون. الإمام الاوزاعي
ومن كان محسنًا للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم، عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم، ويظهر لهم الإنكار، وإلا أُلْحق بهم، وجُعل منهم. ابن تيمية