عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 04-01-2006, 05:39 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

و من يحمد الدنيا لعيش يسره * فسوف لعمري عن قليل يلومها
إذا أدبرت كانت على مرء حسرة * وإن أقبلت كانت كثيرا همومها
الصلاة والسلام على رسول الله محمد ابن عبد الله و على آله وصحبه ومن والاه أمابعد:
محن الدنيا و مسراتها، قال بعض الحكماء في الدنيا:|" كانت الدنيا و لم أكن فيها, وتذهب الدنيا ولم أكن فيها, فلا أسكن إليها, فإن عيشها نكد, وصفوها كدر, وأهلها منها على وجل, إما بنعمة زائلة أو بلية نازلة, أو منية قاضية." ومن محن هذه الدنيا أنني كتبت موضوعا جميلا عنها لكن ولسوء الحظ إنقطع تيار الكهرباء فذهب عملي سدا وقد كنت انوى المشاركة بموضوع جميل، لكن قدر الله ماشاء فعل. ومع ذلك سأتكلم عن الموضوع بصورة وجيزة فقط كي لا تفوتني المشاركة في هذه المسابقة.
الدنيا، منذ أن خلق الله الإنسان وأنزله في الأرض و هو يعاني المحن بداية بأبينا آدم عليه الصلاة والسلام الذي أنزل من الجنة الى الأرض و رأى أحد أبناءه يقتل الثاني، مرورا بنوح و ابراهيم ولوط و ... و ... و ... إلى أن نصل الى أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي عانى الأمرين لنشر الرسالة المحمدية. أنبياء الله تعالى كلهم أشرف الخلق جميعا جاوزو المحن لهداية الناس، النية طيبة و المسار مليء بالأشواك ، ساروا عليه لا يخافون لومة لائم، ساروا عليه والله من فوقهم يمدهم بالقوة والعزم و الصبر.
و بالمقابل كان هنالك أشراف و أولي الطول منهم الذين كانوا ينعمون بالخير و المسرات، زينت لهم الدنيا أفعالهم، أغرتهم بجمالها الفتان، جذبتهم بحبل سحرها، تكبروا وتعالو على الله تعالى، فمنهم من كفر ومنهم من آمن وتكبر، و منهم من طغى وتجبر ليقول أنا ربكم الأكبر، ومنهم من دعى لله ولدا، ومنهم من قال يد الله مغلولة وقال إن الله فقير ونحن الأغنياء-غلت أيديهم ولعنوا-.
ولكن في الأخير إنقلب الصالحون الى جانات نعيم جنات حق وليست زخرفة في هذه الدنيا تخدع بها العين، و إنقلب المتكبرون المتجبرون الى نار جحيم وما يغني عنهم يومئذ مال ولا بنين. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَامَثَلُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ؛ إِلاَّ مَثَلُ مَا يَجْعَل أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ. فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجَعُ(.
فمحن الدنيا ومسراتها على سواء، هما امتحان من الله تعالى لنا فمنا الصابرون ومنا الشاكرون ومنا دون ذلك
و عند الامتحان يكرم المرء أو يهان
فلا تقنط من محنة ولا تفرح بمسرة فكلاهما ابتلاء وليس لغير الله رجاء
و اختم بقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه
************************************************** *****
‏لا دارَ للمرءِ بعدَ الموت يسكنُها * إِلا التي كانَ قبلَ الموتِ يبنيها
إِن بناها بخيرٍ طابَ مسكنها * وإِن بناها بشرٍ خابَ بانيها
لكلِّ نفسٍ وإِن كانت على وجلٍ * من المنيةِ آمالٌ تقويها
فالمرءُ يبسُطها والدهرُ يقبضُها * والنفسُ تنشرُها والموتُ يَطْويها
************************************************** *****





__________________


قال الله تعالى في كتابه العزيز ...
:" لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازه من العذاب ولهم عذاب اليم " ...
ال عمران (آية:188)

مشكلتنا أننا ...
نحب أن نعيش عيشة الغرب و نموت ميتة الصحابة