عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 25-04-2002, 04:33 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

وإن إعداد العدة في هذا المقام طريق ذو ثلاث شعب:

الشعبة الأولى: شعبة الإيمان والاعتقاد الصحيح، وخلاصته التأكيد المستمر والإلحاح الدائم على أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية خالصة، وتخليصها - على الأقل في حس المؤمنين بالله واليوم الآخر - من الأقنعة العلمانية، والنزعات العرقية أو الإقليمية، وذلك يقتضي ما يلي:

- تجديد الإيمان واستفاضة البلاغ بأن النصر من عند الله وحده، وأنه لا يستحقه إلا المؤمنون حقا. قال تعالى { وما النصر إلا من عند الله } ( الأنفال: 10 ) وقال تعالى { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم } ( محمد: 7 ) وقال تعالى { وكان حقا علينا نصر المؤمنين}

- تجديد الإيمان واستفاضة البلاغ بأن هذه الأمة منصورة ومرحومة، وأن العاقبة لها بإذن الله، وأنه لا تزال طائفة منها قائمة على أمر الله لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله ، وأنها قد مرت عبر التاريخ بأطوار من الضعف والانحطاط أكثر بشاعة مما تمر به هذه الأيام، وأنها قد خرجت من كل ذلك، واستعادت عافيتها، واستأنفت مسيرتها، وحملت رسالة ربها إلى العالمين، وأن نذكر أنفسنا دائما بسنة الله الثابتة في إهلاك الطغاة والمستكبرين، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ، { ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد } الفجر: 6-9

- تجديد الإيمان واستفاضة البلاغ بأن أول الطريق إلى النصر على الأعداء هو الانتصار على النفس في معركة الشهوات والشبهات، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، وأن ذنوب الأمة أخوف عليها من عدوها، وأن تقوى الله من أعظم الخطة في الحرب، ومن أقوى المكيدة على العدو، وأن كل خطيئة ترتكب في أرض الإسلام فهي حبل من الناس يمد به العدو بمزيد من القوة ، وقذيفة مدمرة تقدم إليه، وتضاف إلى رصيده من العتاد غنيمة باردة بلا ثمن ليبطش بها كما شاء !

- تجديد الإيمان واستفاضة البلاغ بأن العلمانية والإيمان نقيضان، وأن اللبوس العلماني الذي نسجه المبطلون للقضية الفلسطينية كان أحد أسباب الخيبة الماضية، وأن الإصرار عليه إصرار على السير في طريق الخيبة والبوار!

- تجديد الإيمان واستفاضة البلاغ بأن قضية فلسطين هي قضية إسلامية خالصة، قضية الأقصى، وأرض الإسراء والمعراج، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأن الدفاع عن مقدسات المسلمين من آكد فروض الأعيان، وأن الجهاد يتعين في المقام الأول على أهلها، وعلى بقية الأمة إقدارهم على ذلك وإنهاضهم له وإعانتهم عليه، فإن عجز أهلها لقلة عددهم أو عتادهم، ولم يقووا على خصومهم، امتد تعيين الجهاد إلى الذين يلونهم من المؤمنين، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وهكذا في دوائر تتسع تدريجيا إلى أن يعم الوجوب العيني للجهاد أرض الإسلام قاطبة.

- التعرف الدقيق على نفسية بني إسرائيل، والقراءة الواعية لتاريخهم وسيرهم مع أنبيائهم من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وكيف نقضوا مواثيقهم وقتلوا أنبياءهم وسبوا خالقهم مسبة لم يسبها له أحد من العالمين، وكيف أورثهم هذا كله قسوة في القلوب وغلظة في الرقبة، وذلة ضربت عليهم أينما ثقفوا، ولعنة تتابع عليهم أبناء وأحفادا ! فإن التعرف على العدو جزء لا يتجزأ من الإعداد للمواجهة وحسن التخطيط لها. قال تعالى { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية } ( المائدة : 13 ) وقال تعالى { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } ( المائدة : 78-79 ) وقال تعالى { ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} ( أل عمران : 112 )

- الاهتمام البالغ بتزكية الأنفس، وتربية الناشئة على الإيمان والجهاد، وحمايتهم من غوائل التغريب والعلمنة، فإن المعركة طويلة المدى، وقد لا تحسم على يد هذا الجيل، فيجب إعداد العدة لمثل هذا الامتداد على مستوى الزمان كما نعد له على مستوى المكان!

- حسم الجدل الدائر حول بعض القضايا الرئيسة المتعلقة بمشروع المواجهة، من ذلك على سبيل المثال:

- مدى مشروعية العمليات الاستشهادية التي جمعت قلوب السواد الأعظم من الأمة حول القضية الفلسطينية، وأججت جذوة الجهاد في ضمائرها، مع عدم إغفال جانب الجدوى والتوقيت ، فإن إقرار مبدأ الجهاد لا يعنى بالضرورة سلامة توقيته ودقة حساباته في كل مرة، فينبغي أن لا يحملنا الحماس المتأجج للعمليات الاستشهادية على إغفال هذا الجانب العملي الذي يتوقف عليه تحقيق هذه الأعمال لمقصودها أو إخفاقها في ذلك، فالعمليات الاستشهادية فرع من العمليات القتالية العامة وصورة من صورها، فينبغي أن تدور في فلكها وأن تنبثق من مشكاتها.

- مدى مشروعية الاستمرار في العمليات الجهادية وإن حجبتها عن الشرعية بعض القيادات العلمانية، وذلك عندما تلتزم نظم المنطقة كلها بوثيقة سلام، وتوقع عليها في مؤتمر دولي أو غير دولي، ولا يخفى أن الجهاد هو الخيار الاستراتيجي لهذه الأمة، قبل به من قبل ، وأفك عنه من أفك!

- مدى صحة أو بطلان مشروعات الاستسلام والتخاذل التي تتم تحت وطأة الحصار، والتي تسلم إلى الأبد جزءا من بلاد الإسلام إلى المعتدين الغاصبين، والتي يتولى كبرها قيادات لا تنتمي إلى جماعة المسلمين، لخروجها على كثير من المعلوم بالضرورة من الدين! وما مدى شرعية القيادات العلمانية التي تكفر بمرجعية الشريعة في علاقة الدين بالدولة، وفي علاقة الدين بالحياة، ومدى أهليتها لتمثيل الأمة فيما يجري في الساحة الآن من عقود وعهود، ومدى قيام أو سقوط واجب الطاعة بالنسبة لها.

- الاتفاق على مرجعية شرعية يحتكم إليها في النوازل المتعلقة بهذه القضية، ولتتمثل مرحليا في بعض الرموز التي عرفت في الأمة بالكفاية والديانة، بحيث تمثل في مواقعها المرجعيات المعتبرة للإفتاء في مثل هذه النوازل، فسوف يكثر الأدعياء والملقنون، وسوف يكثر الغافلون والمغيبون، ويبقى الحق بعيدا عن دعاوى الملقنين وغفلة المغيبين. ولكن وجه الأرض لن يخلو من قائم لله بحجة.
الرد مع إقتباس