جحا و الفيل..وما بقي من "السوق"..
في زمان غير هذا الزمان..
و بلادٍ غير هذي البلاد..
و لأناسٍ غير هؤلاء..
كان جحا يمشي في "السوق" عندما شاهد فجأةً فيلاً كبيراً يعيث في "السوق" دماراً و تحطيماً فلا يُبقي محلاً ولا دكاناً ولا تجارة. و كاد الفيل أن "يفعص" جحا لولا أن الله "حفظه و رعاه".
سأل جحا أحد "جيرانه": لمن هذا الفيل؟؟ و لماذا لا تمنعوه ؟؟ أو لا تقتلوه؟؟
أجابه أحد جيرانه الذي دمر الفيل "دكّانه": إن هذا فيل "السلطان"..لا نستطيع منعه أو قتله و إلا قتلنا "السلطان".
و مرت أيام..
و لم يسلم دكان في السوق ولا تجارة ولا حتى الأطفال..!!!
الفيل يدمر كل شئٍ في طريقه..
و بعد تفكير طويل، قرر جحا أن يجمع ثُلّةً من "التجار" و يذهب بهم إلى "السلطان" ليطلبوا منه منع الفيل من التجوال في "السوق" كما يشاء و يقتل من يشاء و يخرب ما يشاء.
فجمعهم و صاروا يسيرون إلى قصر "السلطان"، و كلما وصلوا منعطفاً أو منحدراً هرب بعض "التجار" و جحا ليس يدري بهروبهم، حتى إذا ما وصل الوفد إلى قصر "السلطان" وصل جحا وحده..!!!!
و عند دخوله على "السلطان"..
قال جحا: يا حضرة السلطان إن "الفيل" الذي أطلقت في السوق..
و استدار للوراء فلم يجد أحداً..!!!
فأكمل جحا: يشعر بالوحدة فهلا أرسلت له فيلةً تسليه و تؤنسهُ في وحدته؟؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
__________________
أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ
|