عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 23-09-2004, 03:57 AM
بالعقل...بهدوء بالعقل...بهدوء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: قرطبة
المشاركات: 131
إفتراضي

الذي هو في موقع المسؤولية يختلف في رؤيته عن الذي لم يوضع قط في هذا الموقع ويسهل عليه إبداء الرأي والفتوى في مسائل قد ينتج من ورائها خراب البلاد والعباد.
أنا أيضاً لا تعجبني سياسة الحكومة السعودية التي سبقت حرب الخليج وأعتقد أنه منذ وفاة الملك فيصل رحمه الله لم يأت خلف له من مستواه وبمواهبه(ولعل مقتله لم يكن صدفة وإنما للأمريكان يد فيه أو للصهاينة والله أعلم).
نعم كانت سياسات قصيرة النظر ولكن الحكومة السعودية في السنوات الأخيرة بدأت تتعلم من التجارب ولكنها تعاني من هذه التركة الثقيلة للعلاقة الإجبارية مع عقول متحجرة فقدت كل علاقة مع الواقع ولا رؤية لها للعالم وما يجري فيه. والكاتب لهذا الموضوع هو نتاج لهذه العقلية.
الأمير عبد الله يرى أن التنوع المذهبي يجب استيعابه وهذه رؤية سياسية حكيمة، ولعمري إن الجواب الذي أتى به المحترم maskfree يعكس العقلية المذكورة وهي التي تحب دوماً أن تنسب نفسها للرسول عليه الصلاة والسلام وللسلف الصالح والشبة بعيد والاقتداء غير موجود!
حين كنت في جامعات الغرب رأيت أساتذتي بين بعضهم ومع طلابهم من الغربيين يعربون عن إعجاب فائق بعبقرية النبي عليه الصلاة والسلام السياسية. وهذا واضح فانظر إليه وهو يتعامل مع المنافقين واليهود، يعرفهم ولكنه لم يترك أصحابه يفتكون بهم لأن السياسة الحكيمة تختلف عن الاعتبارات النظرية المجردة. هذا من جهة ولأن المبدأ الإسلامي يقول"لا إكراه في الدين" ودستوره السلوكي يقول "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك!"
انظر إلى البلاد التي تفجرت من الداخل حين لم تستوعب الاختلافات المذهبية! انظر إلى يوغوسلافيا وانظر إلى لبنان وانظر إلى العراق.
أنت لم تنظر ولكن الأمير نظر! وهو عليه مسؤولية ليست عليك!
الاستيعاب لا يعني الموافقة على المذاهب الأخرى بل يعني التعامل بحكمة مع الواقع الموجود كما تعامل النبي عليه الصلاة والسلام بحكمة مع واقع التنوع في المدينة والعالم!