الموضوع: رثاء الذات
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 31-01-2006, 02:40 PM
الــنــدى والـــمــا الــنــدى والـــمــا غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: قطر
المشاركات: 278
إفتراضي رثاء الذات

قال مالك بن الريب يرثي نفسه ويصف قبره وكان قد خرج مع سعيد إبن عثمان بن عفان

لما ولي خرسان،فلما كان بالطريق أراد أن يلبس خفه فإذا بأفعى في داخل الخف فلسعته

فلما أحس بالموت استلقى على قفاه ثم أنشأ يقول:

دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي...بذي الطبسين فالتفت ورائيا

فما راعني إلا سوابق عبرة...تقنعت منها أن ألام ردائيا

ألم تراني بعت الضلالة بالهدى...وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

فلله دري حين أترك طائعا...بني بأعلى الرقمتين وماليا

ودر كبيري اللذين كلاهما...علي شفيق ناصح لو نهانيا

ودر الظباء السانحات عشية...يخبرن أني هالك من أماميا

تقول ابنتي لما رأت وشك رحلتي...سفارك هذا تاركي لا أبا ليا

ألاليت شعري هل بكت أم مالك...كما كنت لو عالوا نعيك باكيا

على جدث قد جرت الريح فوقه...ترابا كسحق المرنباني هابيا

فيا صاحبي رحلي دنا الموت فاحفرا...برابية إني مقيمٍ لياليا

وخطا بأطراف الأسنة مضجعي... وردا على عيني فضل ردائيا

ولا تحسداني بارك الله فيكما...من الأرض ذات العرض أن توسعاليا

خذاني فجراني ببردي إليكما...وقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

تفقدت من يبكي علي فلم أجد...سوى السيف والرمح الرديني باكيا

وأدهم غربيب يجر لجامه... إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا

وبالرمل لو يعلمن علمي نسوة...بكين وفدين الطبيب المداويا

عجوزي وأختاي اللتان أصيبتا...بموتي وبنت لي تهيج البواكيا

لعمري لئن غالت خرسان هامتي...لقد كنت عن بابي خرسان نائيا

تحمل أصحابي عشاء وغادروا...أخا ثقةٍ في عرضة الدار ثاويا

يقولون لا تبعد وهم يدفنونني...وأين مكان البعد إلا مكانيا
__________________
بحثت عن السعادة طويلاً
فوجدت أن السعادة
مع أحبتي
...
..
.
الرد مع إقتباس