عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 24-05-2006, 04:27 PM
moslim's moslim's غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 167
إفتراضي

(س) هل هذا يعني أن لا يوجد إعلام إسلامي محترف في السعودية؟

(ج) لانستطيع القول بأن هناك إعلاما يمثل التيار الإسلامي. بل هي مجرد محاولات من خلال مجلة هنا, أو موقع إلكتروني وقناة فضائية هناك, وللأسف فإن معظم هذه المحاولات تقليدية ووعظية وتمارس رقابة أمنية ذاتية قاسية على طرحها تجعله باهتا ومحدود الأثر. لكننا يمكن أن نلحظ سيطرة أصحاب التوجهات العلمانية والليبرالية على الصحافة السعودية السائدة. صحيح أن الصحافة الإلكترونية ممثلة في المواقع والمنتديات قد أعطت هامشاً من الحرية للطرح البديل, سيما الإسلامي, ليدلي بدلوه في ظواهر العنف والتطرف والإصلاح الاجتماعي والسياسي, لكننا لا يمكن أن نعتبر هذا الطرح معادلا لطرح الليبراليين في الصحافة, سيما أن بعض ما يكتب في المنتديات مجرد "فش خلق", وليس عملا منظما يقوم عليه مهنيون, وهو الأمر الذي يحتكره الليبراليون إلى حد كبير حتى الآن. ومن الغرائب أن الليبراليين يولولون ويلطمون بسبب ما ينشر في تلك المنتديات, رغم أنه حق طبيعي لمن تعرضوا للإقصاء والتشويه والاتهام.

(س) هل صحيح أن مفاهيم مثل الوطنية تسجل غياباً عن الخطاب الإعلامي السعودي ؟.

(ج) ماالمقصود بالوطنية؟ هل هي تزيين الواقع القائم وتسويقه وتلميعه وتحويل أخطائه إلى منجزات؟ هل هي التطبيل لرجال الأعمال وأصحاب النفوذ؟ هل هي غياب المساءلة التي تكرس دور الصحافة بوصفها سلطة رابعة؟ لاشك أن هذه ليست الوطنية المنشودة. الوطنية تعني فيما تعني تعميق حب الوطن وثقافته وقيمه وكيانه. من هنا يمكنك استقراء الصحافة السعودية ومعرفة اهتمامها بمسألة الوطنية. يجب ألا ننسى أن تعميق الانتماء للوطن ومنظومة قيمه الاجتماعية والسياسية والثقافية هو أحد وظائف الاتصال الجماهيري.

(س) هل ترى أن الإعلام السعودي قريب من هموم المواطن العادي بما يكفي ؟.

(ج) لاتوجد صحافة في الدنيا لاتناقش هموم المواطن العادي, وتحاول الوصول إلى نبض الشارع. ولولا هذا الدور لما ابتاع المواطنون الصحف, ولما شاهدوا التلفزيون. لاشك أن الصحافة السعودية تتحدث عن قضايا كثيرة تهم المواطن, ولكن المشكلة هي نوع هذه القضايا, وطريقة طرحها. خذ مثلا الهجوم على مناهج التعليم الدينية وجمعيات الإغاثة الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية, وهي قضايا تهم المواطنين جميعا. لاشك أن هناك هامشا من الحرية أتاح هذا الهجوم. في المقابل, نجد أن الرأي الآخر المساند لهذه القضايا ضعيف وهامشي ومتوار في الظل.

(س) ما هو الإصلاح الذي يحتاج إليه الإعلام السعودي خلال المراحل القادمة ؟.

(ج) هناك خطوات كبيرة للإصلاح منها مثلا: التنادي إلى ميثاق شرف صحفي يحدد الخطوط العريضة للممارسة الصحافية وتناول الأخبار والتحليلات. ومنها ضخ دماء جديدة في الصحافة. بعض رؤساء التحرير يجب أن يحالوا إلى التقاعد, وأن تتاح الفرصة لدماء شابة وواعدة. في مصر مؤخرا تم تغيير عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية. ومنها الحد من سيطرة وزارة الإعلام فيما يتعلق بالموافقة على اسم رئيس تحرير المطبوعة. ومنها تأسيس نقابة للصحافيين أو إدخال تعديلات جوهرية على جمعية الصحافيين التي شكلت حديثا واسـتأثر بها وبوضع نظامها عدد من أفراد الحرس القديم. ومنها الرقي بالمستوى التحريري والفني للصحافة, وانتقاء الأخبار والقضايا الرصينة والجادة, والاهتمام بالمعلومة, واحترام الرأي الآخر, وترسيخ القناعة لدى القائمين على الصحافة أن صدقية مطبوعاتهم وفضائياتهم ونجاحها مرهون بتعدديتها وموضوعيتها وتخفيف أدلجتها وانحيازها.