عرض مشاركة مفردة
  #39  
قديم 20-08-2007, 03:14 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

مصر في العصور الوسطى (642ـ 1517)م

أولا: العصر السني 642ـ 969م

1ـ عصر الولاة 20ـ254هـ/642ـ 868م

منذ دخول عمرو بن العاص مصر، أصبحت لها ولاية يحكمها وال يُعَيَن من قبل الخليفة. وكانت تربطها بالخلافة الخطبة والسكة والجزية. وقد نظم عمرو بن العاص الجيش، الذي أقام في معسكرات خاصة، ورأى أن يؤمن حدود مصر الغربية بفتح (بُرقة وطرابلس).. كما مد نفوذ قواته الى بلاد النوبة لتأمين حدود مصر الجنوبية، وأطلق للمصريين حرية المعتقد مع دفع الجزية المفروضة على أهل الذمة وهي جزية الرؤوس.

على أن عمرو بن العاص لم يستمر إلا خمس سنوات، فبعد تولي عثمان بن عفان، عزله وجعل (عبد الله بن أبي السرح) (أخوه من جهة الأم) واليا على مصر، وهو الوالي الذي بدأت بذور الفتنة في أيامه. ولكن عمرو بن العاص عاد واليا لمصر في أيام الخليفة معاوية بن أبي سفيان، عندما تحولت الخلافة لبني أمية وبقي واليا لها حتى توفي عام 43هـ .
بعد عمرو ابن العاص تناوب على ولاية مصر خلال قرنين من الزمان مائة من الولاة، وكانت فترة حكمهم راكدة، ولم يكونوا فاعلين، إلا في فرض الضرائب، فبدت ململة الشعب المصري بالظهور، خصوصا بين الأقباط، وظهر التنافس العصبي بين القبائل العربية الوافدة الى مصر. في حين تمسك سكان مصر القدماء بديانتهم .. ولكن الإسلام أخذ ينتشر شيئا فشيئا بين المصريين، كما انتشرت اللغة العربية، وتزايد توافد العرب على مصر، بعد أن جردهم المعتصم من وظائفهم بالدواوين .. فانتشروا بالريف المصري..

وكان (أبو عون) أول والي لمصر بالعهد العباسي قد نقل العاصمة من (الفسطاط) التي بناها عمرو بن العاص، الى مدينة جديدة بناها وسماها (المعسكر) وتقع شمال الفسطاط..

وعندما تولى المعتصم الخلافة بدل الولاة العرب بولاة أتراك .. ولكن هؤلاء الولاة لم يغادروا (سامراء عاصمة الخلافة العباسية) بل كانوا يبعثون بوكلاء عنهم .. وهذا ما فعله والي مصر الذي لم يصلها (باكباك) عام 254هـ فأرسل نائبا له هو (أحمد بن طولون) ..

2ـ عصر الطولونيين والإخشيديين (254ـ358هـ/868ـ969م)

نستطيع القول أن مصر في عهد الطولونيين قد استقلت عن الدولة العباسية، حيث لم يبق لها من صلة سوى ذكر الخليفة في خطبة الجمعة وإرسال جزء من الخراج، وذكر الخليفة على العملة المسكوكة، واستطاع الطولونيون أن يمدوا نفوذهم من الفرات الى المحيط الأطلسي، ومن أرمينيا حتى اليمن .. وكان ذلك في عهد (خمارويه بن احمد بن طولون) وقد استطاعوا بعد حروب مع دولة الخلافة أن ينتزعوا اعترافه بملكيتهم لأرمينيا وسوريا ومصر لمدة ثلاثين عاما.. ولكن دولة العباسيين لم ترغب في استمرار الوضع، فأخذت تتربص بالطولونيين حتى كان لها ذلك في عهد الخليفة العباسي (المكتفي بالله) فقد ألحقت جيوشه الهزيمة النكراء بجيوش (هارون بن خمارويه) الطولوني، وكان ذلك عام 292هـ، فعادت مصر الى الخلافة العباسية مباشرة وبقيت كذلك لمدة ثلاثين عاما، حتى تمكن والي مصر (محمد بن طغج الإخشيدي) الذي ولاه الخليفة العباسي على مصر من تأسيس الدولة الإخشيدية..

استمرت الدولة الإخشيدية 34 عاما (934ـ969م) وامتد نفوذها الى الشام وكانت الحجاز تدعو في خطب الجمعة لحكامها، ووضع اسم الحاكم مع اسم الخليفة العباسي على العملة التي سكت فيها ..

ولم تصمد الدولة الإخشيدية لهجمات الغزو الفاطمي كثيرا فإن صدت هجمتين كبيرتين إلا أنها سقطت في الثالثة أمام جيوشها بقيادة جوهر الصقلي

ثانيا: العصر الشيعي (الفاطمي) 358ـ567هـ/969ـ1171م

استمر الحكم الشيعي لمصر أكثر من مائتي عام، حيث مهد دخول جوهر الصقلي الى مصر وبناءه لمدينة القاهرة خلال خمس سنوات من نقل عاصمة الفاطميين من (المنصورية) الى (القاهرة) ومجيء الخليفة الفاطمي المعز ليستقر فيها ..

امتد نفوذ الفاطميين الى أوجه في عهد (العزيز) فصارت الموصل والحجاز واليمن وسوريا إضافة الى دول شمال إفريقيا، تدعو له على المنابر، وقد استطاعوا الانتصار على القرامطة، و(أفتكين) التركي.. وبعد وفاة (المستنصر) عام 487هـ ، تراجع نفوذ الفاطميين وانحصر في مصر.. فقد استقل (الأتابكة) في دويلات كثيرة، وخرجت (صقلية) من حكم الفاطميين كما خرجت سوريا وفلسطين .. وطرد الصليبيون الفاطميين من أنطاكيا و عسقلان وهزموا جيوشهم.. وحدث تنافس بين وزراء الفاطميين فاستعان قسم منهم بالصليبيين والبعض الآخر بنور الدين الزنكي الذي أرسل (أسد الدين شيركوه) و(صلاح الدين الأيوبي) الذي استوزره الخليفة الفاطمي (العاضد) ثم بعد وفاة العاضد أصبح هو حاكم مصر .. فأعاد المذهب السني إليها سنة 567هـ

ثالثا: العصر السني الثاني (567ـ923هـ/1171ـ1517م)

ا ـ عهد الأيوبيين (1171ـ 1250م)

عادت مصر في عهد الأيوبيين (اسميا) للخلافة العباسية، وقد كانت بداية حكم صلاح الدين لمصر، عبارة عن فترة ترقب واستتباب أمن في مصر، وبعد موت نور الدين زنكي عام 1174م استولى صلاح الدين على دمشق وحلب والموصل، وبنى القلاع واستعد لمنازلة الصليبيين حتى هزمهم في معركة (حطين) 1187م وفي سنة 1188م سقطت القدس في يد صلاح الدين .. ولكن الحملة الصليبية الثالثة استعادت ما فقدته القوات الصليبية الغازية (عدا القدس) .. في حين أصبح الساحل من صور الى يافا في يد الصليبيين بموجب المعاهدة التي وقعها صلاح الدين مع الصليبيين في (الرملة) عام 1192م ..

تصدى خلفاء صلاح الدين للحملة الصليبية الرابعة والخامسة، لكن الملك (الكامل) عاد وتنازل عن القدس للصليبيين عام 1229م للملك (فريدريك الثاني).
وقد استعاد المسلمون (القدس) في عهد الملك (الصالح)1240ـ1249م. وقد جرد (لويس التاسع) ملك فرنسا حملة صليبية سابعة .. فهزمه (توران ابن الملك الصالح) وأسره في معركة دمياط عام 1250م وتحررت مصر من الوجود الفرنسي.. لكن المماليك الذين كانوا يشكلون الجزء الأكبر من جيش (توران) قتلوه ونصبوا (شجرة الدر) زوجة أبيه المتوفى (الملك الصالح) سلطانة عليهم، ولكنها تنازلت لزوجها (عز الدين أيبك) التركماني ليبدأ عهد المماليك.

2ـ عهد المماليك (648ـ923هـ/1250ـ1517م)

قتلت (شجرة الدر) زوجها (عز الدين أيبك) ليتولى ابنه (المنصور نور الدين) الذي استولى المغول إبان حكمه على (بغداد). فعزل المماليك سلطانهم ونصبوا (قطز) سلطانا على مصر، فخرج للقاء المغول وهزمهم بفضل قائده (بيبرس) في (عين جالوت) عام 658هـ/1260م أي بعد سنتين من سقوط بغداد.

وفي عهد السلطان(قلاوون 1279ـ1290م) سقطت الإمارات الصليبية واحدة بعد أخرى ولم يبق منها سوى صور وبيروت وعكا.. وفي عام 1292م سقطت (عكا) في يد (خليل بن قلاوون) بعد أن بقيت في أيدي الصليبيين مائة عام.

واستمر العداء بين المغول والمماليك طويلا، وقدموا خدمات جليلة للمنطقة، وحاولوا منع البرتغاليين والإسبان من دخول بلاد المسلمين .. وبقوا كذلك حتى أنهى سيادتهم العثمانيون في معركة (مرج دابق) في أغسطس/آب1516 فاستولى العثمانيون بقيادة السلطان (سليم الأول) على مصر ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس