عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 20-06-2007, 04:20 PM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
إفتراضي

قبل الحافة :

لست أحلم بأحد .. !!






يفـتـنـني ويدهشـني ويـرعبني إلى حد الموت ( بول ريكور)
وهو يعلنها صريحة " القلب هو لحظة الضعف بامتياز"
. .
. . .
. . . .

نعم هذا هو القلب .. ذلك المفضوح باخفاقاتنا .. بخيـباتنا .. باحلامنا .. بحبنا ..
بضعفنا حينما نحدق في العالم من نافذة بقضبان صدئة ..
ياترى ما هو الدافع لكل هذا الجنون الذي نرتكبه باسم ( العلاقات ) ،
نـتـعرف على من حولنا ـ نسمي ذلك ( علاقات ) ـ فـنرتكب
حماقات في حقهم ، ويردون هم بما يشبه فعلنا .. نتعرف عليهم باسم
( المودة )، ( التـفاهم )،(الطيبة ) ،
( أشياء أو معاني مشتركة We Have Too Much In Common) ،
( التصارح ) ، ( البوح )، (التوافق ) ، ( البحث عن شعور جديد )..
. .
يا ترى كيف نبحث عن التصالح مع الآخرين ونحن لا نحققه مع ذواتنا ؟؟
أهذا ما يفسر سر ارتكابنا لحماقاتنا واحدة تلو ا لأخرى ؟؟ ربما .. من يدري ؟
.
.

أظن أن الواحد منا يبحث عن ثلاث احتياجات أساسية في الحياة ..
التصالح مع الذات ،
الوصول إلى مرحلة التوازن
والشعور بـ ( أنه كائن قابل لأن يـَحـب ويــُــحـب ) .

...

ولكن ما الذي يدفعنا بالفعل إلى ترميم الخارج قبل الداخل ،
وكأننا نحاول المواءمة بيـن ضديـن ،
ونحاول أن نفتعـل ( طــيـبة ) في الآخر ،
و( توافـقا ) بيننا ، لنجعله ما نـنـشده ..
أترانا بذلك نتحدى ( لوتريامون ) الذي أعلن في
" أناشيد مالدورور " تحديه لأي أحد يدله على إنسان صالح ،
ولعل هذا ما دفعه إلى التصريح بأن الطيـبة ليست إلا مقاطع رنانة ملفقة !!!!
....
كنت أتساءل كيف يحق لنا أن نمضي قدما في
الحياة ونحن لم نفكر يوما بالتصالح مع ذواتـنا .. ؟؟
كيف لم نفكر يوما بأن نحب ذلك الكائن الذي في داخلنا ؟؟
كيف لم نفكر ــ أبدا ــ في إبلاغه ذات صباح
بأنه الأقرب إلى قلوبنا ، وأنه الأكثر حظوة عندنا ؟؟
من لا يحب نفسه .. لن يأتي يوم ويحب الحياة أويحب الآخرين !!
وما أقصده بالحب هنا مخالف لما تعارف عليه البعض من الشعور بالأنانية .
إنه حب يحميك من قسوة الآخرين عليك ، ويجعل بينك وبين حماقاتهم سدا ..
نحن بحاجة ـ أحيانا ـ للقسوة على الآخرين لنحمي دواخلنا من جرحهم لنا ،
من حماقاتهم التي يرتكبونها ــ فقط ــ لأنهم احتلو مساحة في داوخلنا .
نحن نحتاج بالفعل إلى أن نؤمن
بما قاله ( نـيـتـشة ) " لتكن الرأفة بالنسبة إليك خطيئة " !!

.. ..
كثيرون من هم حولنا .. أقارب ، أصحاب ،
أصدقاء ، زملاء عمل ، جيران ، أحبة ، معارف ..

كل هؤلاء نبني معهم أشكالا من العلاقات ،
وبالتالي شيئا من الخيبة .. شيئا من القلق .. والكثير من الجراح ..
إننا وبكامل إرادتنا نسمح للآخرين بـ (السطو على مزاجنا ) ومن ثم تعكيره ..
متى استطاعوا إلى ذلك سبيلا !!

.. .. ..................
لماذا أشعر الآن أن المشرف سيحمل موضوعي على
عاتقيه وينفيه إلى الشتات .. إغفر خطيـئـتي أيها المشرف !!
.. ......................
نعم هذا ما نرتكبه كل ما وطدنا
علاقتنا بآخر ـ أيا كان ـ نسمح له بالسطو
غير المسلح على أمزجـتـنا،
ولكنه في حقيقته أقسى وأشد مضاضة،
ونكون حينها فقط كما قال
( فاضل العزاوي) "يومك خطوة الأعمى إلى بئره "..
ولكن يا ترى أي بئر ستحملنا إليه خطوتنا ..
وهل سنتمكن من الصعود بعد ذلك .. من يدري ؟
ربما تكون خطوتنا إلى البئر هي
بداية جديدة لعلاقة حقيقية ،
ولكن أخشى ما أخشاه أنها قد تكون بداية النهاية !!
لا يعني هذا أن تكون أرواحنا مقابر لنا نسكنها ونرتادها
كما يرى (بودلير)، أبدا ، على العكس من ذلك
تماما ، ولكن نحن
بحاجة إلى التعرف على فلسفة ( سارتر)
وهو يؤكد أن " أن الآخرين هم الجحيم " ..
ليس لنتبناها كليا ، ولكن لنضعها
على الأقل في الحسبان ولنحاول قصر الظلمات التي
نمر بها على ظلمتي ( كازانـتـزاكي )حينما أشار
إلى أن مأساتنا كبشر تتمركز في "الإقامة بين ظلمتين " إنهما الرحم والقبر ..
....
أليس من المؤلم ـ حقا ـ أن نعيش ظلمة ثالثة
بسبب علاقة كنا نظن أنها سبيل آخر لتحقيق إنسانيتنا ..؟؟
...
..
كلنا نخطئ ..
نعم ..
وكلنا مسموح لنا بالخطايا الصغيرة ..
ولكن لنحذر من أخطاء لن نغفرها يوما لأنفسنا ..
ألم يقل (عيسى مخلوف )
" ثمة ظمأ لا يمكن إرواؤه إلا غرقا "
...
أحقا أننا نعلن الحرب على أنفسنا دون أن ندري ؟؟
...
يا لبؤسنا ..أي حماقة نرتكب ؟؟
__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر