عرض مشاركة مفردة
  #34  
قديم 01-12-2001, 09:17 AM
ARGOUN ARGOUN غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: MAMA ALGERIA
المشاركات: 164
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ARGOUN
إفتراضي أتواصوا به بل هم قوم طاغون

السلام عليكم
و بعد فإن الكفر ملة واحدة .ما الذي يجعل الكفار في أفغانستان يقدمون على فعل ما سبقهم إليه اخوانهم في الجزائر قبل ستة سنوات؟
يقول الله عز وجل "ودوا ما عندتم قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تخفي صدورهم أكبر" و يقول أيضا "لا يرقبون في مؤمن إلا و لا ذمة" و هذا حالهم معنا منذ نزل القران على نبينا محمد.
لقد ضاقت علي الأرض بما رحبت و أنا أرى خيرة شباب هذه الأمة تقطع أشلائهم أمام الملأ في مزار الشريف على يد الكفرة و المنافقين و من والاهم ضاربين عرض الحائط بكل المواثيق و الشرائع السماوية و الوضعية، و أخذتني الذكرى و رجعت 6 سنوات إلى الوراء حين أقدمت السلطات الجزائرية الكافرة على قتل أكثر من مائتي من الشباب المسلم في السجن ذو السمعة السيئة "سجن سركاجي"بقلب العاصمة الجزائرية في شهر رمضان المعظم.
يقول من حضر المجزرة أن العملية كانت مقصودة فقد جائوا بمن أرادوا تصفيتهم من سجن تيزي وزو و سجن البرواقية و الشلف و سجون أخرى أياما معدودة قبل حدوث المجزرة المرعبة.
لقد وقعت بعض الأسلحة المهترئة في أيدي الإخوان المسجونين بعد أن سربت من طرف المخابرات، و أي أسلحة هذه؟ مسدسين أو ثلاث لا يعمل منها سوى واحد، و قد وجدها هؤلاء الإخوة رحمة الله عليهم فرصة لهم للانتقام من جلاديهم الذين كانوا يكيلون لهم من العذاب النفسي و الجسدي ما يعجز اللسان عن وصفه فقاموا أول الأمر بأخذ أحد الحراس كرهينة و استولوا على مفاتيحه و من ثم انطلقوا إلى باقي الزنزانات يحطمون أبوابها و يدعون بقية الإخوان للالتحاق بهم، لقد تردد البعض ضنا منهم أنها خطة وضعت من طرف العسكر للقضاء عليهم مثلما فعلوا بسجن البرواقية 80 كلم جنوب العاصمة حيث لم يتمكن من الفرار إلا ثمانية من بينهم واحد جار لصديق لي حيث يقول:" لقد فتحوا لنا الأبواب و أمرونا بالإسراع بالهروب و لما وصلنا إلى الساحة كانت الرشاشات الثقيلة بانتظارنا و قد مزقت أجساد جميع الإخوة و لم يتمكن من الفرار و النجاة سوى 8 أنا واحد منهم..." و هذه الحادثة جاء ذكرها مؤخرا في قناة الجزيرة من طرف ضابط مخابرات لاجئ في فرنسا و كنت أظنها لن تظهر إلى النور أبدا، يقول الضابط لقد جيئ بالجرافات و تم حفر قبر جماعي للقتلى المساجين في نفس المكان الذي سقطوا فيه و سوي التراب فوق جثتهم و ان أردتم التأكد اذهبوا ان شئتم إلى هناك و سترون هول ما اقترفت أيدي هؤلاء المجرمين.
لم ينتفع مساجين سركاجي من هذا "الدرس"و لكن هل كان لهم خيار أصلا؟
الحقيقة أن الأحداث مضت بسرعة و رغم تدخل الشيخ يخلف شراطي رئيس لجنة الإرشاد في الجبهة الإسلامية للانقاذ و عبد الحق العيادة أمير الجماعة الاسلامية المسلحة اللذين كانا مسجونين في سركاجي وقتذاك و رغم أنهما توصلا إلى اتفاق مع قائد قوات التدخل الخاصة يقضي برجوع المتمردين إلى الزنزانات إلا أن الأمر كان قد خطط له على مستوى أعلى و لا الاتفاق و لا أي شيئ آخر كان سيحول دون ارتكاب المجزرة.
لقد عاد معظم المتمردين إلى زتزاناتهم بعد أن نصحهم الشيخ بذلك و كان له ما أراد دون اللجوء إلى اطلاق رصاصة واحدة و لكنه و عند رجوعه إلى الجولة الثانية من المفاوضات تلقى رصاصة في رأسه من أحد القناصة و كان الأمر قد أعطي حينئذ باقتحام السجن و القضاء على المتمردين على مرأى من أكبر القيادات في الطغمة العسكرية فقد حضروا كلهم تقريبا ليشهدوا ما خططوا له بليل بأم أعينهم و كان لهم ما أرادوا.
لقد مررت تلك الليلة ببيت أحد الإخوة المسجونين و رأيت أباه الذي كان عمر 47 سنة جالسا أمام الباب واضعا راسه على يديه و الدموع تنهمر من عينيه و هو مدرك أن ابنه لن يعود إليه و لكن رحمة الله و دعاء الإخوة في تلك الليلة أدركت هذا الوالد و عاد إليه ابنه و هو من وصف لي ما حدث بالتدقيق لاحقا.يقول:" لما عدنا إلى الزنزانات اقتحمت القوات الخاصة أروقة السجن و أمطرتنا بالغازات الخانقة و القنابل فتوفي أكثر المساجين اختناقا و من بقي منهم و خاصة الذين كانوا في القوائم قتلوا بعد ذلك بدم بارد...لقد كنا مجردين من السلاح إلا من مسدس كان بيد أحد الاخوة في الجهة المقابلة من السجن و رغم هذا فلم تستطع القوات الخاصة اقتحام جناحه إلا مع الفجر و دامت المواجهة بينه و بينهم ليلة كاملة.
يقول هذا الأخ و الابتسامة تعلوا محياه:"لما استنفذ الأخ المقاوم ما بيده من رصاصات معدودة و لما أدرك أنه هالك لا محالة لجأ إلى حيلة فأخذ قضيب من حديد يطرقه بقضبان الزنزانة فيتولى الضباط هاربين ضنا منهم أنه يستعمل مسدسا رشاش و نحن نتفرج عليهم و دام "الكر و الفر" ليلة كاملة إلى أن أصيب أخونا هذا برصاصة في عينه رحمه الله"...."في الغد من ذلك قام زبانية النظام بتجريدنا من الملابس كيوم خلقتنا أمهاتنا و طرحونا ارضا في يوم شتوي قارس البرودة و تلقينا من الضرب بقضبان الحديد و التعذيب ما لا طاقة لبشر به..."
أياما بعد الحادثة استعادت أم هذا الأخ ملابسه لتغسلها فوجدتها متلاصقة بالدماء و هذا الأخ للإشارة، لما نذهب إلى البحر يسبح بتي شيرت ليخفي ما لحق بجسده من تشوهات بعد الحادثة.
من عجيب ما شاهدنا بعد الحادثة هو مطالبة عائلات مسجوني الحق العام أي اللصوص و القتلة و مرتكبي الأعمال المخلة بالحياء و كان عدد الذين قتل منهم 75 اما على وجه الخطأ أو الذين تابوا منهم و أصلحوا بفضل توعية إخواننا لهم فاختاروا الالتحاق بهم، قلت مطالبة عائلاتهم بأن لا يخلط بينهم و بين "الإسلاميين" و أن يفتح تحقيق في ملابسات قتلهم و فوق هذا و ذاك استعادة جثثهم لأنه تم خلطهم مع البقية و دفنوا كلهم بملابسهم في مقبرة العالية تحت مسمى "س جزائري" بعبارة أوضح "مجهول الهوية" رغم أن الكل كان له وثائق و مسجل بسجن سركاجي و لكن عوملوا تماما مثل الإسلاميين المسلحين حينما يقتلون يدفنون دون تسليم الجثث إلى أهلها و يتم التستر عليها باسم X جزائري تنكيلا بأهلهم و ذويهم.
و تحت ضغط هؤلاء العائلات شكلت لجنة تحقيق بقيادة رزاق بارة أو "بعرة" كما سماه أحد الصحفيين...لقد قرأت تقريرها الذي يقول "بوفاة" 92 سجين "فقط" أنظروا إلى كلمتي "وفاة" و "فقط" و يشير التقرير أيضا إلى المفاوضات التي دارت بين الشيخ شراطي رحمه الله والقيادة العسكرية و الشيخ للمتمعن في التقرير لا زال حيا يرزق رغم أنه كان أول المغدورين بهم و نحن كلما ذهبنا لزيارة اخواننا في الجزء المخصص لهم في مقبرة العالية نبدأ بقبره نسأل الله أن يتقبله مع الشهداء و الصديقين نحسبه كذلك و الله حسيبه.

يتبع ان شاء الله.