عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 19-03-2002, 12:19 AM
قلم الحق قلم الحق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 114
Post الشيعة الرَّافضة

بسم الله الرحمن الرحيم
لما كان الاهتمام اليوم في الخيمة منصب على ( الشيعة / الرافضة ) رأيت أن أنقل لكم نصّ فتوى للإمام الشيخ طارق السَّعدي / الحَسَنيّ رضي الله عنه، وهو:
" السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم، دائماً أسمع عن ( المذهب الشيعي ) ولا أعرف حقيقته، ولماذا بعض الناس يكفرون أصحاب هذا المذهب، أطمع في أن أتلقى من فضيلتكم الردّ على بريدي؟
جزاكم الله ألف خير.
(فهد)



الجواب: عزيزي فهد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيباته، وبعد:
فقد سألت عن أمر توسّع فيه أئمة الإسلام وعلمائه في غير موضع على مرّ التاريخ منذ ظهور هذه الفرقة في القرن الأول بعد اشتعال فتيلها بوفاة سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ممّن أرادوا الكيد للأمة بتفريقها وتشتيت شملها وهدم بنيانها ووجدوا لهم صداً بين الحمقى والمغفلين الذين يجرون خلف ما تطمئن له قلوبهم المبنية على سراب وجهل بدين الله تعالى.
وهذا هو حال كل فرقة زائغة مارقة: يجد مبتدعوها متشابها في الدين يعلقون عليه بدعتهم، ويروجون لها وينشرونها على أكتاف من لا حظ لهم من العقل والدين القويم، فضلا عمن يسعون للشهرة أو المنافع المادية الدنيوية من خلال التشدّق بتلك البدع والدعوة إليها.
وأنا هنا أقتصر في الجواب على مجمل أحوال تلك الفرقة وحكم الشرع فيها. فأقول مستعينا بالله تعالى استعانة من شهد أن الله أحكم الحاكمين، وأنه يخرج الحي من المَيْت ويخرج الميت من الحي ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الأمر وهو على كل شيء قدير:
اعلم حبيبي، أن ( الشيعة ) هم الذين شايعوا سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآله رضي الله تعالى عنهم، وهم ( الرَّافضة ) كما أطلق بعضُ أئمتهم على من رفضه منهم، ثم صار هذا الاسم يطلق على جميعهم باعتبار رفضهم الحقّ الثابت بأوهام وأساطير ما أنزل الله تعالى بها من سلطان. وقد باتوا فرقاً، يجمعها: دعوى محبة سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآله رضي الله تعالى عنهم، وعصمة أئمتهم، ويفرقها أصول وفروع اختلفوا عليها:
فمنهم من زعم أن الله تعالى لم يكن حياً ولا قادراً ولا عالماً .. الخ، ثم خلق لنفسه ذلك!! وهو فضلاً عن كونه عجيباً دالاً على سذاجة وجهل قائله، فإنه كفر صريح.
ومنهم من اعتقد في الله تعالى التشبيه والتجسيم، وهو مذهب الحشوية من المنتسبين لأهل السنة ويسمون أنفسهم اليوم ( السلفية ) .. الخ ما يتسترون به من شعارات الحق وأهل السنة ليغروا الحمقى والمغفلين بهم!! وهذا كفر صريح كما بينت في بعض كتبي كـ ( هدي القرآن في صفات الرحمن ) و( الصمديّة ) و( رد العنجهية ) وغيرهم. ولكن لمشبهة الشيعة خاصة في هذه المسألة معتقدات لا يُحسدون عليها!! بنوها على خرافات قد لا تجدها في قصص الأساطير!! ولكن لا شك أنك تجد في الكتاب والسنة ما يبين ضلال المشبهة وفساد معتقداتهم، ولله تعالى الحمد.
ومنهم من زعم أن الله تعالى خلق سيدنا رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم فوّض إليه خلق العالم وتدبيره، ثم فوَّض هو الخلق والتدبير لسيدنا أمير المؤمنين عليّ رضي الله تعالى عنه!! وهذا كفر صريح.
ومنهم من زعم أن رُوحَ الله تعالى تكون في بعض أئمتهم، وتنتقل من واحد إلى آخر!! وجعلها البعض في خواص من الأئمة دون غيرهم!! وهو كفر صريحٌ أيضاً.
ومنهم من زعم إلهية سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه!! وزاد آخرون: زعم إلهيّة بعض أئمتهم!! وآخرون: زعم إلهيّة جميع أئمتهم!! وذلك كفر صريح أيضاً.
ومنهم من زعم أن الله عز وجلّ أرسل جبريل عليه السلام إلى سيدنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فغلط في طريقه، فذهب إلى سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم!! وهذا كفر صريح عجيب.
ومنهم من زعم نبوّة سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه!! وزاد آخرون: زعم النبوّة في بعض أئمتهم أيضاً!! وهو كفر صريح.
ومنهم من زعم أن العصيان جائز على الأنبياء عليهم السلام، خلافاً لأئمتهم فهم معصومون!!
ومنهم من زعم أن فيهم من هو أفضل من سيدنا رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم!! وهذا كفر صريح.
ومنهم من زعم أن الصحابة رضي الله عنهم كفروا بتركهم بيعة سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه!! وزاد آخرون: أن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه كفر أيضاً بتركه قتال هؤلاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم!! وبعضهم اقتصروا على تكفير سيدانا الصّدّيق والفاروق رضي الله تعالى عنهما!! وزاد آخرون عليهما بخرافات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، بل ولا يقبلها عقل جاهل أغرَّ من بني الإنسان فضلاً عمَّن كان من أهل العلم والاتِّزان!! وبعضهم اقتصروا على تكفير سيدنا ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه!! وذلك كله كفر صريح، لما فيه من اتهامٍ وطعنٍ لمن زكاهم الكتاب والسنة، بل وشهد لبعضهم بالجنة.
تنبيه: وهذا لا يعني عصمة كل مَن صحب سيدنا رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فلا يخفى أن بعض هؤلاء ارتدّ والعياذ بالله تعالى، ولكنه بالتأكيد يعني عصمة فضلاء الصحابة الذين ثبتوا على ما بايعوا عليه سيدنا رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم، وهم جمهورهم.
ومنهم من يقذف أم المؤمنين وأحب الناس إلى سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى الأمين الفقيهة السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، مستنداً على إفك المنافقين، الذي برَّأها الله تعالى منه في القرآن الكريم!! وهذا كفر صريح.
ومنهم من يطعن بالصحابة أو بعضهم دون تكفير!! وهذا بين الفسق والكفر.
ومنهم من طعن بالقرآن، فزعموا في المصحف تحريف الألفاظ والزيادة والنّقصان!! وزاد آخرون: زعم وجود مصحف خال من مزاعمهم في هذا الذي بين أيدينا!! وذلك كفر صريح.
ومنهم من أنكر العبادات، فزعم أن المأمورات كنايات عمن تجب موالاتهم من أهل بيت سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، والمحرمات كنايات عمن يجب عندهم بغضهم كسادتنا أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم وغيرهم، فأباحوا محرّمات الشّريعة وأسقطوا فرائضها!! وذلك كفر صريح.
ومنهم من زعم أن شهادة الزور جائزة لموافقيهم على مخالفيهم!!
ومنهم من كفر باليوم الآخر، وزعم: أن الجنة هي نعيم الدنيا، والنار هي محن الدنيا!! وزعم آخرون: أن الجنة هي رجل تجب موالاته والنار هي رجل تجب خصومته، فمن أدركهما فقد سقط عنه التكليف!! وهذا كفر صريح أيضاً.

ومعظمهم على قاعدتين:
الأولى: اعتقاد ( البَدَاء ) ـ وهو: تغير الأمر المستصوب ابتداءً لظهور الصّواب في محدث خلافه ـ في حق الله تعالى!! وهو كفر صريح، لأن علم الله تعالى لا يدخل عليه التغير والتبدل. وإنما وضعوا هذه القاعدة ليتستروا بها عند دعواهم شيئاً من الغيب أنه سيكون ثم لا يكون.
الثانية: ( التّقية ) ـ وهي: اتقاء الخصم بالكذب عليه ـ!! وهذا فسق. وإنما وضعوه ليتستروا به بين أشياعهم عند ظهور الحق عليهم.

هذا، وقد تبرأ من هذه المفاسد وغيرها نحو السيد الإمام جعفر الصادق، ولكن أبى الغلاة والمبتدعون إلا حشو المفاسد ودسها عليهم، فنتوقف في الحكم على من جهلنا حاله ممن عرف بالصلاح والتّقى ونُسب إليه مثل ذلك، مع إنكارنا على كل مخالفة لشرع الله تعالى ودينه الحنيف، فإن الرجال يعرفون بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال. وأما من ثبت عنه شيء من ذلك فلا حب ولا كرامة، وعليه لعنة الله تعالى والملائكة والمؤمنين.
وأخبرني بعض من أثق بهم أنه ناظر بعض ( الشيعة ) فتبرءوا من كل ما تقدّم وغيره مما يخالف شرع الله تعالى الثابت، فمن كان منهم صادقاً في ذلك فهو مسلم صحيح الإسلام، وله الحب والكرامة، ومن كان كاذباً يتقي بذلك لدعوته وشيعته، فقد زاد على ضلاله الفساد، ولا حب ولا كرامة له من بين العباد.

وفي الختام، أنبهك حبيبي على أمرين:
الأول: أن الطعن إنما هو في الغلو بدين الله تعالى والخروج عن حدوده، وأما محبة سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآله رضي الله تعالى عنهم وتوقيرهم .. الخ، فذلك مما لا شك في وجوبه.
الثاني: أن من خالف شرع الله تعالى الثابت من الشيعة الرّافضة أو من غيرهم، بِغَضِّ النَّظر عن اسمه ودعواه وشعاراته، فلا حب ولا كرامة له، ولو قيل عنه أنه كان أمير المؤمنين في العلم والزهد والبأس .. الخ ما لا ينفع في جنب التفريط في دين الله تعالى وتعدي حدوده. وقد رأينا في بعض من ينتسب إلى أهل السنة، ويُلقَّب بأفخم الكنى ضلالاً أكثر مِن بعض مَن ذكَرنا لك من الرَّافضة، فلا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.
وإن كنت تبغض منهجاً أو شخصاً في الله تعالى، فلا تسارع إلى محبة من تراه يطعن به وتتعصّب إليه لذاته، بل أحبه للحق الذي قاله وتعصب للحق الذي دعا له، لأنك إن كنت الأخير فارقت من أعجبك إن فارق الحق، وتخليت عنه إن نادى بغيره. وهذا مبدأ نفتقر إليه في زماننا هذا لتصحيح سلوكنا وعبوديتنا لله تبارك وتعالى القائل: { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول } لا إلى فلان وعلان، سيما إن كان من يراد عدله بالله تعالى ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خارجاً برأيه عن الحق اتباعاً لهواه مباشرة أو من وراء حجاب المتشابهات من نصوص الشريعة.
فأرجو من الله تعالى أن تكون ممن يستمعون القول والنصح بالحق، ولا يأبونه تعصباً للباطل والخلق.

العبد الفقير المقر بالذنب والتقصير
طارق بن محمد السعدي
__________________
كرّمنا بالعقول الراشدة للتمييز بين الحق والأقاويل الفاسدة
الحق أحق أن يُتّبع