إن من يتصفح كتاب الله الكريم ويتلوه بدبر، سيجد العجب العُجاب في تصويره لواقع الحال، وكأنما آيات الكتاب الكريم قد أُنزلت للحظة التي نحن فيها وتتحدث عن واقع الحال المُعاش.
فقبل أيام كنتُ مدعوا عند احد الأصدقاء، وقد أسمعنا عبر شبكة الإنترنت إلى ما يسمى بإذاعة أو محطة ( الإصلاح ) التي يديرها ( من الباطن ) الدكتور/ سعد الفقيه / من لندن .. والله وحده العالم بالجهة المعادية التي تقف من وراء تمويلها واستمرارها.
وكانت أمسية قضينا جزاءا منها ــ مع الأسف ــ في استماع أكاذيب ذلك الرجل الذي يبدو أنه باع دينه بدنياه، وبلاده بثمن بخس ....ولكن الجلسة مع ذلك لم تفقد جانب المتعة فيما كنا نسمعه من تمثيلية الاتصالات الهزلية التي تجري بين / الفقيه .... ومن يُظهرون للناس أنهم من المريدين لذلك المسكين الذي فقد جزاءا كبيرا من عقله، بتصديقه أوهامه، أن بالإمكان أن يكون لمثله سلطة على البلاد والعباد في المملكة العربية السعودية.
إن جانب المتعة فيما كنا نسمع من أباطيل ذلك الأفّاق ، يكمن في أمور منها : أنّ الاتصالات التي كانت تجري بينه وبين من يتصلون به ، هي غالبا ما تكون مبرمجة ومهيأة ومكتوب ( السناريو ) الخاص بها سلفا.........( وهو أمر ما كان له أن يخفى على من له أي إلمام بالإعلام).. وغالب الظن أنها تتم في غرفتين متجاورتين ، أو من هاتفين متصلين بعضهما ببعض..كل طرف يقرأ ما يُراد له أن يقوله، مثلما يجري في التمثيليات الإذاعية.
وأما كيف يلتقط / الفقيه / أولئك السَّقط والحثالة الذين يرتب معهم تلك التمثيليات، فمن خمارات السوهو، ومنعطفات إدجور روود ، وأكسفورد استريت ، وسواها من أماكن تجمعاتهم.
ستضحك ضحكا ولكنه كالبكاء ، حينما تسع أحد أولئك المتصلين، وهو يشيد بمن يسميه ( أبو عثمان ) ويبايعه على الكتاب والسنة ، ويُشهد الله والملائكة على حبه له ... وأبو عثمان في كل ذلك مستمتع ومصدّق أنه أصبح باتصال ذلك المخدّر المخمور خليفة للمسلمين ...!
وصدق الله العظيم القائل في شرح حال أولئك ومن على شاكلتهم :
( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن (( مصلحون )) * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )
للكاتب / وجيه .. بالساحات